كتب: أحمد الانصاري –جمال عبد المجيد- محمد زهران- وسام حسين- محمد ربيع- بسمات السعيد باتت بداية العام الدراسي تمثل حملا ثقيلا على الأسرة المصرية، ولم تعد بداية الدراسة تحمل الفرحة كما كانت في الماضي، خاصة لدى محدودي الدخل، الذين يعانون بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير وعدم قدرتهم على الشراء، وأصبحت الأغلبية مضطرة لاستخدام نفس ملابس وأدوات العام الماضي، فيما حاولت الحكومة المساعدة في حل تلك الأزمة بعمل معارض مخفضة، إلا أنها لا تغطي كافة المناطق والمراكز. في محافظة أسيوط تحول الزي المدرسي إلى بيزنس مشترك و المحلات التجارية الكبرى وبين بعض المدارس الخاصة التي تجبر الطلاب على الشراء من محلات بعينها، ووصل الزي إلى 900 جنيه، وقال عدد من أولياء أمور الطلاب، إن هناك سلسلة مدارس خاصة طلبت منهم شراء الزي من محلات معينة بسعر 900 جنيه.. وأشار أحمد متولي، أحد أولياء الأمور، إلى أن هناك ارتفاعا في أسعار الشنط المدرسية عن العام الماضي التي يتراوح سعرها بين 40 و 180 جنيهًا حسب الخامة، مضيفًا أن هناك حالة ركود عامة بسبب زيادة الأسعار. من جانبها، أقامت محافظة أسيوط معرضًا للمستلزمات المدرسية بمبنى الغرفة التجارية، وأكد محسن فرغلي، مدير مديرية التموين، إنه تم الاتفاق مع عدد من الشركات الكبرى المتخصصة في بيع مستلزمات المدارس والزي المدرسي على البيع بأسعار مخفضة، مؤكدًا وجود رقابة، كما أن هناك تنسيقا مع الغرفة التجارية لتعميم التجربة على مراكز المحافظة. وفي محافظة الفيوم يفترش عشرات الباعة الجائلين أرصفة مدينة الفيوم بالأدوات والشنط المدرسية, التي ارتفعت أسعارها بنسبة كبيرة عن العام الماضي, في ظل جشع بعض التجار وغياب الرقابة، ورغم أن الزي المدرسي يتم تصنعه في مصانع محلية فإن أسعاره مرتفعة للغاية، رغم ضعف جودته, فيما عزفت مديرية التموين والغرفة التجارية عن تنظيم معارض هذا العام. وقال ريمون ميلاد، صاحب مكتبة، إن أسعار الكراسات والكشاكيل ارتفعت بنسبة تصل إلى 20% بينما الكتب الخارجية ارتفعت بنسبة تتراوح بين 20 و30%، مشيرًا إلى أن أقل سعر للقلم ما بين 1,5 إلى 5 جنيهات، وأن أولياء الأمور "مجبرون" على الشراء بتلك الأسعار. وفي محافظة المنيا خيم الركود على الكثير من المحلات والأسواق التجارية، خاصة شارع الحسيني الذي يعد أكبر المنافذ التجارية بالمحافظة، ويأتي إليه المواطنون من كافة المراكز، وفوجئ أولياء الأمور بحالة من الغلاء وصفوها بالكارثية، واضطر كثير منهم لتخفيض الكميات إلى النصف. وقال محمد مصطفى، مدرس: ذهبت لشراء الزي المدرسي لاثنين من أبنائي، وكعادة كل عام يحتاج كل منهم إلى طقمين من الملابس، وكانت المفاجأة أن ملابس الأطفال تخطت ملابس الكبار، فتعدى فستان ابنتي الصغيرة "المريلة" ال170 جنيها، وكذا الحذاء ارتفع سعره إلى ما يزيد عن 150 جنيها، أما القمصان المدرسية فقاربت ال120 جنيها، مضيفا أن أسعار الكراسات العادية وليست الفاخرة بلغت 3 جنيهات، وكذلك الحال للكشاكيل التي بلغ ثمن ال60 ورقة منها 4 جنيهات، و ال100 ورقة 7 جنيهات، بينما بلغ ثمن الكشكول السلك 16 جنيها للصغير، و22 جنيها للكبير. من جانبها حاولت المحافظة التغلب على الأزمة، وقامت مديرية الأمن بالتعاون مع المحافظة بافتتاح معرض للمستلزمات الدراسية تحت عنوان "مبادرة وزارة الداخلية لمكافحة الغلاء"، وقال اللواء ممدوح عبد المنصف، مدير الأمن، إن المعرض يضم كميات كبيرة من المنتجات المدرسية بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق لتخفيف الأعباء المعيشية، تزامنًا مع قرب العام الدراسي الجديد. أما محافظة سوهاج فقد أرجع البعض سبب ارتفاع الأسعار هناك لوجود نقص في المعروض من السلع والمواد المدرسية، ما نتج عنه مضاعفة الأسعار بصورة أثقلت كاهل الأسرة السوهاجية خاصة أولياء الأمور الذين ليس لهم دخل ثابت، في الوقت الذي شهدت فيه المحافظة قلة