بين إنتظار طال لأكثر من ثلاثة أشهر عقب غلق المقاهي بقرار من الحكومة لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وترقب يحدوه الشغف لقرارات رئيس الوزراء المصري الثلاثاء الماضي التي أعلن فيها خطة العودة للحياة تدريجيا في مختلف مناحي الحياة، عدا الحدائق العامة والشواطئ والمنتزهات وقاعات الأفراح، واستقبل الشارع المصري قرارات دولة رئيس الوزراء علي عودة فتح دور العبادة للمصلين بفرحة شديدة، وببهجة مغلفة بالكوميديا بعد قرار فتح المقاهي بنسبة تشغيل 25% فقط بتعليقات ساخرة وصور وفيديوهات كوميدية، وتباري آلاف المتابعين في نشر صور كوميدية مقتبسه من أعمال سينمائية للتعبير عن فرحتهم من ناحية، وسخريتهم من نسبة التشغيل من ناحية أخري، وكيف يضمن كل مكانه ليكون ضمن ال 25% من نسبة التشغيل. ويعد إرتباط المواطن المصري بالمقهي إرتباطا وثيقا، حيث أنه يقضي فيها معظم أوقات فراغة، فهي بالنسبة له هروب من الضغط العصبي ومحاولة لنسيان هموم ومآسي الحياة، وتحتل المقاهي بالمناطق الشعبية المصرية مساحة كبيرة في حياة الكثيرين، وكما ينتظر المواطنين استعادة ذكرياتهم وأوقاتهم الممتعة وتجمعاتهم لمشاهدة مباريات كرة القدم الإفريقية والأوربية، ينتظر أصحاب المقاهي السبت المقبل بفارغ الصبر عقب تضررهم البالغ من غلقها طيلة الأشهر الماضية، وهي باب رزقهم الوحيد، مما دفع البعض منهم تحويل المقهي طيلة فترة الحظر إلي محلات للبقالة، أو محلات لبيع الفواكه للبحث عن باب رزق آخر. ولم يتضرر أحد مثل ماتضرر أصحاب المقاهي طيلة هذه الفترة، حتي أصحاب المطاعم لم يتضرروا بنفس قدر تضرر المقاهي، لأن الدولة كانت قد قررت منذ بداية الجائحة فتح المطاعم لساعات محددة لكن بشرط توصيل الطلبات للمنازل فقط ومنع جلوس أحد بداخلها، على عكس المقاهي التي قررت الدولة غلقها طيلة اليوم دون فتح نهائي، وإلا سيتعرض صاحبها لمخالفة قانونية. لعل إنتظار المصريين لعودة الحياة تدريجيا يقابلوه بحذر واتباع الإجراءات الإحترازية التي طلبتها الدولة من كل مواطن، وإلا سيأتي الأمر بكارثة في حالة عدم الإلتزام بها، فيتفشي الفيروس بصورة أسرع، فسيجبر المواطن نفسه الدولة بعودة الإجراءات الإحترازية الشديدة مرة أخري، وعودة الغلق من جديد، ويجب الإلتزام بالنسبة المحددة لسعة كل مكان لمنع التكدس والزحام، فهناك دول كانت قد أعادت الحياة من جديد للمواطن، إلا أن عدم الإلتزام بالضوابط أجبر تلك الدول إلي العودة للقيود مرة أخري، فالعودة إليها ليست في صالح الوطن لتدوير عجلة الإنتاج، ولا المواطن الذي يسعي إلي باب رزقة.