تمكن الانفصاليون الجنوبيون المعارضون للانتخابات اليمنية الثلاثاء من إغلاق نصف مراكز الاقتراع في عدن بالقوة اضافة لعدة مراكز في باقي المحافظات الجنوبية، فيما أسفرت أعمال العنف المرتبطة بالانتخابات في الجنوب عن مقتل ستة أشخاص بحسب مصادر أمنية وناشطين. وأكد مسئول حكومي طالبا عدم الكشف عن اسمه أن “نصف مراكز الاقتراع في عدن سقطت بعد أن اقتحامها من قبل مسلحي الحراك الجنوبي” المطالب بالانفصال. وتضم محافظة عدن عشر دوائر انتخابية وعشرين مركز اقتراع بينها عشرة مراكز باتت تحت سيطرة مناصري الحراك الجنوبي بحسب المصدر الحكومي. وذكر شهود عيان أن الناشطين اقتحموا المراكز وهم يحملون أعلام اليمن الجنوبي السابق وصادروا صناديق الاقتراع فيما تسمع طلقات نارية بشكل متقطع في سائر أنحاء المدينة التي كانت عاصمة دولة اليمن الجنوبي السابق. كما شوهدت المركبات العسكرية وهي تغادر مراكز الاقتراع بحسب الشهود. وفي وقت لاحق، أكد مصدر أمني أن باقي مراكز الاقتراع في عدن أغلقت بعد الظهر قبل موعد الإغلاق الرسمي بحوالى ثلاث ساعات ونقلت صناديقها الى المركز الانتخابي الرئيسي في حي كريتر. من جهته، ذكر مصدر أمني أن مسلحي الحراك أطلقوا النار على مركز انتخابي في مدرسة البيجاني في حي كريتر بعدن اثناء تواجد المبعوثة البريطانية إلى اليمن البارونة ايما نيكولسون. وذكر المصدر أن البارونة لم تصب بأذى ولا يعتقد أنها كانت مستهدفة، إلا أن إطلاق النار أسفر عن إصابة جندي وتضرر مركبة تابعة للأمن. وينفذ أنصار التيار المتشدد في الحراك “عصيانا مدنيا” في سائر محافظات الجنوب لمنع الانتخابات التي يعتبرون انها بمثابة “استفتاء” على الوحدة مع الشمال، فيما تتفق سائر مكونات الحراك على مقاطعة الانتخابات. من جانبه، اتهم الناشط الموالي للمعارضة البرلمانية والمؤيد للانتخابات خالد حيدان قوات الأمن ب”التواطؤ” في ما يحدث في عدن. وقال حيدان: “هناك تواطؤ امني واضح لقوات الجيش والأمن بتسليم المراكز لعناصر الحراك” مشيرا إلى أن هذه الحوادث تركزت في أحياء الشيخ عثمان والمنصورة والمعلا”. وغابت صناديق الاقتراع عن مناطق واسعة من محافظتي لحج والضالع الجنوبيتين حيث ينشط الحراك الجنوبي، كما سجلت أعمال عنف متفرقة واشتباكات بين القوات الحكومية والانفصاليين الجنوبيين المتشددين الرافضين لإقامة الانتخابات الرئاسية، بحسب مصادر أمنية وناشطين. وأسفرت هذه المواجهات في المكلا بحضرموت (جنوب شرق) وفي لحج وعدن عن مقتل ستة أشخاص. وقتل عسكريان بينهم ضابط برتبة مقدم إضافة إلى طفل وناشط في عدن، كما قتل جندي في المكلا ومحتج في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لجح. وفي عدن، شهدت أحياء دار سعد والمنصورة والمعلا وخور مكسر وكريتر توترات شديدة ومواجهات فيما أعرب سكان عن خوفهم من الاقتراع في ظل انتشار عمليات تبادل إطلاق النار. وفي حي المعلا، أقدم أنصار الحراك على اقتحام ثلاثة مراكز انتخابية هي أبو بكر الصديق والشهيدة فاطمة و14 اكتوبر، وقاموا بمصادرة صناديق الاقتراع وإحراق مبنى أحد المراكز بحسب شهود عيان. وذكر شاهد أن أنصار الحراك “يمزقون البطاقات الانتخابية في الشارع الرئيسي وبعضهم يحمل السلاح ويطلق أعيرة نارية”. إلا أن القيادي في التيار المتشدد للحراك الجنوبي قاسم عسكر أكد أن الحراك “ليس لديه جناح مسلح”. وأوضح أنه “إذا كان هناك عناصر تدافع عن نفسها فهذا اجتهاد ذاتي، أما غير ذلك فهذه العناصر غير تابعة للحراك”. ويقاطع الانتخابات أيضا أنصار المتمردين الحوثيين الشيعة في شمال البلاد. ويقترع اليمنيون الثلاثاء للمرشح التوافقي والوحيد عبد ربه منصور هادي في انتخابات تاريخية تطوي صفحة حكم الرئيس علي عبدالله صالح التي استمرت 33 عاما.