أفتتحت مساء أمس الاربعاء الدورة الثامنة والعشرين من مهرجان الأسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، بدأ حفل الأفتتاح بعرض استعراضي قدم من خلاله المخرج خالد جلال عدد من أهم اللقطات من أفلام أثرت تاريخ السينما المصرية ، مثل فيلم صراع في الميناء ورصيف نمرة خمسة والسمان والخريف وابي فوق الشجرة، وعقب العرض قام ممدوح الليثي رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما المنظمة للمهرجان بإعلان أفتتاح الدورة ، كما نعي الليثي كل من الكاتبة الكبيرة حسن شاه والناقد الكبير احمد صالح الذي توفي منذ ايام والفنان محمد نوح ، و طلب من الحاضرين الوقوف دقيقة حداد علي أرواحهم تقديراً لما قدموه للسينما المصرية. فيما قال د. وليد سيف رئيس المهرجان ان مهرجان الاسكندرية اقام دورته العام الماضي رغم توقف الأخرين ، كمهرجان سينمائي مصري وحيد ومتفرد بجهود زملاء مخلصين، واليوم نقيم هذه الدورة تأكيدا لوجه مصر الثقافي والحضاري والفني ودعما لحضورها العريق في الزمان والمكان واحتفائا بالفن السينمائي المنتمي الي الحياة والأنسان، واضاف وليد سيف " لقد قررنا أن نعمل ونظل نعمل مهما كانت العقبات في سبيلنا، لم نكن وحدنا ولكن كان معنا نخبة من الفنانين والمثقفين ومواطنين بسطاء وقفوا الي جوارنا وخاضوا معنا المشوار الصعب ، اجتياز كل العقبات التي واجهتنا كان ورائها كتيبة من بنات وشباب مصر اللذين عملوا طوال ستة اشهر دون توقف". واشار سيف ان اقامة مهرجان الاسكندرية وانتظام دوراته ودعمه لترجمة الدور الوطني للسينما وللسينمائيين المصريين في مرحلة حاسمة ومفصلية في مسيرة الفن والحرية في هذا الوطن الكبير العريق، وتحديداً في هذه المدينة العظيمة التي سوف تظل مضيئة بفنها وشعبها. وأكد سيف ان فعاليات المهرجان من عروض وندورات ولقاءات علي مدار 7 ايام متصلة هي دعوة للتنوير ومقاومة اي ارتداد للخلف او قمع للحريات. كما شكر وزير الثقافة محمد صابر عرب خلال الكلمة التي القاها خلال الحفل شعب الاسكندرية ،ووصف الوزير مدينة الاسكندرية انها مدينة الكتاب حيث شهدت مدينة الاسكندرية حركة فنية ثقافية كثيرة، وستظل مدينة الاسكندرية وحافظة لذاكرة الوطن عبر التاريخ واضاف وزير الثقافة "ما احوجنا لمثل هذه المهرجانات لكي تبقي ، وما أحوجنا في هذا الوقت الذي يبدو صعب الي حد كبير الي البهجة ، فالشعب المصري يحتاج الي ان يستعيد روحه السمحة خصوصا شعب الاسكندرية،و اعتقد اننا في السنوات القادمة سنستعيد ارواحنا فنيا وثقافيا، فمصر من الدول المؤسسة للحركة السينمائية ولصناعة السينما في العالم، واعتقد اننا ونحن نتحرق شوقا الي مستقبل جديد ان تكون السينما احد العلامات الهامة لمستقبل هذا الوطن، لا يمكن ان تكون هناك تنمية في الاقتصاد او المحليات او التعليم دون ان يكون الفن والثقافة هما البنية الاساسية لمستقبل هذا الوطن. كرم المهرجان خلال حفل الافتتاح عدد من الفنانين اللذي قدموا أعمال تمس موضوع حقوق الانسان ومنهم الفنان هاني رمزي الذي أكد خلال كلمته ان هذه الجائزة لها معني كبير بالنسبه له ، واضاف رمزي " أهدي هذه الجائزة الي ثلاثة اشخاص اولهم روح والدي وهو اول انسان تكلم معي عن حقوق