قبل تطبيقه رسميًا.. 11 تيسيرًا بقانون التصالح في مخالفات البناء (تفاصيل)    سيناتور أمريكي يؤكد دعمه احتجاجات طلاب الجامعات ويدعوهم للاستمرار في تأييد فلسطين    نتيجة وملخص أهداف مباراة أرسنال ضد بورنموث في الدوري الإنجليزي الممتاز    مدرب سيدات سلة الأهلي: كأس مصر هديتنا إلى الجماهير    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    بطلها صلاح و«العميد».. مفاجأة بشأن معسكر منتخب مصر المقبل    محافظ بورسعيد يتابع استعدادات المحافظة لاستقبال عيد القيامة المجيد وأعياد الربيع    منصة إكس تطلق ميزة جديدة بشأن تلخيص الأخبار بالذكاء الاصطناعي    22 مايو.. "بنقدر ظروفك" ل أحمد الفيشاوى ينافس في دور العرض السينمائية    لمحبي الفسيخ والرنجة..نصائح ذهبية عند الشراء    التنمية المحلية: عدم إصدار تراخيص المباني الجديدة وشهادات المطابقة دون اشتراطات الكود الهندسي    الصحة تنشر قوافل علاجية تزامناً مع احتفالات عيد القيامة المجيد.. اعرف الأماكن    الشعب الجمهوري: تحالف القبائل العربية فرصة لجذب الاستثمارات لسيناء    نمو بالبقول الجافة والملابس.. صادرات مصر من 17 سلعة تتخطى 1.5 مليار دولار خلال فبراير    وزير الرياضة يتفقد المدينة الشبابية بشرم الشيخ    سيدات بايرن يثأرن للرجال بإسقاط ليفركوزن.. ويتوجن بالبوندسليجا    تحدث لأول مرة.. مفاجأة «فيفا» تشعل نهائي الأهلي والترجي التونسي    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة لمدينتي سفنكس والشروق لسرعة توفيق أوضاعها    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    نَزِّله وداس عليه| أهالي ضحية أتوبيس الحضانة في المنوفية يطالبون بحقه    جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 والثانوي الأزهري    «حاول إنقاذها».. مصرع طالبة ثانوي وعمها غرقًا في المنيا    جزر البهاما.. وصول السفينة السياحية " Seabourn Quest" ميناء الإسكندرية- صور    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    بالفيديو| أيتن عامر تغني "عيونه دار".. وتامر حسني: إيه الحلاوة دي    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    الصحة تنشر رقم الخط الساخن للإبلاغ عن حالات التسمم بالفسيخ.. تعرف عليه    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    الانتهاء من 45 مشروعًا فى قرى وادى الصعايدة بأسوان ضمن "حياة كريمة"    محافظ أسوان يهنئ البابا تواضروس والإخوة الأقباط بمناسبة عيد القيامة    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    محافظ المنوفية يحيل 37 من المتغيبين بمستشفيات الرمد والحميات للتحقيق    توفيق عكاشة: شهادة الدكتوراه الخاصة بي ليست مزورة وهذه أسباب فصلي من مجلس النواب    دفاع طفل شبرا الخيمة يتوقع أقصى عقوبة لطفل الكويت معطي التعليمات    إيقاف حركة القطارات بين محطتى الحمام والعُميد بخط القباري مرسى مطروح مؤقتا    روسيا تسقط مسيرتين أوكرانيتين في بيلجورود    حسين هريدي: الخلاف الأمريكي الإسرائيلي حول رفح متعلق بطريقة الاجتياح    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    أبرزها متابعة استعدادات موسم الحج، حصاد وزارة السياحة والآثار خلال أسبوع    دعاء يحفظك من الحسد.. ردده باستمرار واحرص عليه بين الأذان والإقامة    الباقيات الصالحات مغفرة للذنوب تبقى بعد موتك وتنير قبرك    السيسي يعزي في وفاة نجل البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني    المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة "ابدأ" .. الليلة مع أسامة كمال في مساء dmc    التموين: توريد 1.5 مليون طن قمح محلي حتى الآن بنسبة 40% من المستهدف    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    مستشار الرئيس للصحة: مصر في الطريق للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    موسم عمرو وردة.. 5 أندية.. 5 دول.. 21 مباراة.. 5 أهداف    اليوم.. إعادة فتح البوابة الإلكترونية لتسجيل استمارة الدبلومات الفنية 2024    ما حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم؟ «الإفتاء» تُجيب    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    إيرادات فيلم السرب على مدار 3 أيام عرض بالسينما 6 ملايين جنيه ( صور)    مصرع 14 شخصا إثر وقوع فيضان وانهيار أرضي بجزيرة سولاويسي الإندونيسية    حملات لرفع الإشغالات وتكثيف صيانة المزروعات بالشروق    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    بايدن يتلقى رسالة من 86 نائبا أمريكيا بشأن غزة.. ماذا جاء فيها؟    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فتحي حماد : إنذار ثورة
نشر في البديل يوم 15 - 01 - 2011

(عربة خضار) صادرتها أجهزة القمع التونسية ، بعدها أقدم صاحبها الجامعي العاجز عن إيجاد فرصة عمل على إشعال النيران في جسده.. ثم كانت ثورة
هكذا حدث في تونس البلد الأشهر في قمع الحريات واعتقال المواطنين وكان موقف الشاب شرارة أشعلت الثورة في كل أرجاء تونس وأعلن الشعب عصيانه السلمي وارتفعت مطالبه من لقمة العيش وفرصة العمل إلى إسقاط النظام
وكعادة أقطاب القمع في أنظمتنا العربية خرج رئيس تونس ليعلن أنه سيحارب (الارهابيين) بيد من حديد فسالت أنهار الدماء من الأبرياء .. فاشتعلت الثورة مجددا وأصر التونسيون على إسقاط الحاكم وأسرة زوجته ليلى الطرابلسي المتورطة في قضايا فساد عديدة
وفي خضم تزايد الثورة واشتداد عودها هرب الرئيس التونسي إلى خارج البلاد هروب الجبناء وأثمرت ثورة التونسيين الذين قال شاعرهم أبو القاسم الشابي يوما ً:
إذا الشعب يوما ً أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر
واستجاب القدر وسقط رجل حكم تونس ما يزيد عن عشرين عاما ً بالنار والحديد واعتقل أصحاب الرأي ووصلت حالة المواطن التونسي إلى أسوأ الأحوال.
