فرض على جاليات اليهود في بعض البلدان الأوربية بدءًا من القرن الحادي عشر قوانين صارمة ومنها العمل داخل نطاق مهن معينة؛ ففي اسبانيا عام 1492م وسقوط الأندلس صدر مرسوم بطردهم إذا لم يعتنقوا المسيحية، بعدها تم طرد هم من الكثير من بلدان أوروبا ، وأخذوا يتجهون نحو بولندا وروسيا والدولة العثمانية، ورغم تحسن أوضاع اليهود في بعض من بلدان أوربا في مرحلة لاحقة إلا أن الحروب بين بولندا وأوكرانيا دمرت نحو ثلاثمائة تجمع يهودي وقتلت الكثير منهم في القرن السابع عشر، ورغم مبادئ الثورة الفرنسية التي أنصفتهم لكن القرن الثامن عشر حمل معه الكثير من معاداة الغرب لليهود وكراهية وجودهم في بلدانهم بسبب طبائعهم التي كانت مرفوضة دينيا واجتماعيا ، ولكن تلك العلاقة كانت قد تغيرت بداية من أوائل القرن الماضي وفقا لمصالح الدول الاستعمارية بأوربا التي غذت دول الشرق وجاءت لصالح اليهود في الغرب وأمريكا وبلاد الشتات ، ولهذا فإنّ المزاعم والادعاءات الدينية والتاريخية المزيفة التي صنعتها اليهودية لنفسها ثمّ روجّتها الصهيونية المسيحية والصهيونية اليهودية هي التي أوجدت العلاقة بين يهود اليوم وأبناء إبراهيم عليه السلام. ولا يمكن لهذه المزاعم والادعاءات أن تصمد طويلا أمام حقائق البحث العلمية والدراسات الموضوعية التاريخية التي كشفت عن زيف ما تمّ إشاعته وترويجه وإيمان بعض الطوائف المسيحية بالغرب وأمريكا به ،ومقارنة بما سبق كان اليهود في أوروبا الغربية يشكلون تعدادًا سكانيًا محدودا واتجهوا إلى التعايش مع ثقافة جيرانهم من غير اليهود. فكانت ملابسهم وطريقة كلامهم مثل أبناء البلد الذي يعيشون فيه، ولعبت الشعائر الدينية التقليدية وثقافاتهم الموروثة دورًا أقل أهمية في حياتهم. واستطاع اليهود التواجد في كل أشكال الحياة، ومهما كانت الاختلافات بينهم، كانوا جميعًا في سلة واحدة: فبحلول الثلاثينيات من القرن العشرين، ومع وصول النازيين للسلطة في ألمانيا، أصبحوا جميعًا ضحايا محتملين، وتغيرت حياتهم إلى الأبد. اليهود في القرن العشرين أخذت العلاقة تتحسن بين اليهود والطوائف البروتستانتية في القرن التاسع عشر ومن ثم القرن العشرين وتوّج هذا التحسن بنشوء الصهيونية المسيحية في الولاياتالمتحدة الأمريكية ودعمهما لقيام إسرائيل لأسباب دينية ,غير أن علاقات اليهود مع الكنيسة الكاثوليكية لم تتحسن بسبب اتهامهم لليهود بالتآمر والتحريض على الخلاص من المسيح في عهد حكم الرومان لفلسطين وبحسب المعتقد المسيحي عدم تبرئتهم من تهمة لاحقتهم طويلاً وهي قتل يسوع صلبًا، حتى اعترفت الفاتيكان بإسرائيل أواخر عام 1993 إذ تمّ تبادل التمثيل الدبلوماسي بين الفاتيكان وإسرائيل، تلاها زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى القدس سنة 2000؛ ورغم هذا التحسن فلا تزال بعض الخلافات قائمة في العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية وإسرائيل حول ملكية بعض المقدسات المسيحية، وبعض النصوص الطقسية التي تقرأ عادة في أسبوع الآلام تصف اليهود بأوصاف مشبوهة؛ أما في ما يخص الكنيسة الأرثوذكسية، فبينما تقف الكنيسة الأرثوذكسية في الشرق بشدة ضد أي تحسن في العلاقات مع اليهود، أخذت