ترجح مصادر عربية أن تكون البعثات الغربية والأميركية قد تلقت رواية عن عملية القصف بالكيميائي، لم توزع رسمياً، ولكنها مدعمة بوثائق روسية وصور التقطتها الأقمار الاصطناعية لساحة القتال، ومنطقة الغوطة بريف دمشق. وقدّم الوفد الروسي الرواية، مدعمة بالوثائق، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي امس الاول. وخلال الاجتماع لم يتقدم الاميركيون بأي وثائق تناقض الوثائق الروسية باعتبار ان الاقمار الاصطناعية الاميركية قد توصلت الي نتائج مشابهة، ولأن طرفاً في المعارضة أطلق الصاروخين. وكان ممثل سوريا لدي الأممالمتحدة بشار الجعفري قد عاد من دمشق إلي نيويورك علي وجه السرعة بقرائن تدعم الإثباتات الروسية. وبحسب مصادر مطلعة فإن تروّي الغربيين في توجيه اتهامات مباشرة للنظام السوري، والاكتفاء بالمطالبة بتوسيع التحقيق، يعود إلي صور سلّمها الروس لصاروخين انطلقا من منطقة دوما عند الواحدة والدقيقة الخامسة والثلاثين من ليل أمس الأول. وكان من الملاحظ بأن الدول الغربية لم تلجأ إلي اعتماد مرجعيات خاصة بها وانما استندت الي تصريحات قادة 'الائتلاف السوري' المعارض بتحميل السلطات السورية المسؤولية. ويقول الروس إن الصاروخين، وهما من تصنيع محلي ويحملان مواد كيميائية، انطلقا من المنطقة التي يسيطر عليها 'لواء الإسلام' الذي يقوده 'زهران علوش'، وهو أبرز قوي المعارضة المسلحة في الغوطة، حيث ينشر فيها ما يقارب ال25 ألف مقاتل، يتوزعون بين عربين وزملكا وسقبا وكفربطنا وعين ترما والمعضمية. ويستهدف الصاروخان الرد علي عملية 'درع المدينة'، وهي أضخم عملية عسكرية يقوم بها الجيش السوري علي مشارف العاصمة، منذ بدء النزاع. وسقط احد الصاروخين في جوبر بالقرب من البلدة القديمة، فيما سقط الصاروخ الثاني في منطقة تتوسط عربين وزملكا. وكانت مدفعية الجيش السوري قد بدأت القصف التمهيدي عند الواحدة ليلاً، فيما كانت أرتال الدبابات وقوات المشاة، تستعد للتحرك عند السادسة صباحاً نحو جوبر بشكل خاص، باتجاه مواقع 'جبهة فتح العاصمة'. وكانت 13 كتيبة قد توحدت في المنطقة ووضعت نفسها تحت إمرة 'جبهة النصرةگ لقتال الجيش السوري، وهي تضم ألوية 'هارون الرشيد'، و'سيوف الحق' و'المهاجرين' و'الانصار'، و'ابي ذر الغفاري'، و'كتائب عيسي بن مريم' و'السلطان محمد الفاتح'، و'درع الشام'، و'شهداء جوبر' و'مجد الخلافة'. وتقول مصادر متقاطعة إن قوات 'جبهة فتح العاصمة' التي تقاتل علي جبهة جوبر، بدأت بالانسحاب من المباني العالية قرب كاراجات العباسيين، ونهاية شارع فارس الخوري، بعد الواحدة بقليل وقبل سقوط الكيميائي، بعيداً عن أهداف راجمات الجيش ومدفعيته، فيما تجمّعت قوات 'لواء أنصار الإسلام' في دوما، التي تشهد أكبر تجمع سكاني في الغوطة. وتفسر سرعة الانسحاب المعارض نحو الخطوط الخلفية قلة الخسائر في صفوف المقاتلين، مقارنة بالأعداد الكبيرة التي سقطت من المدنيين. وتقول مصادر متقاطعة إن الجيش استبق عمليات كانت هذه الجماعات تحضر لها لاختراق العاصمة عبر منطقة الميدان، والتقدم لمحاصرة قوات الجيش الموجودة في جنوب العاصمة علي جبهة الحجر الأسود ويلدا والقدم، مع قوات من الفرقتين الثانية والرابعة التابعتين ل'الجيش الحر'، وعزله عن وحداته المتمركزة علي جبهة جوبر، وإيقاعه في كماشة. والترجيحات بأن إطلاق الصواريخ الكيميائية والمطالبة بدخول فريق التحقيق الدولي الي المنطقة تستهدف قبل كل شيء، وقف العملية العسكرية السورية. وذكر 'المرصد السوري لحقوق الإنسان'، في بيانات، إن القوات السورية واصلت ضغطها علي المسلحين في الغوطة، حيث استهدفت بغارات جوية وقصف مدفعي، مناطق كان 'الائتلاف الوطني السوريگ اتهمها باستهدافها بأسلحة كيميائية. وهناك تراجع امريكي صارخ عن اتهام النظام السوري باستخدام السلاح الكيميائي، وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي في تراجع واضح من مواقف كانت تتهم الجيش السوري باستخدام السلاح الكيميائي في غوطة دمشق، 'في الوقت الراهن نحن غير قادرين علي أن نجزم بشكل قطعي استخدام أسلحة كيميائية' في الهجوم في سوريا. وأكدت ان الرئيس باراك أوباما 'أمر الاستخبارات بأن تجمع في أسرع وقت ممكن معلومات اضافية' عن هذه المزاعم بشأن الهجوم الذي وقع قرب دمشق. واضافت انه 'منذ احداث الامس 'الاول' ونحن نركز كل دقيقة من كل يوم علي فعل كل ما يمكننا من اجل تحديد الوقائع'. واكدت انه في حال خلصت الولاياتالمتحدة الي ان النظام السوري استخدم فعلاً السلاح الكيميائي، فإن هذا الأمر سيعتبر 'تصعيداً فاضحاً'، دون ان تشير الي الوثائق الروسية عن استخدام المسلحين لصاروخين يحمل مواد كيميائية.