لأول مرة منذ بداية الثورة أشعر أن أفكاري كاللحمة المفرومة..عبثا أمد أصابعي لأستخلص فكرة فتعلق بها فتافيت الأفكارالأخري. ببركة الثورة صارت المحظورة مسؤولة ثم مستحوزة مستبدة مهددة ثم متراجعة ثم خصم وحكم في وضع الدستور!!!،لا أدري وجه الشبه بين سعد الكتاتني وفتحي سرور! لكن ديكتاتوريتهما علي منصة الديمقراطية ليست كل مايربطهما بالتاكيد،وإن كانت فجاجة أسلوب الأول جعلتني أترحم علي كياسة وفطنة الثاني،أزمات بنزين وسولار وأنابيب وحمي قلاعية وسرقة أراضي دولة وبناء عشوائي علي اراضي زراعية،كوارث تأسيسية دستور ومحاولات فاشلة لإقالة حكومة وطلاسم إعلان دستوري وجمعيات حقوقية وتمويل ومعونة أمريكية وهروب متهمين وتدمير هيبة القضاء،ومذبحة زهور الألتراس ومشكلات أهلي ومصري ودوري!ورغم أنهار الدم مازال قتلة شبابنا بعيدين عن أيدي العدالة ومازال كذلك المتسبب في نفوق الماشية!بما يعني، أنه لا حق يمكن أن يؤخذ،يستوي في ذلك حق الإنسان والحيوان،مخدرات وباعة جائلين في التحرير ليموت الرمز والمكان، ومن رحم المبايعات والتأييد واخترناك يحي توفيق عكاشة ميدان العباسية نظيفا مبرأ من الباعة الجائلين و المجرمين والسادة تجارة الكيف والمدمنين،ومازال من أطلق الخرطوش الذي رشق الصدور والعيون في شارع محمد محمود وامام مجلس الوزراء مجهولا ؟! ولا أنا ولا أنتم نعلم بعد مايزيد عن عام كامل،من الذي ركب سيارة السفارة الأمريكية ودهس الأبرياء،سرقات تحت تهديد السلاح واختطاف،ومازالت الطلقات تحصد أرواح الأبرياء علي الطرقات وزهرة شباب ضباط الشرطة يسقطون شهداء،الفاسدون خارج القضبان يفعلون ما يحلو لهم والثوار وعامة الشعب محاصرون بالقهر والضغوط ، بينما يحتفل الإخوان والسلفيون بالنصر بعد طول قهر!ولا نجد إلا إجابات متضاربة لتساؤل مثير..هل الثورة مازالت مستمرة؟،هل يدهشنا أن يسجل بعضهم إقرارات تأييد لمبارك لترشيحه للرئاسة،أو أن يترشح للمنافسة الحقيقية علي الرئاسة وليس للتمثيل المشرف أحمد شفيق وغيره من سدنة عرش مبارك!،بعضهم يصر علي أن تكون مصر إسلامية فيحظي حازم صلاح أبو اسماعيل بأكبر دعاية غير مدفوعة بينما المثقفون يدعمون أبو الفتوح صاحب التوجه الإسلامي أيضا،وبعضهم يصر علي ان تكون توافقية حرصا علي بقاء النظام القديم فنسمع عن حجم التأييد الذي سيحظي به عمر سليمان في الصعيد ومن راغبي الاستقرار ومؤيدي النظام القديم،وبعضهم يري في عمرو موسي وجها مقبولا لسياسي محنك ذو سمعة طيبة أرست دعائمها أغنية شعبان عبد الرحيم أنا باكره إسرائيل. تتقلب فتافيت الأفكار رأسي ربما لتحدث الفوضي الخلاقة،أين نحن الآن؟! آه في مصر بالتأكيد..لم نخرج من أي شيء بعد..أين المجلس العسكري من كل تلك الأزمات؟مازال يحكم!،ومازالت فوق واجهات العمارات والمباني تلك الصورة الرائعة للجندي الذي يحمل طفلا بريئا وينظر إليه مبتسما تعلن أن الجيش والشعب إيد واحدة.. ولا أدري كيف ربط عقلي بأفكاره المفرومة بين الطفل وبين صورة ،وترجمته "يوم الطفل خارج بيته".baby's day outالطفل في فيلم وأنا والله العظيم أعشق جنود مصر وجيشها العظيم ..لكن المجلس العسكري كحاكم لمصر مسؤول دون شك عن كل مايجري في الشارع وعلي الساحة السياسية، وبالتالي عن ضغط زر تشغيل المفرمة..ولاداعي لأن نتحدث عن اتفاقات وتربيطات وحكومات متتالية كلها ساهمت فيما وصلنا إليه،أما ما يتوجب علينا الآن..فربما يكون غريبا أن اقول أن الثورة ليست مستمرة..الثورة تجمدت تماما ..نحن بحاجة فورية إلي ميدان جديد وثوار جدد..وثورة جديدة..هذه المرة بقيادة منظمة..حتي إذا كما في فيلم "واإسلاماه" خاطبنا رسول التتار قائلا:أكلم مين لما أحب أكلم شعب مصر..نقول له: وحياة ابوك ياشيخ ماتكلمش المجلس العسكري.