(عربة خضار) صادرتها أجهزة القمع التونسية ، بعدها أقدم صاحبها الجامعي العاجز عن إيجاد فرصة عمل على إشعال النيران في جسده.. ثم كانت ثورة هكذا حدث في تونس البلد الأشهر في قمع الحريات واعتقال المواطنين وكان موقف الشاب شرارة أشعلت الثورة في كل أرجاء تونس وأعلن الشعب عصيانه السلمي وارتفعت مطالبه من لقمة العيش وفرصة العمل إلى إسقاط النظام وكعادة أقطاب القمع في أنظمتنا العربية خرج رئيس تونس ليعلن أنه سيحارب (الارهابيين) بيد من حديد فسالت أنهار الدماء من الأبرياء .. فاشتعلت الثورة مجددا وأصر التونسيون على إسقاط الحاكم وأسرة زوجته ليلى الطرابلسي المتورطة في قضايا فساد عديدة وفي خضم تزايد الثورة واشتداد عودها هرب الرئيس التونسي إلى خارج البلاد هروب الجبناء وأثمرت ثورة التونسيين الذين قال شاعرهم أبو القاسم الشابي يوما ً: إذا الشعب يوما ً أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر واستجاب القدر وسقط رجل حكم تونس ما يزيد عن عشرين عاما ً بالنار والحديد واعتقل أصحاب الرأي ووصلت حالة المواطن التونسي إلى أسوأ الأحوال. عجيب أمر هذا الشعب !! فربما نكاد لا نسمع صوتا ً لهذا الشعب حتى وكأنه لا وجود له بين الشعوب ثم هو فجأة يهب هبة رجل واحد وعشرات الآلاف يثورون في كل أرجاء تونس لإسقاط النظام القمعي ، وأعجب ما سمعته من مواقف الثوار تلك المرأة التي ظهرت على شاشة التلفاز تنعي ابنها قائلة: ( لقد فقدت ابني لكن عندي مثله أربعة غيره ) وهكذا تكون الشعوب الحرة . فليس حرا ً من يطالب بالحرية بل الحر هو من يصنعها ويصنع فصولها كاملة وعلى الجانب الآخر ظل الرئيس صاحب السلطان ساعات طويلة في طائرته التي تحلق به إلى وجهة لا يعلمها وورفضت فرنسا استقباله ورفضت مالطة استقباله وتخلى عنه الجميع تحية تقدير للشعب التونسي الذي انتفض على القهر ورسالة تحذير لكل الحكام الذين ظنوا شعوبهم قطعانا يسهل ترويضها فراحوا يعملون فيهم سيوف القهر ويسومونهم صنوف العذاب بسياسات قمعية واستعبادية ورسالة أخرى لرجال المعارضة في كل مكان فالوطن هو الخط الأحمر الذي لا يجدر بأحد أن يتخطاه ويجدر بالجميع أن يناضل من أجله وهذا ما تابعناه حتى بعد سقوط زين العابدين وهروبه نظم رجالات المعارضة التونسية لجان شعبية لحماية المواطنين ضد أعمال السرقة والنهب التي استغلها الفاسدون في غفلة من التاريخ ولقد ضرب التونسيون مثالا ً قلما نراه في المجتمعات العربية التي وسمت مؤخرا ً بأنها شعوب غارقة في النوم والخنوع وعدم المطالبة بحقها حتى في الحياة وشاهدنا عبر شاشات التلفاز الشاب البسيط الذي وجه رسالة قوية للنظام التونسي قائلا ً : تملكون القوة ونحن نملك شيئا ً واحدا ً فقط.. نحن نملك المبدأ ولن نتنازل عنه حتى نسقط عرش الطاغية هكذا ترتسم صورة الثورة الحمراء على وجه تونس الخضراء التي لطالما اصطلت بنيران الحكم القمعي وذاقت مرارة الاضطهاد والعبودية من حفنة حاكمة سرقت ونهبت ثروات الوطن لم تكن ثورة التونسيين وليدة اللحظة ، لكنها كانت نتاجا ً طبيعيا ً لتراكمات ولإرهاصات كثيرة كان آخرها كتاب ( حاكمة قرطاج ) والذي كشف آلاف الحالات من الفساد ونهب الثروات وامتلاك شركات بتمويلات مشبوهة من قبل أسرة الطرابلسي وهي أسرة زوجة الرئيس التونسي ليلى الطرابلسي كما أن لموقع ويكي ليكس كان لها دور أيضا ً حيث ورد في الوثيقة أن الرئيس التونسي لا يسمع لأحد من أصدقائه ولا من معارضيه وجاء موقف الشاب الذي أقدم على الانتحار ليكون شرارة إسقاط نظام الرئيس التونسي وهروبه خارج البلاد وهذا مصير محتوم لكل حاكم قاهر لشعبه ومصير محتوم لأي شعب لا يرتضي بالقهر والقمع وتجربة فريدة لشعب عربي أبّي يجب على كافة الشعوب العربية أن تتعلم منها وهي إنذار ثورة عامة ربما تعم كافة أرجاء الوطن العربي المقهور مواضيع ذات صلة 1. طاغية تونس الهارب يصل إلى جدة.. والسعودية ترحب باستضافته 2. الأول.. سقوط أول ديكتاتور عربي .. وثورة ثورة .. تونس حرة 3. شاب تونسي لم ير رئيسا غير بن علي يكتب للجارديان عن “ثورة الياسمين” 4. الشبكة العربية تعلن سعادتها برحيل ديكتاتور تونس .. وتؤكد: هروب “بينوشيه العربي” لن يحميه من الملاحقة 5. فرحة على الفيس بوك بسقوط أول ديكتاتور عربي .. و الدعاء العام: عقبال عندنا