المعارض التي كانت تقام في غالبية المراكز والمدن بشكل دائم بالقرب من المساجد والمصالح الحكومية وفي الأحياء الشعبية . لم تقم محافظة سوهاج سوى معرضين لبيع الأدوات والمستلزمات المدرسية أحدهما في نادي ضباط الشرطة الشرقي والآخر في مدينة جرجا جنوب المحافظة، وهو ما ساعد التجار وأصحاب المكتبات على رفع الأسعار بالصورة التي تحقق لهم هامش ربح وفير دون النظر للحالة الاقتصادية للمستهلك . وسيطر الركود علي أسواق الزي المدرسي بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار، وهو ما دفع العديد من الأسر للاستعانة بزي العام الماضي، بينما اضطرت أسر أخرى للشراء بعد قرار إدارة المدرسة بتغيير لون الزي وهو ما زاد من أعبائهم المادية، وتعتبر القيساريات المنتشرة في غالبية المراكز لمحافظة سوهاج أشهر الأماكن التي يباع فيها الزي المدرسي للمراحل التعليمية المختلفة . وقال ربيع أحمد، صاحب محل مستلزمات مدرسية بمدينة طهطا، إن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية من شنط وأحذية وكراسات وزي هو زيادة أجرة نقل البضائع من محافظات الوجه البحري إلى محافظات الصعيد خاصة بعد زيادة أسعار المواد البترولية، وهو ما انعكس على الأسرة التي لديها أكثر من 3 أو 4 أفراد في مراحل التعليم المختلفة. ودخل أولياء الأمور بمحافظة الغربية في حسبة صعبة، وتجددت مشاكلهم مع استقبال العام الدراسي الجديد بسبب الغلاء الفاحش في الزي المدرسي والكتب الخارجية، فمع بداية كل عام دراسي تتجدد مشاكل الآباء ويدخلون في أزمات، لكيفية تدبير هذه الأمور التي أصبحت ترهق ميزانية أي أسره. وأكد محمد أيمن، بائع بمصنع حقائب مدرسية بمدينة المحلة، أن أقل سعر للحقيبة المدرسية يتراوح ما بين 120 إلى 210 جنيها, وأضاف أن سعر حقائب أطفال الحضانة يبلغ 190 جنيها، مضيفا أن تجار التجزئة بالمدن والقرى يشترون البضاعة بثمن أقل بكثير منذ مدة انتظارًا لموسم الشراء ثم يبيعون البضاعة بأسعار تفوق قدرة المواطنين . وأكدت إسراء علي، بائعة بمحل ملابس، إنه لا يوجد الإقبال ضعيف بصفه عامة على الأدوات المدرسية والزي المدرسي، وقالت: "اللي كان بيشتري 4 بدل بقي بيشتري زي واحد فقط"، مؤكدة أن ثمن البدلة الواحدة بلغ 310 جنيهات وتصل بدل الثانوية إلى 400 جنيه، مع العلم أنها مصنوعة من أسوأ الخامات والأنواع، وأن المحافظة فشلت في تنظيم معارض هذا العام ترحم الغلابة. الأوضاع السيئة لم تختلف كثيرًا في محافظ الدقهلية، حيث تم افتتاح معرض للمنتجات ومستلزمات المدارس بمدينة بلقاس، نظمته إدارة جهاز شباب الخريجين بديوان عام المحافظة بالتنسيق مع مديرية التموين ومجلس مدينة بلقاس، وشارك فيه الشباب الحاصلون على قروض جهاز شباب الخريجين، وضم معروضات من منتجات الشباب من الأحذية والشنط المدرسية ومستلزمات المدارس والأدوات الكتابية وملابس المدارس. وفي محافظة الإسكندرية، فاقت زيادة أسعار الشنط والأحذية والملابس قدرة المواطنين على الشراء، وقال وحيد الشريف، أحد أولياء الأمور: ذهبت مثل كل عام إلى سوق الجملة بمنطقة المنشية لأشتري لأولادي مستلزمات العام الدراسي من الكراسات والكشاكيل، وصعقت من الأسعار هذا العام، إذ يبدأ سعر اسكتش سلك من 9.50 إلى 25 جنيهًا، فيما تراوح سعر كشكول سلك من 5.75 إلى 11جنيهًا على الأقل، واسكتش بشر بين 9.75 إلى 11.75 جنيهًا. أما عن شنط المدارس وملابسها، فقد شهدت ارتفاعا كبيرا في الأسعار على عكس الأعوام الماضية، حيث تراوح سعر شنط المدارس من 150 إلى 250 جنيهًا، أما عن الملابس المدرسية، والفستان المدرسي "المريله" فيتراوح بين 55 إلى 75 جنيها، والقميص 40 جنيه. وقال أحمد الوكيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، ان مبادرة "أهلا مدارس" تشمل إقامة معرض رئيسى فى أرض كوتة بالإسكندرية، يوم 18 سبتمبر وحتى يوم 22 من نفس الشهر، وسيضم الكثير من السلع والمنتجات المدرسية بأثمان متوسطة.