منذ أن تم انتخاب الرئيس الأمريكي الجمهوري، دونالد ترامب، وبدأ في اختيار رجال إدارته الجديدة، أثار جدل عميق حول هذه الاختيارات نظرًا لتطرف بعضها والشبهات المالية والاقتصادية التي تدور حول البعض الآخر، وكان أخر اختيارات ترامب المثيرة للقلق والجدل، تعيين قائد 3 حروب أمريكية سابقة في منصب وزير الدفاع. قائد 3 حروب.. وزيرًا للدفاع قالت صحيفة "واشطن بوست" إن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، اختار الجنرال المتقاعد، جيمس ماتيس لتولي منصب وزير الدفاع، ورجحت الصحيفة أن ترامب سيعلن رسميًا عن تعيين ماتيس خلال أيام، موضحة أن القرار يتطلب موافقة الكونجرس، حيث يقف القانون الأمريكي كعقبة أمام إمكانية تعيين "ماتيس" في هذا المنصب، نظرًا إلى أن القانون الأمريكي، ينص على أن يبقى أي ضابط متقاعد خارج الخدمة لمدة لا تقل عن 7 سنوات قبل أن يتولى منصب وزير الدفاع، لكن يرى مراقبون أن "ماتيس" لن يجد معارضة كبيرة في الكونجرس من أجل تمرير تعيينه، حيث أنه يحظى بشعبية كبيرة في الأوساط السياسية وأيضًا داخل الجيش الأمريكي. وصف الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، بأنه "جنرال بمعنى الكلمة"، وأضاف ترامب في مستهل جولة "أمريكا تشكركم 2016" في ولاية أوهايو، التي تهدف إلى التعبير عن الامتنان لمؤيديه: سوف نعين الكلب المسعور ماتيس وزيرًا لدفاعنا، وتابع: إنه أفضل ما لدينا، يقولون إنه أقرب ما لدينا إلى الجنرال جورج باتون القائد بالحرب العالمية الثانية. من هو جيمس ماتيس؟ جيمس ماتيس يبلغ من العمر 66 عامًا، وهو ضابط سابق في سلاح مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" منذ أن كان في التاسعة عشر من عمره، حيث يتمتع بخبرة ميدانية كبيرة، وعُين رئيسًا لقيادة القوات المشتركة الأمريكية عام 2007، وتولى مسؤولية تحول القيادة العليا لحلف شمال الأطلسي، وقد تقاعد من منصب رئيس القيادة المركزية الأمريكية في عام 2013، بعد أن خدم أكثر من أربعة عقود من الزمن في قوات مشاة البحرية، وبعد تقاعده عمل كمستشار في معهد هوفر التابع لجامعة ستانفورد. شارك "ماتيس" في العديد من الحروب الأمريكية، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى إطلاق لقب "الكلب المجنون" عليه وذلك لتعطشة للحروب والدماء، حيث كان قائد مشاة البحرية في معركة الفلوجة في عام 2004، التي تعد إحدى المعارك الأكثر دموية بعد الغزو الأمريكي إلى العراق، كما قاد كتيبة هجومية خلال حرب الخليج الأولى عام 1991، كما كان قائدًا لقوة خاصة عملت في جنوبأفغانستان في عام 2001، وفي عام 2005 قال "ماتيس" في نقاش حول حركة طالبان إنه من الممتع إطلاق النار على الناس. عُرف عن ماتيس أنه مناقض تمامًا لسياسة الرئيس الأمريكي الحالي، باراك أوباما، تجاه الشرق الأوسط وخاصة إيران، التي يُكن لها مشاعر عداوة كبيرة، وسبق أن قال ماتيس أن إيران هي أكبر تهديد محدق بالاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، كما ازدادت حملة مهاجمته لإيران بعد توقيع الاتفاق النووي الأمر الذي دفع أوباما إلى التخلي عنه، أما بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي، فإن "ماتيس" مختلف في إستراتيجيته مع ترامب، حيث يدعم الجنرال الأمريكي حل الدولتين ويعتبر من أبرز معارضي الاستيطان باعتباره يضر باحتمالات السلام. اختيارات ترامب المثيرة للجدل "ترامب" الشخصية الأكثر إثارة للجدل منذ بدايه الحملات الرئاسية الأمريكية، لا يزال مثيرا للجدل حتى بعد حسم سباق الانتخابات لصالحه، فمنذ أن عين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رينس بريبوس، رئيسًا لموظفي البيت الأبيض، والإعلامي اليميني، ستيف بانون، الذي يعمل في شبكة برايتبارت نيوز، كبيرًا للمخططين الاستراتيجيين، بدأت الانتقادات تنهال على اختيارات ترامب على اعتبار أن "بانون" هو شخصية يمينية متشددة. كما أن المرشحين الأقرب لتولي وزارة الخارجية في إدارة ترامب المقبلة، رودي جولياني، وجون بولتون، ربما لن يتمكنا من الوصول إلى المنصب المنشود، حيث تدور حولهما العديد من الشبهات المتعلقة بالفساد المالي أو تأييد التطرف والحروب، فالأول يميني متشدد يخضع لفحص دقيق بشأن علاقات مالية مشبوهة، وعلاقات مع الرئيس الفنزويلي الراحل، هوجو تشافيز، فيما يؤيد الثاني إسرائيل بشدة كما كان مؤيدًا قويًا لغزو العراق عام 2003، وهو أمر أبدى ترامب معارضته أثناء حملته الانتخابية. المناصب الاقتصادية الهامة في الإدارة الأمريكية أيضًا شغلت حيزًا كبيرًا من تفكير ترامب، كما تناولتها الصحف الأمريكية بشكل مكثف نظرًا لأهميتها في الوقت الذي يعاني فيه العالم من أزمات اقتصادية ضارية، حيث أفادت مصادر مقربة من الرئاسة الأمريكية أن ترامب قد اختار الخبير المالي المخضرم، ستيفن منوتشين، ليكون وزيرًا للمالية، فيما سيكون "ويلبر روس" وزيرًا للتجارة، الأمر الذي لاقى انتقادات كثيرة في المجتمع الأمريكي، حيث اعتبرت معظم وسائل الإعلام الأمريكية هذه الاختيارات نخبوية تخالف خطاب ترامب الشعبوي الذي انتهجه خلال حملته الانتخابية، خصوصًا بالإشارة إلى ثروة أعضاء فريقه التي تفوق حجم الناتج المحلي الإجمالي لدول برمتها. في ذات السياق، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ترامب متحيز لما اسمته "نخبة وول ستريت"، وذكرت أنه خلال حملته التي قادها قبل الانتخابات الرئاسية، هاجم شخصيات بارزة في وول ستريت، مشيرة إلى أنه خلال إعلان انتخابي لحملة ترامب وصف فيه هؤلاء بأنهم "هيكلية لقوّة كبرى مسؤولة عن القرارات الاقتصادية التي سرقت طبقتنا العاملة، وحرمت بلدنا من ثرائه، ووضعت المال في محافظ مجموعة من كبريات الشركات"، وتابعت الصحيفة: أما الآن فقد سمّى ترامب المدير التنفيذي السابق وشريك سوروس، ستيفن منوتشين، ليقود سياسته الاقتصادية.