وسط ترحاب شديد، تم استقبال السفير الإيطالي بالقاهرة جيامباولو كانتيني، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيطاليا، التي توقفت لأكثر من 17 شهرا، على خلفية مقتل الطالب الإيطالي ريجيني، والذي تسبب في توتر العلاقات بين البلدين، مما استدعى سحب السفير الايطالي من القاهرة وتعليق بعض الاتفاقيات الاقتصادية بين الجانبين. في المقابل غادر السفير هشام بدر، سفير مصر الجديد لدى إيطاليا، القاهرة، أمس الجمعة، متوجها إلى روما، حيث يتسلم مهام منصبه الجديد، بعد أن التقى في وقت سابق، الخميس، بمقر وزارة الخارجية مع السفير الإيطالي كانتيني، حيث تناولا العلاقات الثنائية بين القاهرةوروما والقضايا ذات الاهتمام المشترك. بعودة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين أصبح مصير قضية ريجيني مجهولا وفقا لبعض السياسيين الذين أكدوا أن العلاقات شهدت تطورا ملحوظا خلال الفترة الماضية، حيث تم الإعلان عن سلسلة من الاتفاقيات الأمنية بين وزارة الداخلية المصرية ونظيرتها الإيطالية، وينص البروتوكول الممول من إيطاليا والاتحاد الأوروبي، على أن يقوم مركز بحوث الشرطة بأكاديمية الشرطة بتنفيذ البرامج التدريبية الخاصة بالبروتوكول. ويستهدف البروتوكول تدريب 360 من كبار كوادر الشرطة الأفريقية من 22 جنسية على أحدث أساليب مكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة، تحت إشراف مدربين مصريين وإيطاليين وأوروبيين، كما سيتضمن البرنامج التدريبي عددًا من ورش العمل التي تهدف إلى تبادل الخبرات وتوحيد مفاهيم وأساليب مكافحة هذه الظواهر الإجرامية بين دول ضفتي المتوسط. عدد من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أكدوا أن ما حدث أشبه بسحابة صيف بين مصر وإيطاليا، وأن هناك صفحة جديدة في العلاقات بين الدولتين لن يستطيع أحد تعكير صفوها، وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق، إن العلاقات الدولية بين الدول لها طبيعة وبرتوكولات معينة ومن الوارد أن يحدث توتر أو خلافات ولكن دائما ما ترجع العلاقات إلى طبيعتها مع مرور الوقت خاصة في ظل وجود علاقات طويلة وقوية كما هو الحال بين مصر وإيطاليا. وأضاف العرابي ل"البديل" أن التهم المرسلة التي وجهة لمصر على خلفية قضية ريجيني تم نفيها وكان هناك تعاون كبير من جانب السلطات وجهات التحقيق المصرية بشأن القضية، وزار النائب العام إيطاليا أكثر من مرة وقدم كافة الدلائل التي تثبت صحة موقف الدولة المصرية، مشيرا إلى أن التحقيق مازال مستمرا بالتعاون مع الجانب الإيطالي، ولكن تم تفهم الصورة الصحيحة وبناء عليه عادت العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين الجانبين إلي طبيعتها. وقال النائب طارق رضوان، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن العلاقات بين الجانبين قوية، وهناك تعاون اقتصادي وتبادل تجاري تجاوز عشرات المليارات من الدولارات، إلى جانب التعاون الأمني والسياسي بين الجانين، مشيرا إلى أن كل هذه العوامل كانت من بين أسباب عودة العلاقات، وقال: مصر قدمت كل ما طلب منها في قضية ريجيني وأثبتت للجميع أنه ليس لها أي علاقة بالقضية، وبالتالي فمن المنتظر أن يكون هناك عودة للسياحة الإيطالية، وأن تغلق صفحة توتر العلاقات إلى الأبد. يذكر أن الطالب الإيطالي ريجيني، كان يزور مصر في مطلع العام الماضي، وعثر عليه مقتولا وبجثته آثار تعذيب في الطريق الصحراوي بعد اختفاء دام عدة أيام، وسارعت وسائل إعلام إيطالية إلى توجيه اتهامات إلى جهات رسمية في مصر باختطاف ريجيني وتعذيبه حتى الموت، ولكن السلطات المصرية نفت ذلك.