تضاعفت في الفترة الأخيرة أزمات نقص عدد من الأدوية، أبرزها عقارات الأورام، والسكر، والكبد، والكلى، والجلطات، وكانت الحقلة الأخيرة، اختفاء أدوية التخدير؛ بسبب الاعتماد على المستورد بصورة أساسية، الأمر الذي يهدد بإغلاق غرف العمليات في وجوه المرضى وتركهم يعانون. يواجه حاليا عدد كبير من المستشفيات، أزمة نقص أدوية التخدير، خاصة الحكومية، مثل أبوالريش، وقصر العيني القديم، والدمرداش، وبنها الجامعي، وأسيوط الجامعي، وسوهاج الجامعي، والشاطبي، الذي يقف المرضى على أبوابها طوابير طويلة في انتظار تحديد مواعيد لإجراء عمليات جراحية. وقال عبد الرازق أحمد، أخصائي تخدير بأحد المستشفيات الحكومية، إن أزمة نقص الأدوية ليست في عقارات التخدير فقط، إنما في أنواع كثيرة؛ بسبب الاعتماد على المستورد، ما أدى إلى اختفاء عدد كبير من الأدوية خلال الفترة الحالية، رغم حيويتها. وأكد أحمد ل«البديل» وجود نقص حاد في أدوية التخدير، مثل عقار ديبرفان، الذي يستخدم بصورة أكبر مع الأطفال، لافتا إلى اختفائه أيضا من السوق السوداء، ما يهدد حياة المرضى، مضيفا: «كشفت بعض المستشفيات عن تعليمات، أبرزها استخدام كميات قليلة من البنج، ليكون نصفيا بدلا من الكلي». وتابع: «أدوية التخدير المستخدمة في أجهزة التنفس، أصبحت أيضا غير كافية على الإطلاق، خاصة أن معدل الأنبولات التي كانت تصل إلى 500 أنبول أسبوعيًا، تضاءلت اليوم بعد سوء الأوضاع، حتى أصبحت 200 في الشهر كله، ما يعد كارثة؛ لأن المريض الواحد قد يستخدم ال200 أنبول في عدة أيام قليلة»، مضيفا: «تخدير الأطفال بالأخص يحتاج إلى دبريفان، إلا أنه غير متوفر، ما أضطرنا إلى استخدام انترفال كبديل، لكنه غير مفضل للأطفال، وليس بنفس الجودة». وأوضح محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، إن بعض المستشفيات الحكومية تواجه نقصا حادا في أدوية التخدير، ما يعرض حياة عدد كبير من المرضى للخطر، بعد إغلاق أبواب العمليات في وجوهم. وطالب فؤاد وزارة الصحة بضرورة إيجاد حلول سريعة للأزمة، خاصة أن عددا كبيرا من المستشفيات الحكومية بدأت تعاني من نقص أدوية التخدير بصورة ملحوظة، على رأسها «أبوالريش، وقصر العيني القديم، والدمرداش، وبنها الجامعي، وأسيوط الجامعي، وسوهاج الجامعي، والشاطبي»، ويقف المرضى على أبوابها في طوابير طويلة بانتظار تحديد مواعيد لإجراء عمليات جراحية.