يحملون مفاتيح البيوت القديمة ويقاومون من أجل الأقصى الأسير. يعرجون أمام كنيسة القيامة ليجددوا العهد مع رب المسيح ومحمد وموسى بأنهم سيواجهون كل الأكاذيب والمخططات الصهيونية للاستيلاء على مدينة الصلاة. وحدهم هناك يقاومون ويقفون كل يوم على أبواب الأقصى ليعلنوا أنهم «مرابطون» فى وطن السلام يواجهون مخطط الهيكل المزعوم وحائط المبكى مهما سقط منهم شهداء. والمرابطون حول المسجد الأقصى هم سكان القدس وأهلنا من عرب 1948 الذين اختاروا أن يظلوا قابضين على الجمر يحملون مفاتيح القدس ليسلموها من جيل إلى جيل حتى لا تضيع الهوية العربية «للقدس» أمام المخططات الصهيونية ومحاولات الاقتحام من المتطرفين اليهود وقوات الاحتلال. وهم من المعتكفين فى المسجد الأقصى الذى تمتد مساحته لأكثر من 144 ألف متر هى مساحة المسجد بالمعالم المحيطة به. يقرأون القرآن ويحفظون الحديث ويكون همهم هو وقف الاعتداءات الصهيونية التى تعمل على تقسيم المسجد الأقصى زمنيا ومكانيا وعرقلة اقتحامات المستوطنين. ويواجهون أشد أنواع التنكيل من الاحتلال الإسرائيلى وجماعاته المتطرفة التى تسعى لتهويد القدس الشريف وتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمنيا ومكانيا. وسيسقطون أى قرار يمس بالقدس كما جاء فى تصريحات تليفزيونية قالها يوسف مخيمر، رئيس هيئة المرابطين فى القدسالشرقية، مؤكدًا أن الشعب المقدسى سيسقط قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وأن ترامب لم يتعلم من غباء نتنياهو، وسيواجه قراره انتفاضة ليست فى القدس فحسب بل فى القاهرة ودمشق وكل العواصم العربية والإسلامية، حيث ستصب كل المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس الشريف لعناتها على ترامب ومن يقفون معه فى قراره. مواجهة المواجهة بين المرابطين وقوات الاحتلال ممتدة منذ زمن طويل يواجهون بشجاعة كل قرارات الكيان الصهيونى، فاذا أغلق بوابات المسجد الأقصى اقتحموها مهللين مكبرين فى تحد واضح وقوة أمام حق فلسطينى فى الأرض فيسقطون كل محاولاتهم للنيل من قداسة المسجد الأقصى. ففى يوليو الماضى كان المرابطون يحتفلون بنصرهم على نتنياهو وهم يحملون الشموع ويتوجهون ليلا إلى باحات المسجد الأقصى ليعلنوا أنهم ضد البوابات التى يغلقون بها المسجد ويعلنون للجميع أنهم «المسيطرون حقا على المسجد الأقصى وليس الحكومة الإسرائيلية» بحسب ما وصفته جريدة يديعوت أحرونوت نفسها حيث إن المقدسيين قد اتخذوا قرارهم بألا يغادروا باحات الأقصى وأن يصلوا حوله ويرابطوا فى جنباته يقرأون القرآن ويتدارسون العلم غير عابئين برصاصات الاحتلال أو قنابله يلتفون حول شيوخهم ولا ينتظرون من يقول لهم انتفضوا من أجل الأقصى فهم يعرفون ويدركون أن المسجد له مرابطون يواجهون مخططات العدو الصهيونى ويرفضون أية إملاءات عليهم كما قال الشيخ عكرمة صبرى فى لقاء تليفزيونى الخميس أعرب فيه عن رفض العالم الإسلامى كله قرار ترامب الذى اتخذه لإرضاء اللوبى الصهيونى، ووضعته فى كفة ووضعت مليارًا و800 مليون مسلم فى كفة أخرى ومعه العالم المسيحى أيضا، وهذا أمر مؤلم لن يسكت عليه كذلك العالم المسلم ولا المسيحى. الشيخ عكرمة صبرى من المرابطين حول الأقصى وعندما أصيب من مواجهات سابقة مع جنود الاحتلال رفض المغادرة بعد الإصابة وعاد للرباط حول المسجد مع أهل القدس فى ملحمة عظيمة صنعها شعب عظيم أعزل أمام آلة حربية حتى رضخ نتنياهو وأزال البوابات الثلاث الجديدة التى كانت ستفصل المسجد فصلًا شبه كامل وتؤهل لتهويد المسجد. ولم تفلح كل الآلات الحربية فى تهويد القدس أو طرد أهلها المرابطين. قوة من أين تأتى قوة المرابطين؟ سؤال عليك أن تسأله لنفسك وأنت ترى هذا الإصرار العجيب على حماية المسجد الأقصى من التدخلات الصهيونية بأى ثمن حتى ولو كانت حياة من يعيشون هناك فهم يعتبرون العنصر الفاعل فى الحماية بالتعاون مع وزارة الأوقاف الفلسطينية بحسب الدكتور حسن خاطر رئيس مركز القدس الدولى فهناك تعاونا أساسيا بين وزارة الأوقاف الفلسطينية والمرابطين خاصة ضد هجمات القوات الإسرائيلية ومحاولاتهم المستمرة لسرقة وثائق خاصة بالمسجد الأقصى من الأرشيف الموجود به من خلال مشروع التهويد فى المسجد الأقصى. ولأنهم «قوة» يخشاها الاحتلال، سعى وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى لتقديم مشروع قانون يعتبر المرابطين فى المسجد الأقصى بالقدسالمحتلة تنظيمًا محظورًا، بل دأبت سلطات الاحتلال على استهداف المرابطين سواء بالإبعاد أو الاعتداء عليهم أو اعتقالهم. والضغط على السلطة الفلسطينية لعدم تأييد المرابطين، ولكن السلطة الفلسطينية رفضت ذلك، بل أعلنت تأييدها لمن يحملون لواء الدفاع عن القدس فهم ليسوا إرهابيين، بل الإرهابى كما قال عدنان الحسينى، محافظ القدس هم هذه المؤسسات التى تعتدى على المسجد صباحًا ومساءً، ويسعون إلى تهويد المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا. أما المرابطون فهم سكان القدس وأهلنا من فلسطينيى عام 1948 وينوبون عن العرب والمسلمين فى دفاعهم عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. لا تَغمض لهم عين، وهم يُرابطون أمام بوّابات المدينة المقدسة، وقد حوّلوا سجّادات صلاتِهم إلى أكفانٍ لهم ولشُهدائهم. فسلام على المرابطين من أجل أن تبقى القدس مدينة «للصلاة».