أيتها العمياء وشربت كدر الماء أما كان النبع على قاب جرحين أو أدنى وكان البدر سيّالا كحليب النوق من ذا سيزفّك للفجر بعد الآن؟ يا ساكنة الرّمل المصْهور ورابضة ًعلى تلّة الجمر وجهُهُ للغيب ووجهكِ إليه صوته ، للّتي انتثرت كمسبحة الرّهبان في هياكل الهند البعيده وصوتكِ للوجع المكتومْ في برج اليمام السرّي... ليست صاعدة تلك في معارج النور ولا سالكة معبر العليّين ولا ذائبة في زئبق الدمْع المرّ قلبك الرّاجف وحده يدرك أسرار النّبع ويسيح في فقّاعة الفجر الأقصى ينصت في دهشة الماء للصّوت المترقرق في صولة الحرف الثائر والمنثور كزيتون الوعْد على قارعة القارئين... موجوعةٌ به كوجع هذه الأرض وساكنةٌ بال التراب غنّي للأرض فتّحت زهرها للشهداء وقبّلي في غفلة منه موطئ جرحه الأبديّ مدّي له في غفوة منه جناح القلب وضمّيه إلى الأضلع التي هشمها البوحُ المكتوم والحنين إلى شجر العودة.. إلى متى التقنّع وراء الضبابْ والتجلبب بأفنان لا تحجب الريحْ إلآم الانكسار الابيض في قافلة الزجاج والبكاء البكاء الذي يشرب من نافورة القلب موعودات به تلك الزّهرات الحمر وسامق به شجر الهاتفين يا فجرنا القزحي يا قافلة المحترقين بحبّ هذي الأرض يا طوابير المتأجّجين في ذاكرة التاريخ الأخضر أيها الصّاعدون الى دوحة الماء والمتسلّقون فرعها الطيب اليوم أكلها آت اليوم أكلها آت فمدّوا أيها الجياع سلال الحرية واملؤوا من ثمرها ما يكفي لهذا العرس.... مواضيع ذات صلة 1. دمي ملكي 2. مصطفى السيد سمير : على حافة الشرفة لم يعرفني الهواء