لا يتعدى عمره عشرة أعوام، يملك موهبة الرسم التي جعلت اسمه بارزًا في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومحط أنظار وكالات الإعلام الأجنبية التي فردت له الصفحات للتحدث عن ملكة الرسم التي يمتلكها وهو مازال طفلًا، وماذا يحدث عندما يصبح شابًّا. أمل يتجدد داخل المخيمات بدأ فرهاد نوري، اللاجئ الأفغاني، الرسم وهو بعمر الرابعة، ويظهر من رسوماته مدى تأثره بالرسام الإسباني الشهير بابلو بيكاسو، ومنذ أن وضع نوري قدمه داخل مخيم اللاجئين بصربيا في العام الماضي، حيث وصل برفقة والديه وشقيقيه، بعدما هربوا من الوضع في أفغانستان، كانت بورتريهاته الأمل والنور والحركة وسط السكون داخل المخيم، فلقبه اللاجئون في صربيا ب«بيكاسو الصغير» لإتقان فن الرسم، لم تكن ظروف هذا الطفل عائقًا له بل تحدى كل شيء وأخذ يتعلم اللغة الإنجليزية حتى يتمكن من التواصل مع الآخرين. وأتاح له ذلك التواصل مع وسائل الإعلام الأجنبية للحديث عن عشقه للرسم، حيث قال نوردي في مقابلة بإحدى القنوات التليفزيونية، إنه يرسم في الليل نظرًا للسكون الذي يجتاح أركان المخيم، حيث رسم عددًا كبيرًا من الشخصيات العامة، من بينهم الفنانة الأمريكية أنجلينا جولي، والمستشارة الألمانية إنغيلا ميركل، والرسام الإسباني سلفادور دالي. وكانت لعائلته نصيب الأسد من رسمه، حيث رسم عددًا من البورتريهات لشقيقه ووالده، وعبر عن الطبيعة وجمالها بريشته الصغيرة، تتجلى صفاء نفسه من خلال رسوماته التي لم تتأثر بالمعاناة التي يعيشها، يحلم الطفل فرهاد نوري بأن يطور موهبته ويستكمل دراسته في هذا المجال في سويسرا أمريكيا. ويعتبر موقع اليوتيوب مصدر تعلم الطفل الأفغاني الذي حرم من كل شيء بعد علوقه على الحدود، وفي حديث لسكاي نيوز، قال، إنه يرسم مشاعره، ويحاول بكل الطرق المتاحة تطوير مهاراته؛ لأن الفن فقط هو ما يساعده على تجاوز الظروف الصعبة، فهو مولع بحب بيكاسو، وعندما سُأل عنه قال: «يوماً ما سأرسمه»، فحلم نوردي أن يصبح رسامًا مشهورًا ومصورًا فوتوغرافيًّا ويتعلم العزف على آلة الجيتار. أزمة النازحين من أفغانستان ترك فرهاد نوري أفغانستان مع عائلته في العام الماضي، تنقلوا بين تركيا واليونان، قبل أن يصلوا إلى صربيا، فهم يبحثون الآن عن طريقة للوصول إلى أوروبا الغربية واللجوء إلى سويسرا أو أمريكا، بعد أن أغلقت الحدود في وجوههم، وتصاعد المشاعر المعادية للمهاجرين، وشددت هنغاريا قوانين اللجوء التي جعلت من وصولهم إلى أوروبا أمرًا صعبًا. كسب تعاطف الآخرين ويحاول نوردي من خلال رسوماته كسب تعاطف رؤساء الدول الأخرى لحل مشكلة النازحين، حيث رسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحثه على الترحيب باللاجئين، والمستشار الألماني أنجيلا ميركل، التي رسمها قائلًا، أنها بإمكانها أن تفعل شيئا لفتح الحدود بالنسبة لهم، وعلى إثر ذلك زار الممثل الأمريكي ماندي باتينكين، المعروف بدعمه للاجئين، المخيم الذي يمكث فيه نوردي وأشاد بمواهبته، وكتب عبر حسابه على فيس بوك، يدعو ترامب لإيواء اللاجئين لما يستحقون من العطف.