مواقف هذه الكنيسة في الغرب بالانفتاح. الصهيونية والمسيحية والصهيونية هي أيديولوجية تؤيد قيام دولة قومية يهودية في فلسطين بوصفها أرض الميعاد لليهود. وصهيون هو اسم جبل في القدس وتقول بعض المصادر إنه اسم من أسماء القدس. أما الصهيونية المسيحية فهي الدعم المسيحي للفكرة الصهيونية، وهي حركة مسيحية قومية تقول عن نفسها إنها تعمل من أجل عودة الشعب اليهودي إلى فلسطين وسيادة اليهود على الأرض المقدسة. ويعتبر الصهيونيين المسيحيون أنفسهم مدافعين عن الشعب اليهودي خاصة دولة إسرائيل، ويتضمن هذا الدعم معارضة وفضح كل من ينتقد أو يعادي الدولة العبرية. تقوم فلسفة الصهيونية المسيحية على نظرية الهلاك الحتمي لليهود. وهناك الكثير من الدراسات اللاهوتية في هذا المجال خلاصتها أن هلاك يهود الأرض قدر محتوم وضرورة للخلاص من "إرث الدم" الذي حمله اليهود على أكتافهم بعدما صلبوا المسيح وهم سيتحولون إلى المسيحية بعد عودته ولن يبقى شيء اسمه اليهودية. تاريخيًا نشأت الصهيونية المسيحية خلال هجرة الأوروبيين إلى العالم الجديد حيث حمل غالبية المهاجرين الأوروبيين إلى الأراضي الأمريكية العقيدة البروتستانتية الأصولية التي كانوا يحاولون تطبيقها في مجتمعاتهم ولم ينجحوا. ومنذ بداية تأسيس الدولة الأمريكية في القرن ال17 لعبت الرؤى الأصولية المسيحية البروتستانتية دورا كبيرا في تشكيل هوية الدولة،وتأثرت العقيدة البروتستانتية كثيرا باليهودية، ونتج عن هذا التأثر تعايش يشبه التحالف بين البروتستانتية واليهودية بصورة عامة، وخلقت علاقة أكثر خصوصية بين الصهيونية اليهودية والبروتستانتية الأصولية ، وقد نشأت المسيحية الصهيونية في إنجلترا في القرن السابع عشر، حيث تم ربطها بالسياسة لا سيما بتصور قيام دولة يهودية حسب ما يروه لنبوءة الكتاب المقدس، ومع بدء الهجرات الواسعة إلى الولاياتالمتحدة أخذت الحركة أبعادا سياسية واضحة وثابتة، كما أخذت بعدا دوليا يتمثل في تقديم الدعم الكامل للشعب اليهودي في فلسطين.وتتصل جذور هذه الحركة بتيار ديني يعود إلى القرن الأول للمسيحية ويسمى بتيار الألفية، والألفية هي معتقد ديني نشأ في أوساط المسيحيين من أصل يهودي، وهو يعود إلى استمرارهم في الاعتقاد بأن المسيح سيعود إلى هذا العالم محاطا بالقديسين ليملك في الأرض ألف سنة ولذلك سموا بالألفية. علاقة الدول الغربية باليهود مع عودة الحكم الإسلامي إلى فلسطين سمح أمراء المسلمين لليهود بالهجرة إليها والإقامة فيها في العهد الأيوبي وصولا للعهد المملوكي والعثماني بعد أن منعتهم من ذلك الحكومات الصليبية وقضت على وجودهم في فلسطين قضاءً تاماً. وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها اليهود للكبت والاضطهاد من قبل الأوروبيين (الصليبيين) فقد طردوا من أوروبا الغربية وخلت من اليهود ، وقد أطلق على اضطهاد اليهود الجديد هذا اسم جديد هو معاداة السامية متأثرا بنظرية الأجناس في القرن الثالث عشر، وقد عاشت الطوائف اليهودية في أوروبا في القرون الوسطى في نظام خاص وهو النظام الذي يحصر فيه اليهود في أماكن معينة. وحين انتصر الإفرنج على المسلمين في الأندلس أشاعوا محاكم التفتيش وكان على اليهود وكذلك المسلمين