الانسان، واهدي الجائزة الي كل فنان مصري عظيم تمت اهانته من قبل اعداء الفن، والي كل مسلم تمت اهانته بوجود فيلم يسي الي الرسول الكريم. كما كرم المهرجان في قسم حقوق الانسان المخرج خالد يوسف والفنان خالد صالح والفنان خالد ابو النجا والسيناريست ناصر عبد الرحمن والفنان خالد النبوي الذي اعتذر عن الحضور بسبب تواجده في امريكا لعرض فيلمه الجديد "المواطن" . كذلك اعتذر المخرج رأفت الميهي عن استلام التكريم الخاص به بسبب ظروف صحية وتسلم التكريم نيابة عنه زوجته السيناريست علا عز الدين، بينما ارسل الميهي رسالة مكتوبة الي المهرجان قرأها رئيس المهرجان، عبر فيها عن شكره الي كل اهالي الاسكندرية ، واعتبر التكريم فرصة للرد علي ما اسماهم الايتام اللذين فقدوا القدرة علي الحوار ، وهم ايتام لأنهم لم يجدوا من يريهم الطريق الصواب وصحيح الاسلام ، ودعا الميهي هولاء اليتامي الي العودة الي حيث كانوا في هضاب نجد ومع ورثة مدعي النبوة في حضر موت ، لنتفرغ نحن ابناء محمد عبده وطه حسين والعقاد ونجيب محفوظ ويوسف ادريس حتي نلحق بركب الحضارة ، فقد تعلمنا منهم ومن معلمينا صلاح ابو سيف ويوسف شاهين وشادي عبد السلام أننا جنود اشداء في مواجهة القوي الظلامية. فيما اهدي ممدوح الليثي رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما درع التكريم لكل من الفنانة بوسي والفنان صلاح السعدني والكاتب محفوظ عبد الرحمن والفنانة التركية مليتم كومبول تقديراً لتاريخهم الفني الطويل. من ناحية اخري نظم عدد من شباب السينمائيين من مدينة الاسكندرية وقفة امام قاعة سيد درويش التي أقيم فيها حف الافتتاح، اعتراضاً علي عرض أفلام قسم البانوراما في اتيليه الاسكندرية والذي يضم عدد من الافلام القصيرة التي لم تشارك في مسابقة الافلام القصيرة، وطالب الشباب بالمساواه بين أعمالهم وبين افلام المسابقة الرسمية التي ستعرض لضيوف المهرجان في سينما جرين بلازا وعدم عرض اعمالهم في اتيليه الاسكندرية الذي وصفوه بالجاليري الغير مخصص فنيا لعروض السينما كما أنه يبعد عن وسط مدينة الاسكندرية مما يصعب علي ضيوف المهرجان متابعة العروض، وحمل شباب السينمائيين لافتات كتب عليها " قولتلي فيلمك في الاتيليه .. علشان محدش يشوفه طب ليه" ، و عرضت لحبايبك في جرين بلازا .. وعطيت لفيلمنا أجازة" "دخلت حبايبك المهرجان وشفتني مخرج غلبان .. قولتلي اعرض فيلمك في أبعد مكان"، "أختيارتك مش ظريفة .. أختار السينما النظيفة". تنقسم أقسام المهرجان الي قسم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والتي يشارك فيها 13 فيماً من 13 دولة، من بينها تركيا والجزائر وتونس والمغرب والبوسنة وكرواتيا وأسبانياوفرنسا واليونان وكرواتيا ومصر التي تشارك بفيلم "بعد الطوفان" ،للمخرج حازم متولي. وتضم مسابقة أفلام الديجيتال هذا العام 24 فيلماً ، حيث يعرض 8 افلام في قسم الافلام الروائية القصيرة وهي ، فيلم و لد و بنت.إخراج هالة ندا ، وفيلم فلول آخر زمن.إخراج أحمد سلطان ، وفيلم بالبيجاما. إخراج ميسره النجار ، وفيلم كلمات.إخراج هشام عاصم، وفيلم هتفرج. إخراج أحمد توفيق ، ومفيلم أنا إنسان. اخراج أحمد محمود، وفيلم ما تمضيش.