تشهد فرنسا اليوم /الثلاثاء/ شللا في حركة القطارات بسبب إضراب العاملين في الشركة الوطنية للسكك الحديدية (إس ان سي اق) المعارضين لإصلاحات الحكومة والذي بدأ مساء الاثنين بوتيرة يومين كل خمسة أيام حتى آخر يونيو وذلك بخلاف اضرابات أخرى تواجهها البلاد في قطاعات النقل الجوي وجمع النفايات والطاقة والجامعات. ويقدر المسؤولون بالشركة الوطنية الفرنسية الخسائر اليومية للإضراب ما بين 10 20 مليون يورو، فيما أعربت وزيرة المواصلات إليزابيت بورن عن أسفها لهذا الإضراب الذي لا يفهم المواطنون أسبابه لاسيما وأن الحكومة ليست بصدد خصخصة الشركة وأحرزت تقدما ..في حين أن النقابات لم تبادر من جانبها بتحريك الأمور، على حد تعبيرها. يأتي هذا الإضراب احتجاجا على مشروع إصلاح تقدمت به الحكومة لتقليص ديون الشركة الوطنية وجعلها أكثر تنافسية والذي يشمل عددا من التدابير أبرزها تعديل وضعهم الخاص الذي يوفر لهم ضمانة وظيفية مدى الحياة وامتيازات أخرى عديدة، ويعارض المضربون أيضا نظام المراسيم الذي تستخدمه الحكومة لتمرير الإصلاحات دون موافقة البرلمان. وكانت الشركة الفرنسية أعلنت أن عدد العاملين المشاركين في الإضراب سيصل اليوم إلى 48 % وأن 77 % من سائقي القطارات سينضمون له. وتتوقع الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية أن يكون ذلك أحد أكبر الإضرابات منذ سنوات مع إعلان موظف من كل اثنين تقريبا أنه سيشارك فيه، وذكرت الشركة أن خطوط نقل الركاب إلى باريس ستتضرر بشدة وإنه لن يعمل سوى خط واحد فقط من ثمانية خطوط للقطار فائق السرعة. وستواجه خدمات السكك الحديدية الدولية ارتباكا أيضا ولن تكون هناك قطارات بين فرنسا وسويسرا وإيطاليا واسبانيا. وأضافت الشركة إن قطارا واحدا فقط من كل ثلاثة قطارات إلى ألمانيا سيعمل في حين أن خدمة يوروستار التي تربط بين لندنوباريس وبروكسل ستشغل ثلاثة قطارات من كل أربعة قطارات. يذكر أن آخر اضراب مماثل لنقابات السكك الحديدية يعود لعام 1995 حين أصيبت باريس بشلل تام واضطرت الحكومة آنذاك إلى أن تتراجع عن الإصلاحات إلا أن النقابات حاليا غير موحدة في الرد على الإصلاحات التي يريدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما أن استطلاع للري أجرته مؤسسة (إيفوب) ونشر يوم الأحد الماضي أظهر أن أكثر من نصف الشعب الفرنسي يرى أن هذا الإضراب غير مبرر. من جهتها، أعلنت شركة الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس) أنها ستسير اليوم /الثلاثاء/ 75% من رحلاتها بسبب إضراب موظفيها للمرة الرابعة والذين يطالبون بزيادة 6% في الرواتب. وذكرت (إير فرانس) - في بيان لها اليوم - أنها ستقوم غدا بتسيير 70% من رحلاتها الطويلة، و67 % من رحلاتها المتوسطة ونحو 85 % من الرحلات القصيرة. وكانت عشر نقابات تمثيلية لموظفي (اير فرانس) في مختلف القطاعات قد دعت إلى الإضراب اليوم للمرة الرابعة بعد الإضرابات التي نظمت أيام 22 فبراير و23 و30 مارس، كما دعت أغلب هذه النقابات إلى إضرابات أخرى أيام 7 و 10 و11 أبريل الجاري. كما تشهد فرنسا اليوم بدء إضراب لعمال جمع النفايات وقطاع الطاقة الذين يطالبون أيضا بتحسين أوضاعهم، وتواجه الحكومة أيضا احتجاجات طلابية على خطة إصلاح نظام الالتحاق بالجامعات.