أن يختاروا بين البقاء أو الدخول في المسيحية، أو الفرار أو الطرد والتشريد ولو قارنا ذلك بوضعهم في ظل المسلمين لوجدنا الفرق شاسعاً جداً في المعاملة، فقد تميزت معاملة المسلمين لليهود بالتسامح ونيل كافة حقوق العيش والمواطنة في بلدانهم وأماكن نفوذهم ، وتُذكر الأندلس دائماً كمثل على المركز الممتاز الذي تمتع به اليهود في العالم الإسلامي ، وفي المقابل فإن بلاد أوروبا كانت تغلق عليهم كل شيء وترفض وجودهم وتعلن عن طردهم والسخرية منهم ، ومن الأمثلة على ذلك ما وقع لليهود بعد سقوط الحضارة في الأندلس عام 1460م تقريبا ، وبالتحديد الأندلس بعد سقوط غرناطة وانتهاء الحكم العربي الإسلامي للأندلس، وتعرض من بقي من العرب إلى الهجرة والقتل والاضطهاد والإجبار على تغيير دينهم بالقوة في محاكم التفتيش ومنهم من هاجر إلى العالم الجديد كبحارة مع كولومبس وغيره. واضطرار معظم اليهود الأسبان إلى الهجرة نحو الشرق وبخاصة إلى الدولة العثمانية ونفوذها في البلدان العربية أي في الشام ثم في تركيا التي ينتمي إليها بما يسمي يهود الدونمة الذين هربوا من الاضطهاد في اسبانيا بعد سقوط الحضارة الإسلامية منتصف القرن الخامس عشر م وقد عادت بعدها اسبانيا بقرون واعترفت بجرائمها في حق اليهود وقامت بتعويضهم ،إلا أنها لم تعترف بجرائم فرديناند وإيزابيلا ضد العرب والمسلمون ،أما لماذا اعترفت اسبانيا بحق اليهود من أصول اسبانية في العودة إليها مع أنهم كانوا جزءا من المستعمر العربي، ويرجع السبب في ذلك أن سطوة اللوبي اليهودي قوية لدرجة التغاضي عن سبب وجود اليهود في الأندلس ، وأكثر من ثلثي الإسرائيليين يتمتعون بازدواجية الجنسية كخط رجعة سواء كانت أمريكية أو روسية أو أوروبية، ربما لأنهم يعتقدون في بواطنهم أن مشروعهم الاستيطاني العنصري إلى زوال وأن الجنسية غير الإسرائيلية هي خط الرجعة كما أن الغرب أصبح يخشي من نفوذ اليهود في أمريكا والعالم وفى نفس الوقت لضمان مصالحهم. التدفق الجديد لليهود منذ أواخر القرن الخامس عشر في زمن الدولة العثمانية ومنذ أواخر القرن الخامس عشر الميلادي بدء نزوح اليهود القادمون من أوروبا الشرقية وزادت الهجرة مع ضعف الدولة العثمانية وازدياد نفوذ الدول الاستعمارية الكبرى مع تصاعد الاضطهاد لليهود في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.، ومع نمو الحركة الصهيونية توجهت هذه الهجرة إلى (فلسطين) واستمرت بالازدياد المطرد إلى يومنا هذا. الحركة الصهيونية بدأت هذه الحركة منذ القرن السابع عشر تقريباً إلا أن الاجتماع الأول (للحركة الصهيونية في العالم) كان في عام 1897 م في مدينة (بال اوبازل) في سويسرا بزعامة (مؤسس الصهيونية) تيودور هرتزل ويمكن تلخيص ما جاء في المؤتمر بما يلي: (إن هدف الصهيونية هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين تقوية الشعور والوعي القومي لدى اليهود وتعزيزهما ،والحصول على موافقة الدول لتحقيق هدف الصهيونية. وقد تحسنت العلاقة بين اليهود والطوائف البروتستانتية ف بالقرن التاسع عشر ومن ثم القرن العشرين وتوّج هذا التحسن بظهور الصهيونية المسيحية في الولاياتالمتحدة الأمريكية ودعمهما لقيام إسرائيل لأسباب دينية ,غير أن علاقات اليهود مع الكنيسة الكاثوليكية لم تتحسن بسبب اتهامهم لليهود بالتآمر والتحريض على الخلاص من المسيح في عهد حكم الرومان لفلسطين وبحسب المعتقد المسيحي عدم تبرئتهم من تهمة لاحقتهم طويلاً وهي قتل يسوع صلبًا، حتى اعترفت الفاتيكان بإسرائيل أواخر عام 1993 إذ تمّ بعدها تبادل التمثيل الدبلوماسي بين الفاتيكان وإسرائيل وتبادل الزيارات ، ورغم هذا التحسن فلا تزال بعض الخلافات تلاها قائمة في العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية وإسرائيل حول ملكية بعض المقدسات المسيحية وبعض النصوص الطقسية التي تقرأ عادة في أسبوع الآلام تصف اليهود بأوصاف مشبوهة، بينما تقف الكنيسة الأرثوذكسية في الشرق بشدة ضد أي تحسن في العلاقات مع اليهود، أخذت مواقف هذه الكنيسة في الغرب بالانفتاح. الصهيونية والمسيحية والصهيونية هي أيديولوجية تؤيد قيام دولة قومية يهودية في فلسطين بوصفها أرض الميعاد لليهود. وصهيون هو اسم جبل في القدس وتقول بعض المصادر إنه اسم من أسماء القدس. أما الصهيونية المسيحية فهي الدعم المسيحي للفكرة الصهيونية، وهي حركة مسيحية قومية تعمل لأجل عودة اليهود إلى فلسطين وسيادتهم على الأرض المقدسة. ويعتبر الصهيونيين المسيحيون أنفسهم مدافعين عن اليهود، و معارضة كل من ينتقد أو يعادي دولة إسرائيل. وتاريخيًا فقد نشأت الصهيونية المسيحية خلال هجرة الأوروبيين إلى العالم الجديد حيث حمل غالبية المهاجرين الأوروبيين إلى الأراضي الأمريكية العقيدة البروتستانتية الأصولية التي كانوا يحاولون تطبيقها في مجتمعاتهم ولم ينجحوا. ومنذ بداية تأسيس الدولة الأمريكية في القرن ال17 لعبت الرؤى الأصولية المسيحية البروتستانتية دورا كبيرا في تشكيل هوية الدولة. وتأثرت العقيدة البروتستانتية كثيرا باليهودية، ونتج عن هذا التأثر تعايش يشبه التحالف بين البروتستانتية واليهودية بصورة عامة، وخلقت علاقة أكثر خصوصية بين الصهيونية اليهودية والبروتستانتية الأصولية. وقد نشأت المسيحية الصهيونية في إنجلترا في القرن السابع عشر، حيث تم ربطها بالسياسة لا سيما بتصور قيام دولة يهودية حسب ما يروه لنبوءة الكتاب المقدس، ومع بدء الهجرات الواسعة إلى الولاياتالمتحدة أخذت الحركة أبعادا سياسية واضحة وثابتة، كما أخذت بعدا دوليا يتمثل في تقديم الدعم الكامل للشعب اليهودي في فلسطين،وتتصل جذور هذه الحركة بتيار ديني يعود إلى القرن الأول للمسيحية ويسمى بتيار الألفية، والألفية هي معتقد ديني نشأ في أوساط المسيحيين من أصل يهودي، وهو يعود إلى استمرارهم في الاعتقاد بأن المسيح سيعود إلى هذا العالم محاطا بالقديسين ليملك في الأرض ألف سنة ولذلك سموا بالألفية. نجاح اليهود في كسب الغرب لإقامة دولتهم في عام 1916تم عقد تفاهم سري بين فرنساوبريطانيا ومصادقة روسيا على اقتسام الجزء الشمالي من الأراضي العربية (العراق وبلاد الشام) بين فرنساوبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في المشرق العربي بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، جراء هزيمتها في الحرب العالمية الأولى. تقرر أن تقع المنطقة التي اقتطعت فيما بعد من جنوب سوريا وعرفت بفلسطين تحت إدارة دولية (عدا صحراء النقب)، يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانياوفرنساوروسيا. ولكن الاتفاق نص على منح بريطانيا مينائي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا مقابل حرية استخدام بريطانيا لميناء اسكندرون السوري الواقع تحت الوصاية الفرنسية،ولقد تبنت إنجلترا منذ بداية القرن العشرين سياسة إيجاد كيان قومي لليهود في فلسطين وقدروا أنه سيظل خاضعاً لنفوذهم ودائراً في فلكهم وبحاجة لحمايتهم ورعايتهم وسيكون في المستقبل مشغلة للعرب ينهك قواهم ويورثهم الهم الدائم يعرقل كل محاولة للوحدة فيما بينهم. وتوجت بريطانيا سياستها هذه بوعد بلفور الذي أطلقه وزير خارجيتها آنذاك عام 1916. وفي عام 1917،سقطت فلسطين ودخلت مدن فلسطين مظلة الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1920 والذي سمح للهجرة اليهودية إلى فلسطين، ثم جاء قرار الجمعية العامة التابعة لهيئة الأممالمتحدة رقم 181 والذي أُصدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947 بعد التصويت 33بنعم ، مع 13 ضد، و10 ممتنع عن التصويت بتخطيط أمريكي غربي وهو قرار الاعتراف بإسرائيل ويتبنّى خطة تقسيم فلسطين القاضية بإنهاء الانتداب البريطاني عليها وتقسيم أراضيها إلى 3 كيانات جديدة، وقد قامت مصر بدخول قطاع غزة عام 1948، كما قام الأردن بدخول الضفة الغربية. في فبراير عام 1949 وقعت كل من مصر و الأردن من جهة وإسرائيل من جهة أخرى هدنة تقضي باحتفاظ مصر بالقطاع، والأردن بالضفة. ولذلك كانت مأوى لكثير من اللاجئين الفلسطينيين عند خروجهم من ديارهم. وبقي هذان الجزءان تحت الحكم المصري والأردني حتى حرب 1967. وقد تعاقبت الأحداث بعد توصية التقسيم 181، وتوسّعت إسرائيل على الأراضي التي استولت عليها في نزاعها مع جيرانها. وحتى العام 2004، تستولي إسرائيل على 50% من الأراضي العربية بمقتضى قرار التقسيم وتسيطر سيطرة تامّة على النصف الباقي. وجاء القرار رقم 242 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1967، في أعقاب حرب يونيو/حزيران 1967، التي أسفرت عن احتلال كل فلسطين وسيناء والضفة الغربية من الأردن ومرتفعات الجولان من سوريا. شدد القرار على ضرورة تطبيق المبدأين التاليين - انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في النزاع الأخير، و إنهاء جميع ادعاءات أو حالات الحرب، واحترام واعتراف بسيادة ووحدة أراضي كل دولة في المنطقة، واستقلالها السياسي وحقها في العيش بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها، أي الاغتراف بدولة فلسطين وحدودها . ومن تاريخ هذا القرار والى الآن صدرت العديد من القرارات الأممية بعد توقيع أهم الاتفاقات بين الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي أهمها اتفاقات مدريد وأسلو ،وتعثر المفاوضات بعد دخول أمريكا ضمن ما يسمي بالرباعية من اجل تحقيق السلام والإقرار بدولة فلسطين إلا أن ذاك لم يتحقق منه شيئا خلال تعاقب حكومات يمينية متطرفة عمدت خلال تلك السنوات ومنذ مقتل الرئيس الراحل ياسر عرفات وخلال رئاسة عباس أبو مازن من بعده بالعمل على سرقة ما تبقي من الأراضي الفلسطينية وتهويد