ليس في ثقافة أهل طرابلس ولا من طبائعهم التهديد بكسر الأصابع و قطع الألسن و اقتلاع الأعين، دفاعا عن الموقع السني الأول في مؤسسات الدولة و المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. فذاك كلام مذهبي، جاهلي، معيب لا يليق بتاريخ المدينة وتقاليدها المتسامحة، ولا يتماشى مع مفاهيم العيش المشترك وآداب المسلمين في لبنان. طالبنا بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان للاقتصاص من المجرمين وكشف مسلسل الاغتيالات السياسية التي ذهب ضحيتها الرئيس الحريري، إضافة إلى 7 من قادة “ثورة الأرز” وأمنيين وما يقارب 22 ضحية من المرافقين والمارة. لكن ماذا عن مجرمي الاغتيالات المالية من السياسيين الفاسدين ، في حق أربعة ملايين لبناني؟ ماذا عن لصوص الوطن الذي سحقوا الطبقة الوسطى وغنموا الثروات من المال العام؟ ماذا عن ديون الخزينة بالمليارات وشيوع الفقر بين السكان؟ من يحاسبهم يا ترى؟ من يصدر في حقهم إحكاما قضائية؟ وفي إي محكمة دولية يدانون؟ ولماذا تندفع 8 آذار إلى تعطيل جلسات مجلس الوزراء من اجل محاكمة شهود الزور، ولم تعطلها مرة واحدة للقضاء على الفساد. فأين هم اشرف الناس؟ وهل تبقى 8 آذار إذا سقط الوطن؟ يتمنى مجرمو الاغتيالات المالية من القادة الفاسدين ، إشعال الفتنة المذهبية لرفع شعبيتهم الهابطة نتيجة إفلاسهم السياسي، بل ليطمسوا بصمات جرائمهم بإغراق الطوائف في انهار من الدماء. فشياطين الطائفية وأفاعي المذهبية لا ملة لهم سوى بث السموم في جسم الوطن. حذار أيها اللبنانيون من مؤامرة تحاك ضدكم وضد الوطن. لا تكونوا وقودا للفتنة المذهبية فتزهق أرواحكم سدى، إنما اسألوا أنفسكم عند كل صباح: من نهب هذا البلد؟ من اختلس أحلامكم وهد طموحكم؟ من حول النور إلى ظلام؟ ثم اسألوا أنفسكم كل مساء: من هجر أبناءكم؟ وأين الماء والكهرباء؟ ومن شوه البنية بالمقالع والكسارات؟ “لا تنتظروا أيها اللبنانيون، حتى يأتي اليوم الذي يقف فيه مجرمو الاغتيالات المالية، خلف قضبان السجون معتذرين بعد خراب البلد، كما فعل وطبان التكريتي الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي صدام حسين، الذي قدم اعتذاره مؤخرا للشعب العراقي أمام قاضي المحكمة الجنائية العليا في بغداد، عن مسؤولية حزب البعث في نشر الفقر وحرمان الشعب العراقي من لقمة العيش؛ إنما اتحدوا الآن مع جيشكم الوطني لوأد الفتنة المذهبية، ثم طالبوا سوية بمحاكمة من اغتال لبنان ماليا ولا تساوموا على ملفات الفساد، كي لا يتبخّر نفط وغاز لبنان. تخلصوا منهم قبل أن يشربوا أخر قطرة من دمائكم. تخلصوا منهم قبل أن يقبضوا ثمن كل روح من أرواحكم من بعض الدول. تخلصوا منهم قبل أن ينجحوا في زرع جرثومة المذهبية الخبيثة في صفوف جيشكم الوطني. تخلصوا منهم قبل أن تهرعوا مذعورين إلى دمشق، تناشدون الرئيس الأسد إرسال الجيش السوري لوأد الفتنة في لبنان ! نريد أن تعود بيروت أم الشرائع كي لا يزداد لبنان انحدارا. نريد عودة النزاهة والعدالة والكرامة والشرف كي يصبح عندنا وطن. لم نعد نحتمل رجال سياسة فاسدين بلا ضمير، ورجال دين مزيّفين بلا قيم، ومافيات مالية حاكمة أفقدتنا الثقة بمستقبل البلد. من أين جئتم لتتحكموا بمصائرنا؟ من أرسلكم لتهجروا أبنائنا؟ وبأي حق سرقتمونا؟ أنتم لقطاء اتفاق الطائف لا أسياده. أنتم نتاج زواج غير شرعي من السين – سين. أنتم مشكوك بوطنيتكم ومطعون بولائكم للوطن. انتم بحاجة إلى ثورة شعبية تطيح برؤوسكم المذهبية وأيديكم الملطخة، كي يستريح لبنان. مواضيع ذات صلة 1. الدكتور محمد أنيس النصولي يكتب من بيروت : ثمن القرار الظني والمحكمة الدولية 2. الكاتب والمفكرالفلسطيني حسن خضر يكتب للبديل : إذا نجت مصر نجونا 3. الطبيب العراقي يونس حنون يكتب للبديل عن تجربة الفرار من بلد سيطر عليه غربان البين : “ماكو فايده” 4. وزير وسياسي أردني يكتب للبديل : رسالة إلى الشيخ سعد .. تواريخ اغتيالات كفلت تسييس محكمة الحريري 5. أسير فلسطيني يكتب للبديل من سجن النقب:” حين يرث الفلسطيني زنزانة أبيه ”