عجيب أمر هذا الشعب !! فربما نكاد لا نسمع صوتا ً لهذا الشعب حتى وكأنه لا وجود له بين الشعوب ثم هو فجأة يهب هبة رجل واحد وعشرات الآلاف يثورون في كل أرجاء تونس لإسقاط النظام القمعي ، وأعجب ما سمعته من مواقف الثوار تلك المرأة التي ظهرت على شاشة التلفاز تنعي ابنها قائلة: ( لقد فقدت ابني لكن عندي مثله أربعة غيره ) وهكذا تكون الشعوب الحرة . فليس حرا ً من يطالب بالحرية بل الحر هو من يصنعها ويصنع فصولها كاملة
وعلى الجانب الآخر ظل الرئيس صاحب السلطان ساعات طويلة في طائرته التي تحلق به إلى وجهة لا يعلمها وورفضت فرنسا استقباله ورفضت مالطة استقباله وتخلى عنه الجميع
تحية تقدير للشعب التونسي الذي انتفض على القهر ورسالة تحذير لكل الحكام الذين ظنوا شعوبهم قطعانا يسهل ترويضها فراحوا يعملون فيهم سيوف القهر ويسومونهم صنوف العذاب بسياسات قمعية واستعبادية
ورسالة أخرى لرجال المعارضة في كل مكان فالوطن هو الخط الأحمر الذي لا يجدر بأحد أن يتخطاه ويجدر بالجميع أن يناضل من أجله وهذا ما تابعناه حتى بعد سقوط زين العابدين وهروبه نظم رجالات المعارضة التونسية لجان شعبية لحماية المواطنين ضد أعمال السرقة والنهب التي استغلها الفاسدون في غفلة من التاريخ
ولقد ضرب التونسيون مثالا ً قلما نراه في المجتمعات العربية التي وسمت مؤخرا ً بأنها شعوب غارقة في النوم والخنوع وعدم المطالبة بحقها حتى في الحياة وشاهدنا عبر شاشات التلفاز الشاب البسيط الذي وجه رسالة قوية للنظام التونسي قائلا ً : تملكون القوة ونحن نملك شيئا ً واحدا ً فقط.. نحن نملك المبدأ ولن نتنازل عنه حتى نسقط عرش الطاغية
هكذا ترتسم صورة الثورة الحمراء على وجه تونس الخضراء التي لطالما اصطلت بنيران الحكم القمعي وذاقت مرارة الاضطهاد والعبودية من حفنة حاكمة سرقت ونهبت ثروات الوطن
لم تكن ثورة التونسيين وليدة اللحظة ، لكنها كانت نتاجا ً طبيعيا ً لتراكمات ولإرهاصات كثيرة كان آخرها كتاب ( حاكمة قرطاج ) والذي كشف آلاف الحالات من الفساد ونهب الثروات وامتلاك شركات بتمويلات مشبوهة من قبل أسرة الطرابلسي وهي أسرة زوجة الرئيس التونسي ليلى الطرابلسي
كما أن لموقع ويكي ليكس كان لها دور أيضا ً حيث ورد في الوثيقة أن الرئيس التونسي لا يسمع لأحد من أصدقائه ولا من معارضيه
وجاء موقف الشاب الذي أقدم على الانتحار ليكون شرارة إسقاط نظام الرئيس التونسي وهروبه خارج البلاد وهذا مصير محتوم لكل حاكم قاهر لشعبه ومصير محتوم لأي شعب لا يرتضي بالقهر والقمع وتجربة فريدة لشعب عربي أبّي يجب على كافة الشعوب العربية أن تتعلم منها
وهي إنذار ثورة عامة ربما تعم كافة أرجاء الوطن العربي المقهور
مواضيع ذات صلة
1. طاغية تونس الهارب يصل إلى جدة.. والسعودية ترحب باستضافته
2. الأول.. سقوط أول ديكتاتور عربي .. وثورة ثورة .. تونس حرة
3. شاب تونسي لم ير رئيسا غير بن علي يكتب للجارديان عن “ثورة الياسمين”
4. الشبكة العربية تعلن سعادتها برحيل ديكتاتور تونس .. وتؤكد: هروب “بينوشيه العربي” لن يحميه من الملاحقة
5. فرحة على الفيس بوك بسقوط أول ديكتاتور عربي .. و الدعاء العام: عقبال عندنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.