فلسطين وإقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية التي تخضع لاتفاقات دولية وغيرها من وسائل فرض العزلة وإقامة الجدار العازل وشن الغارات على غزة والضفة مع حالات القتل العمد وهدم المنازل والتهجير القصري واعتقال الأبرياء علي مرمي من الأممالمتحدة والعالم وبموافقة أمريكا التي كانت تصور للعام بأنها راعية للسلام ، إلا أن الفلسطينيين لم يتوقفوا عن الدفاع عن أراضيهم وحقوقهم مسجلين أسمى آيات التضحية والنضال من اجل نزع واسترداد دولتهم من قبضة الظالمين ،ولقد تمكنت الدبلوماسية الفلسطينية برغم تحذير أمريكا لها من جني الكثير من المكاسب العادلة ومنها اعتراف الكثير من الدول بدولة فلسطين ، واعتراف الأممالمتحدة بعضويتها واعتراف الكثير من الهيئات الدولية بها ومنها ضمها عضوا ضمن أعضاء اليونسكو مع الاعتراف بأحقيتها في القدس عاصمة لها مقابل تكذيب أحقية اليهود فيها ، وقبول فلسطين عضوا في أكثر من 50 منظمة دولية مع اعتراف برلمانات الكثير من دول العالم بها مع مساندة وتضامن الدول العربية والإسلامية في كل خطواتها التي تؤكد على استرداد حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته بعد كل الذي سرق ، وقد أتي مؤخرا قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القدس ليثبت للعالم بان أمريكا هي المحرض الأول على عدم إتمام السلام وأنها كانت السبب الرئيسي في ضياع كل تلك السنوات على تقدم القضية الفلسطينية والقضاء نهائيا على ما تبقى من الأرض وفق خطة ممنهجة سلفا تعمل علي استحالة إقامة دولة فلسطينية مع استمرار السعي الأمريكي الذي يستهدف فقط إتمام صفقة إقامة دولة الصهاينة كاملة وفقا لما خطط لها منذ وعد بلفور عام 1916، إلا أن قراره الظالم ومؤامرته على القدس قد رفضته دول مجلس الأمن رفضا قاطعا ومخزيا ، ومع استخدام أمريكا لحق النقض الفيتو لإفشال رفض 14 دولة من دول مجلس ال15 للقرار كان هناك انعقاد للجمعية العامة للأمم المتحدة التي صوتت بالأغلبية الساحقة ضد القرار الأمريكي الجائر مما يثبت من أن فلسطين وحقيقة شعبها وحقيقة أرضها المقدسة تعيش في ذاكرة التاريخ الحقيقي وتعيش في تراث الأديان والأهم من ذلك أنها تعيش في الذاكرة الجمعية عند سائر الشعوب بعد كل هذا الاعتراف والتأييد وبما تقره المنظمات الدولية والحقوقية، وفى المقام الأول تعيش في ذاكرة أبنائها وأبناء وشعوب وقادة البلدان العربية والإسلامية وبما يقر بكنعان التاريخ وبما يعترف بفلسطين الحاضر ، مقابل الوقوف ضد دولة الظلم والطغيان وضد أمريكا التي عرفها العالم الآن ودون أي وقت مضي من أنها هي التي تأجج الحروب والصراعات والفتن بدول العالم، ومن أن تمثال الحرية التي تتفاخر به يخفى ورائه الظلم والجبروت وتسخير القوة لكبح مسيرة تقدم الدول وحقها في النهوض والعيش في سلام، واستنزاف مواردها وطاقاتها من خلال منهج الظلم الذي تؤمن به، وإتباع سياسة الكيل بكيالين ومحاربة المستضعفين والسبب في خراب هذا العالم ،وما كل ما يقع ويحدث ومع هذا الظلم والباطل الذي يتحدى الحق والعدل من حولنا ستبقى فلسطين خالدة وأبية في ذاكرة التاريخ والشعوب وان دولتها وعاصمتها القدس الشريف قادمة لا محالة.