رحل عن عالمنا اليوم الدكتور الطاهر أحمد مكي، الناقد الأدبي وأستاذ الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، عن عمر يناهز 93 عامًا. ويعتبرالدكتور مكي واحدًا من أبرز علماء اللغة العربية والأندلسيات، ولد في 7 أبريل 1924، في عائلة تنتمي لقبائل عرب المطاعنة في قرية كيمان المطاعنة التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر، التحق بالتعليم الأزهري فحصل على الابتدائية من المعهد الديني بقنا، ثم انتقل في المرحلة الثانوية إلى القاهرة، تخرج مكي في كلية دار العلوم بالقاهرة عام 1952، وفي عام 1961 حصل على دكتوراه الدولة في الأدب والفلسفة بتقدير ممتاز من كلية الآداب بالجامعة المركزية العاصمة الإسبانية مدريد. تولى منصب وكيل كلية دار العلوم للدراسات العليا والبحوث حتى عام 1989، وأستاذًا زائرًا بجامعة بوغوتا الكولومبية، تعرف فيها إلى الأدب المكتوب بالإسبانية في أمريكا اللاتينية، بجانب عمله أستاذًا زائرًا في جامعات تونسومدريد والمغرب والجزائر والإمارات. وحصل على العديد من الجوائز خلال مسيرته العلمية منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1992، إضافة إلى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1992، وجائزة التميز من جامعة القاهرة 2009. وله العديد من المؤلفات منها «أصداء عربية وإسلامية في الفكر الأوروبي الوسيط» و«الشعر الأندلسي في عصر الطوائف والتربية الإسلامية في الأندلس» و«طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي» و«امرؤ القيس»، و«بابلو نيرودا شاعر الحب والنضال»، و«الأدب الأندلسي من منظور إسباني» و«الأدب المقارن أصوله وتطوره ومناهجه» و«مقدمة في الأدب الإسلامي المقارن» و«الأخلاق والسير في مداواة النفوس» لابن حزم الأندلسي. وله عدة ترجمات عن الإسبانية والفرنسية، منها ملحمة السيد 1970، الحضارة العربية في إسبانيا ليفي بروفنسال «عن الفرنسية»، الشعر الأندلسي في عصر الطوائف «عن الفرنسية»، «التربية الإسلامية في الأندلس: أصولها المشرقية وتأثيراتها الغربية خوليان ريبيرا». وعقب وفاته تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى سرادق للعزاء، حيث قال عنه صبري قنديل: «رحم الله العالم و المثقف الكبير الأستاذ الدكتور الطاهر أحمد مكي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون»، ونعاه الباحث محمد أبو المجد، قائلًا: «ترن في أذني كلمته الأثيرة لي، بلكنتها الصعيدية..وهو يعلمني شعر امرؤ القيس: «يا ولدي»، مضيفًا: «أحد أكثر علمائنا أصالة وإنسانية»، أما الشاعر صبري قنديل فقال: «رحم الله العالم و المثقف الكبير الأستاذ الدكتور الطاهر أحمد مكي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون».