انطلقت تحذيرات كثيرة وتهديدات في المحافل الدولية والمناسبات المختلفة في محاولة لوقف تمدد إيران وعرقلة نفوذها السياسي والعسكري وإرهاب دول العالم من الفزاعة الإيرانية، ووسط كل هذه الأجواء تظل الجمهورية الإيرانية ماضية في خطتها السياسية والعسكرية القاضية بتطوير إمكانياتها العسكرية، وإرسال رسائل طمأنة لحلفائها، وترهيب لأعدائها، وتحدي لمنافسيها. بدأت صباح اليوم الاثنين، مناورات "الرسول الأعظم11" للقوة البرية لحرس الثورة الإيرانية، والتي تستمر لمدة 3 أيام، تحت شعار "عرض الاقتدار والأمن المستديم"، وبرمز "يا رسول الله يا رسول الله"، وبمشاركة وحدات المدفعية والدفاع الجوي والطائرات المسيرة، والمشاة وطيران الجيش في الصحراء الوسطى وشرق البلاد، وتعتبر هذه المناورات الحادية عشر من نوعها، حيث تعتاد طهران إجراء هذه المناورات مرة كل عام، وكانت بداية انطلاقها في 2 نوفمبر عام 2006، ورافقها إطلاق أنواع الصواريخ البالستية المزودة برؤوس انشطارية وعنقودية. انطلقت المرحلة الأولى من مناورات "الرسول الأعظم11″، والتي تتضمن ضرب أهداف العدو المفترض بقذائف صاروخية متطورة وذكية ودقيقة للغاية بمختلف الفئات، وتستعرض القوات المشاركة في هذه المناورات جهوزيتها الدفاعية الشاملة وإشرافها الاستخباري لمواجهة أي تهديدات محتملة من جانب الأعداء الأجانب، حيث قال موقع الحرس الثوري إن المناورات هدفت إلى إظهار الاستعداد التام لمواجهة التهديدات والعقوبات المهينة ضد إيران، التي أعلنتها الولاياتالمتحدة. من جانبه كتب قائد القوات البرية في حرس الثورة الإيرانية، العميد محمد باكبور، على موقع الحرس الإلكتروني: مناورات الرسول الأعظم ستنطلق في مناطق وسط وشمالي شرق إيران، وستختبر في اليوم الأول قذائف صاروخية حديثة عالية الدقة في المنطقة الوسطى من البلاد، وأضاف "باكبور" أن طائرات بلا طيار ومروحيات ستستخدم في المرحلة الثانية من المناورات، وتابع قائد القوات البرية أنه ستنفذ الأربعاء المقبل المرحلة الأخيرة من المناورات من خلال تمرين فرقة المشاة واللواء المدرع ووحدتي الطائرات المسيّرة والحرب الإلكترونية، وأوضح باكبور أن هذه المناورات ستجرى على مرحلتين وستشهد اختبار الصواريخ المتطورة والحديثة والدقيقة في المنطقة الوسطى من البلاد، كذلك سيتم اختبار طائرات بدون طيار، والمدفعية، وقتال الشوارع. وتأتي هذه المناورات العسكرية الإيرانية بعد أيام من تصعيد نبرة الخطاب بين طهرانوواشنطن، حيث استشاطت الأخيرة غضبًا بعد أن اختبرت إيران صاروخًا باليستيًا قالت إنه قادر على حمل رأس نووي، وفرضت واشنطن عقوبات جديدة حينها على طهران، وقالت إنها تأتي ردًا على إطلاق الصاروخ الباليستي، وفي الوقت نفسه خرج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ليوجه تحذيرًا لطهران، حيث قال حينها إن كل الخيارات مطروحة للتعامل مع إيران. وقال مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي السابق، مايكل فلين، إن بلاده اعتبارًا من اليوم توجه تحذيرًا رسميًا لإيران، وتابع "فلين" الذي استقال من منصبه قبل أيام على خلفية فضيحة له تمس الأمن القومي الأمريكي، "إن تزامن التجربة الصاروخية جنبًا إلى جنب مع الهجوم الذي استهدف فرقاطة تابعة للبحرية السعودية من قبل الحوثيين يؤكد ما كان ينبغي أن يكون واضحًا للمجتمع الدولي طوال الوقت حيال سلوك إيران الهادف لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وبشأن التهديدات الأمريكية السابقة، قال قائد القوات البرية في حرس الثورة الإيرانية، محمد باكبور، إنه يتوجب على ساسة الولاياتالمتحدة أن يتحلوا بالمنطق والتعقل وتجنب تهديد إيران لأن العالم أذعن بأن الأمريكيين عاجزون عن القيام بمثل هذا العمل، وأضاف "باكبور": من المستبعد أن يقوموا بهذه الخطوة لأنها بعيدة عن العقل والمنطق.