في السابع من أكتوبر قبل 16 عاما، وبعد أقل من شهر على أحداث 11 سبتمبر 2001، ألقى جورج دبليو بوش، الرئيس الأمريكي الأسبق، خطابا متلفزا من البيت الأبيض، أعلن فيه بدء حرب أفغانستان، وقال: بناء على أوامري، بدأ الجيش الأمريكي ضربات على معسكرات تنظيم القاعدة الإرهابية والمنشآت العسكرية لجماعة طالبان في أفغانستان. ما لم يقله بوش هو أن الحرب في أفغانستان ستصبح أطول حرب في تاريخ الولاياتالمتحدة، وسوف تُضيع الآلاف من الأرواح الأمريكية ومليارات الدولارات من دافعي الضرائب على حساب آلة الحرب الأمريكية، والحرب على الإرهاب لن تؤدي إلا إلى المزيد من الإرهاب. أكثر من 31 ألف حالة وفاة في أفغانستان تم توثيقها منذ الغزو الأمريكي، وتجدر الإشارة إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية، ازدادت الوفيات بين المدنيين زيادة كبيرة، وبدأت بعثة الأممالمتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان في توثيق إصابات المدنيين في عام 2009، وبلغ عدد المدنيين الذين قتلوا وأصيبوا في ذلك العام حوالي 6 آلاف مدني، وازداد هذا العدد باطراد على مر السنين، وفي عام 2016 اقترب عدد القتلى من 3500 شخص وجرح ما يقرب من 8 آلاف شخص. وأشار تقرير بعثة الأممالمتحدة إلى أن معدل وفيات الأطفال زاد في عام 2017 بنسبة 9% عن العام السابق، وارتفع معدل الوفيات بالنسبة للنساء بنسبة 23%، كما لفت التقرير إلى زيادة الغارات الجوية التي نتج عنها زيادة بنسبة 43% في الإصابات. ووفقا لتقرير صادر عن مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بين عامي 2015 و2016، زاد إنتاج الأفيون في أفغانستان بنسبة 43%، وزادت المساحة المستخدمة لزراعة نبات الخشخاش بنسبة 10% وبلغت 201 ألف هكتار، وقال المدير التنفيذي للمكتب يورى فيدوتوف إن الأرقام تثير القلق. وبعد 16 عاما من الحرب، وبأرقام تزيد عن تريليون دولار، تساعد الولاياتالمتحدةأفغانستان على أن تصبح أكبر منتج للأفيون في العالم، فقد كفلت للبلد الذي مزقته الحرب أن ينتج حوالي 90% من إمدادات الأفيون في العالم. عندما ترشح الرئيس السابق باراك أوباما لمنصبه، في انتخابات عام 2008، وعد بإنهاء حرب أفغانستان، وكان صد دعوته جيدا عند الأمريكيين رغبة منهم في إنهاء الحرب، ولكن الرئيس ترامب بدا أكثر صراحة بكثير حول حقيقة أن الحرب في أفغانستان لن تنتهي في وقت قريب. حرب أفغانستان هي الأطول في تاريخ الحروب الأمريكية، وهو ما يثير التساؤلات حول سبب استمرار واشنطن في حربها التي لم تؤدِ إلا إلى زيادة الإرهاب والوفيات بين المدنيين الأبرياء، والإنتاج غير المشروع للمخدرات. المقال من المصدر