في إطار محاولات الاحتلال الصهيوني طمس هوية الفلسطينيين، ودفن آخر آمالهم في العودة إلى منازلهم، وتشريد من تبقى منهم داخل الأراضي الفلسطينية، والتربص بالمنظمات والهيئات كافة الداعمة لحقوقهم، يأتي استهداف الاحتلال لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، بدعم ومساندة أمريكية للحليف الصهيوني. تحريض إسرائيلي دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأممالمتحدة إلى حل وكالة «الأونروا»، متهمًا إياها بالتحيز ضد الدولة العبرية، وقال نتنياهو في بدء الاجتماع الأسبوعي لحكومته، أمس الأحد، إنه تطرق إلى هذا الموضوع مع سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، نيكي هايلي، خلال زيارة قامت بها إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، وأضاف نتنياهو: قلت لهايلي، آن الأوان للأمم المتحدة لكي تنظر في استمرار عمل الأونروا، وبحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تعتني بملايين اللاجئين في العالم، وأن للفلسطينيين وحدهم وكالة خاصة بهم، وقال نتنياهو، إن هناك تحريضًا واسع النطاق يمارس داخل مؤسسات الأونروا ضد إسرائيل، مشيرًا إلى أن وجودها يفاقم مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بدلًا من حلها. دعوة نتنياهو إلى حل وتفكيك «الأونروا» جاءت بعد أيام من انطلاق الحملة الكلامية ضد الأممالمتحدة، والتي قادتها سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، نيكي هايلي، منذ وصولها إلى تل أبيب، حيث اتهمت هايلي، المعروفة بتحيزها لإسرائيل، الأممالمتحدة بالتحيز للفلسطينيين، الأمر الذي أثار إعجاب الكيان الصهيوني، الذي وجد متحدثًا جديدًا باسمه في المنظمة الدولية، وهو ما ظهر جليًّا في الحذاء الذي أهداه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إلى السفيرة الأمريكية لتضرب به كل من يعادي الكيان الصهيوني، حسب تصريحات سابقة لها. هذا التحريض الصهيوني ضد الأونروا لم يكن الأول من نوعه، حيث سبق أن طلبت تل أبيب في السنوات الماضية من مشرعين أمريكيين التحرك باتجاه إلغاء هذه الوكالة، متهمة إياها بالتحريض على الإسرائيليين تارة، وبتدريس مناهج في مدارس الوكالة تُعلن الحرب على اليهود تارة أخرى، واتهامها بالتبعية لحركتي حماس والجهاد تارة ثالثة، وقد ظهر التحريض الأخير خلال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إلى أمريكا في مارس الماضي، حيث طالب خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكية، ركس تيلرسون، واشنطن إلى إعادة النظر في سياستها تجاه المجلس لحقوق الإنسان ووكالة الأنروا، التي اتهمها ب«عدم القيام بالوظيفة التي أنشئت من أجلها، وبدلًا من ذلك تنشغل بتشويه صورة إسرائيل»، حسب زعمه. غضب فلسطيني وأممي من جانبه رد المتحدث باسم الأونروا، كريس غينيس، على تصريحات نتنياهو بالقول، إن مستقبل الوكالة لا يمكن تقريره بشكل أحادي الجانب، مشيرًا إلى أن الجمعية العامة أقرت في ديسمبر الماضي تمديد تفويض الأونروا ثلاث سنوات إضافية، فيما قال اعتبر المفوض العام لوكالة الأونروا، بيير كرينبول، أن بقاءها دليل على الفشل في حل القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن أكثر من 500 ألف طفل فلسطيني لاجئ يجب أن يعودوا مع ذويهم إلى فلسطينالمحتلة. في الإطار ذاته، قال مدير عام دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد حنون: تلك المطالب تستهدف حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، التي هجّروا منها قسرًا في عام 1948، وإنهاء الشاهد الحي عن النكبة الفلسطينية والجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، وأشار إلى أنها تشكل امتدادًا للحملة الإسرائيلية المحمومة والممنهجة والاتهامات الإسرائيلية المتواصلة ضد «الأونروا» لإنهاء عملها، وأكد حنون أهمية بقاء واستمرار عمل الأونروا لحين إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يقود إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي المحتلة كافة عام 1967، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. وكالة الأونروا تأسست وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949، لتكون تابعة للأمم المتحدة، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي 5 ملايين لاجئ من فلسطين مسجلين لديها، سواء في لبنان أو الأردن أو سوريا أو الضفة الغربية أو غزة، وتقتضي مهمة الأونروا في تقديم المساعدة للاجئي فلسطين ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية، إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم، وتقدم الأونروا للاجئين خدمات التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير. مساندة ودعم أمريكي تصريحات نتنياهو حول تفكيك الأونروا تأتي متناسقة مع تقرير سابق نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت في ديسمبر الماضي، حول صفقة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو، تدور حول استهداف الطرفين لوكالة الأونروا بعد تسلم إدارة الرئيس الأمريكي مهامها رسميًّا، حيث قالت الصحيفة: رئيس الوزراء الصهيوني يخطط لاستهداف الأونروا واللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه الثابتة في الأممالمتحدة، وموظفي الأممالمتحدة المناهضين لإسرائيل، إضافة إلى قطع المساعدات عن وكالات الأممالمتحدة بمساعدة إدارة ترامب الجديدة، وبحسب الصحيفة، فإن الحكومة الإسرائيلية تنظر إلى وكالة أونروا، على أنها تستثمر الكثير من الموارد والقوى العاملة بهدف تقويض والمس بإسرائيل. وأضافت الصحيفة: إسرائيل ستسعى أيضًا إلى تعليق عمل اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه الثابتة في الأممالمتحدة، باعتبارها لجنة أممية مهمتها الوحيدة الحفاظ على الرواية الفلسطينية، ودفع قرارات مناهضة لإسرائيل في الأممالمتحدة، وقالت الصحيفة، أن إسرائيل ستسعى أيضًا إلى إلغاء تعيينات مسؤولين مناهضين لإسرائيل في الأممالمتحدة يطلقون تصريحات معادية لها، وأكدت الصحيفة العبرية أن جميع طلبات إسرائيل بهذا الشأن لم تجد آذانًا صاغية في الماضي، لكنها تجد ترحيبًا كبيرًا من إدارة دونالد ترامب.