كسر الجيش السوري الحصار الذي يفرضه تنظيم داعش منذ عام على مدينة دير الزور، ورحب سكان المدينة بالجيش، كما أكد الخبراء أن نجاح الجيش السوري يعد خطوة مهمة نحو القضاء الكامل على داعش. يمكن اعتبار انتصار الجيش السوري في مدينة دير الزور هزيمة للغرب وشركائه المتمثلين في المعارضة السورية المسلحة والجماعات المتطرفة بما فيها داعش، حيث كان هدفهم الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وإغراق سوريا في الدمار. ومن المتوقع أن يحاول التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة تنفيذ عملية عسكرية جديدة فى دير الزور، ويبدو أن البيت الأبيض يبذل كل جهد ممكن لديه لمنع الجيش السوري من تحرير المدينة من الإرهابيين. أعلنت قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من الولاياتالمتحدة، يوم السبت الماضي، عن إطلاق حملة "الجزيرة العاصفة" في دير الزور، والتي تهدف إلى الاستيلاء على المناطق في الريف الشمالي والشرقي والتقدم نحو نهر الفرات. وأكد النائب الأمريكي، روبرت جونز، نائب القائد الأعلى للتحالف الدولي، نية واشنطن لمنع الجيش السوري من التقدم في دير الزور، وهدد يوم الأحد الماضي بضرب أي وحدات تابعة للجيش السوري إذا ما عبرت نهر الفرات. وفي الوقت نفسه، تتخذ الولاياتالمتحدة خطوة أخرى لمنع الأسد من السيطرة على البلاد، ففي 22 سبتمبر 2017، ستجري الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال سوريا انتخابات للمجالس المحلية والجمعية الإقليمية، وفي يناير 2018، سيجري الأكراد انتخابات للمنطقة بأسرها، ومما لا شك فيه أن هذا لن يتم تنسيقه مع الحكومة السورية. ومن الواضح أن مثل هذه الوعود لم تقدم إلا من قبل الولاياتالمتحدة، وهذا السبب في أن قوات الأكراد تتقاتل من دون أنانية، وتقدم دعمها الكامل للأفكار الأمريكية. ورغم كل التهديدات، فإن الحكومة السورية تحتفظ بموقف حازم، وردا على التصرفات غير المسبوقة للائتلاف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، وقال نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إن وجود أي قوات أجنبية في سوريا سيكون غير مقبول، وعلى قوات الولاياتالمتحدة ترك الأراضي السورية على نحو أفضل من تلقاء نفسها، وإلا فإنها سوف تعامل على أنها "قوات احتلال". كما يعتزم الجيش السوري عبور نهر الفرات في محافظة دير الزور بعد تحرير عدة مناطق على طول الضفة الغربية للنهر وتحرير المزيد من الأراضي الغنية بالنفط. ومن الواضح أن دير الزور ستصبح ساحة المعركة المقبلة والحاسمة للجيش السوري، ليس فقط ضد الإرهابيين وداعش، لكن أيضا ضد طموحات النفاق الغربي بقيادة الولاياتالمتحدة. المقال من المصدر: اضغط هنا