إخراج أحمد أبو الفتوح وفيلم درة مشوى. إخراج كريم على. أما قسم الافلام التسجيلية يعرض 6 افلام وهي ،فيلم سرية كالعادة. إخراج روجينا بسالى ، وفيلم حواديت.إخراج أبانوب نبيل ، وفيلم الأنفاق.إخراج مؤمن حسن ،وفيلم ألوان.إخراج ساره نوفل ، وفيلم غضب البحر و النهر. إخراج أحمد صيام ، وفيلم السماع خانة. إخراج بريهان مراد. أما قسم مسابقة أفلام التحريك تعرض 5 أفلام وهي ، فيلم أبيض و إسود. إخراج مى مجدى وفيلم وجهة نظر. إخراج شيماء معبد، وفيلم حنين. إخراج مروه سامى، وفيلم ماندو أفوره. إخراج عمرو أبو زيد ، وفيلم بلد ألف ليله. إخراج أحمد الترجمان. ويعرض في قسم البانورام 5 افلام وهي ، فيلم البلد لسه بلدهم، وفيلم بوكيه ورد. وفيلم بدون كلام، وفيلم شاى بالنعناع. إخراج مشاعل يوسف وفيلم صاروخان. إخراج معتز راغب. كما يضم المهرجان قسم خارج المسابقة ويعرض 9 أفلام من بينها الفيلم المغربي الوتر الخامس،بالاضافة الي قسم افلام البانوراما الذي يحتفي هذا العام بالسينما التركية ويعرض خمسة أفلام . وقد استحدثت ادارة المهرجان هذا العام قسم جديد بعنوان حقوق الانسان والذي سيعرض خلاله أربعة افلام من بينها الفيلم التسجيلي المصري "مولود في 25 يناير" للمخرج احمد رشوان، وسيتم تكريم عدد من الفنانيين المصرين في هذا القسم منهم الفنانة مني ذكي والفنانة هند صبري والمخرج خالد يوسف. كما يعرض في قسم "سينما خارج المالوف" أربعة افلام من بينها الفيلم المصري "طريق العودة" للمخرج ايهاب حجازي. كما يحتفي المهرجان خلال هذه الدورة بالسينما السورية وخاصة التي صورت عقب اندلاع الثورة السورية، ويعرض البرنامج 8 أفلام منها ثلاثة افلام لن يكتب عليها اسماء مخرجيها ، خوفا من استهدافهم . ترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية وزيرة الثقافة السابقة والمخرجة آنجيليز كونزاليز-سيندي، بعضوية كل من الفنان فتحي عبد الوهاب والفنانة لبلبة، و المخرج السوري نضال الدبس والمخرج وكاتب السيناريو الالباني بيرو ميلكاني ، و المخرجة اليونانية ليلى يورجو ، والمخرج والكاتب الروسي فاليرى بندر أكوفسكى. اما لجنة تحكيم مسابقة افلام الديجيتال يرأسها مدير التصوير سعيد الشيمي وبعضوية كل من الفنانة يسرا اللوزي والناقد مجدي الطيب. كما سيقيم المهرجان ندوتان الاولى بعنوان ( السينما وحقوق الانسان ) قبل وبعد ثوارت الربيع العربى ، ويديرها ويلقى كلمة الافتتاح الكاتب محفوظ عبد الرحمن . ويشارك فيها الفنانة بوسى كمتحدثه والفنانين المكرمين فى حقوق الانسان والناقد أسامة صفار والمخرج المغربى عز العرب العلوى والدكتور اشرف توفيق رئيس قسم السيناريو بالمعهد العالى للسينما. وستقام ندوة اخري بعنوان ( الانتاج السينمائى المتوسطى المشترك ) الواقع والافاق ، يديرها السيناريست د. رفيق الصبان بحضور الناقد خالد محمود والمخرجين وأحمد رشوان والممثلة والمخرجة السورية واحة الراهب والناقدة نعمة الله حسين . وزير الثقافة :الشعب المصري يحتاج لاستعادة روحه السمحة اعتذار النبوي عن الحضور لوجوده في امريكا والميهي لظروفه الصحية تكريم بوسي والسعدني وخالد يوسف وخالد صالح وخالد أبو النجا وقفة لشباب السينمائيين امام قاعة سيد درويش تنديدا بعرض افلامهم في الاتيليه