نشرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية تقريرا لها حول التصويت الذي جرى أمس في إقليم كتالونيا حول الانفصال عن إسبانيا. وأشار التقرير، الذي أعده لورن كوك وأنجيلا تشارلتون، إلى أن أوروبا تراقب بقلق بالغ هذا الاستفتاء، خوفا من أنه قد يشجع مزيد من الحركات الانفصالية على مستوى القارة، وبالتالي يضع ضغوطا جديدة على الاتحاد الأوروبي ويكون بداية طريق التفتيت. وإليكم نص التقرير: في جميع أنحاء أوروبا، يراقب الناس استفتاء الاستقلال الذي كانت تخطط له الحكومة الكتالونية وجرى أمس الأحد للانفصال عن إسبانيا بشكل وثيق وقلق، ولكن بهدوء. فمع الإقبال القوي ستصبح النتيجة نعم وهذا يشجع مناطق أخرى ذات نزعات انفصالية على مستوى أوروبا. ومن شأن نمو اتجاه الانفصال في القارة أن يضع ضغوطا جديدة على الاتحاد الأوروبي ويحمل إمكانات إطلاق العنان للعنف. ومع ذلك، فإن معظم القادة الأوروبيين نأوا بأنفسهم عن اتخاذ موقف واضح علني بشأن هذا الاستفتاء. وعلى الرغم من التوترات التي تقف خلف الكواليس، إلا أن قادة أوروبا يترددون في إعلان الدعم سواء للانفصاليين الكتالونيين الذين يرفضون القانون الأسباني المانع لإجراء الاستفتاء أو جهود رئيس الوزراء الأسباني، ماريانو راخوي، العنيفة المتشددة لمنع هذا التصويت. وفيما يلي نظرة على الكيفية التي تنظر بها البلدان الأوروبية الأخرى إلى الوضع في كتالونيا: دعم الانفصاليين: في حين أن التصويت لم يلهم حتى الآن الجماهير الأوروبية أو حملات واسعة على وسائل الإعلام الاجتماعية خارج إسبانيا، إلا إنه حفز مظاهرات صغيرة في اسكتلندا، حيث لا يزال يحلم كثيرون في الحصول على الاستقلال عن المملكة المتحدة.وقد أظهرت الوزيرة الأولى الاسكتلندية، نيكولا ستارجن، رغم بقائها صامتة، تأييدا واضحا لتصويت كتالونيا. وقالت ستارجن، التي تقود الحزب الوطني الاسكتلندي، للمشرعين الأسبوع الماضي إنه "من حق إسبانيا تماما أن تعارض استقلال كتالونيا، لكن حق تقرير المصير مبدأ دولي هام، وآمل أن يكون محترما في كتالونيا، وفي كل مكان آخر". وفي بلجيكا، يرى أصحاب الرغبة الانفصالية في الإقليم الفلامندي الأمل في تصويت كتالونيا ويتعاطفون مع شكاوى العديد منالكتالونيين بأن مساهمتهم المالية في الخزانة الأسبانية لا تقابلها استثمارات من الحكومة المركزية في المنطقة. وقال جان بيومانز، رئيس البرلمان الإقليمي الفلامندي في بلجيكا: "أعتقد أن هناك بالفعل ديناميكية نحو الاستقلال في جميع أنحاء أوروبا، عليك فقط أن تنظر إلى اسكتلندا، وهذا تطور لا يمكن لأي حكومة أوروبية تجنبه". وفي إيطاليا، أدانت الرابطة الشمالية اليمينية المتطرفة، التي تقود الاستفتاءات من أجل المزيد من الحكم الذاتي في شمال إقليم لومبارديا وفينيتو، حملة الاعتقالات الأخيرة التي شنتها الحكومة الأسبانية ضد القادة الكتالونيين. كما تلقت حركة استقلال كتالونيا دعما غير متوقع من الرئيس الفنزويلى، نيكولا مادورو، الذى فاز مؤخرا في استفتاء عزز سلطاته وانتقدته حكومة راخوى في إسبانيا. صمت واضح: تجلى الصمت من قبل الاتحاد الأوروبي حول التطورات في كتالونيا بشكل واضح منذ أن ناشد مسؤولون كتالونيون الاتحاد للتوسط في النزاع. وردا على طلبات الإقليم بالتدخل، كررت المفوضية الأوروبية – الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي- أن الاستفتاء هو قضية أسبانية داخلية، وأنها تحترم النظام الدستوري الأسباني. ورفض مسؤولو الاتحاد الأوروبي المشاركة حتى في ظل تصاعد المخاوف بشأن العنف بعد الاستفتاء. وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، الكسندر وينترستين، "سنقوم، وكل جهة أخرى، بمراقبة الأحداث التي تتكشف". لكن في الغرف المغلقة، يعبر المسؤولون بشكل أكبر عن مخاوفهم. قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي: "إننا نتابع العملية برمتها بقلق بالغ". وتحدث المسؤول إلى الصحافيين شريطة عدم الكشف عن اسمه. وقد تجاهلت روسيا إلى حد كبير تصويت كتالونيا. في حين أن البعض قد استخدموا التصويت للإشارة إلى نقاط الضعف في أوروبا، موسكو غير مستعدة لاستبعاد حكومة راخوي منذ أصبحت إسبانيا واحدة من الدول الأكثر صداقة تجاه روسيا منذ ضم القرم. وحتى صربيا، التي مازالت متضررة من انفصال كوسوفو عام 2008، لم تدعم صراحة الحكومة الأسبانية – على الرغم من أن إسبانيا واحدة من الدول الخمس في الاتحاد الأوروبي التي لا تعترف باستقلال كوسوفو. انحياز حذر إلى راخوي: عزل رئيس الوزراء الأسباني، ماريانو راخوي، المؤيدين السياسيين المحتملين من خلال إرسال الشرطة لعرقلة التصويت. ولم يعلن أي زعيم أوروبي – باستثناء الرئيس الفرنسي – نهائيا معارضته صراحة للاستفتاء، وهي خيبة أمل للزعيم الأسباني. جاء الدعم الواضح من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي واجهت بلاده ميول انفصالية على مستوى منخفض من كورسيكا وباسكوى في الجنوب الغربي. وقال ماكرون لوسائل الإعلام الفرنسية خلال اجتماع عقد في يونيو مع راخوى، "أنا أعرف شريكا وصديقا هو إسبانيا، إسبانيا ككل، ولدي محاور مشترك وهو هنا إلى جانبي واسمه ماريانو راخوي والباقي لا يهمني". في قمة الاتحاد الأوروبي في استونيا يوم الجمعة الماضي، كانت رئيسة ليتوانيا، داليا جريبوسكيت، قد أعربت بشكل مقتضب عن رغبتها في أن تبقى إسبانيا قوية. ومن جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، ستيفن سيبيرت، للصحفيين في برلين "أننا نهتم كثيرا بالحفاظ على استقرار إسبانيا". وحتى أحد أقرب حلفاء راخوي في الاتحاد الأوروبي، رئيس البرلمان الأوروبي انطونيو تاجانى رفض إعلان دعم صريح له ودعا بدلا من ذلك إلى مزيد من الحوار – مما يشير إلى أن راخوى لم يفعل ما يكفي لإيجاد حل. وقال تاجاني للصحافيين يوم الجمعة "أعتقد أنه من المهم التحدث على المستوى السياسي بعد يوم الإثنين واحترام القوانين – الكتالونية والإسبانية". المقال من المصدر: اضغط هنا