من جديد يطل علينا المفكر الفذ يوسف زيدان ليعكر صفو المجتمع الساكن المستقر فكرياً خاصة فيما يتعلق بتاريخه وعقائده كما اعتاد دائماً ليكسر كل الافكار المحفوظه فى وجدان هذا الشعب وينفى عن الزعيم احمد عرابى صفة البطوله وينكر مقولته الشهيره فى وجه الخديوى توفيق " لقد خلقنا الله احراراً ولن نستعبد بعد اليوم " بل وينفى عنه اصلاً انه كان ضابطاً فى الجيش المصرى الذى يدعى انه لم يكن فيه جندياً ولا ظابطاً مصرياً واحداً فى هذا الوقت ... فمن يكون يوسف زيدان وماهى سوابقه التاريخيه المثيره للجدل ..!! ولد فى سوهاج عام 1958 لأسره مفككه اذ انفصل والديه فى بدء طفولته لتأخذه جدته الى الاسكندريه ليتعلم في احدى المدارس الاجنبيه هناك ويتجه لدراسه الفلسفه ويتعلق بأفكار الفيلسوف الالمانى غريب الأطوار "نيتشه" ليتخرج من قسم الفلسفه بكلية الاداب بالاسكندريه ويتبعها بدرجتى الماجيستير والدكتوراه فى تاريخ الفكر الصوفى ثم يخوض تجربتا زواج فاشلتين ليعيش وحيدا منغلقاً على ذاته سنين طوال وليبدأ رحله من التصريحات والاقاويل التى حققت له شهره عاليه ربما اكبر بكثير من شهرته كمفكر فى علم المخطوطات وان ظل روائى متمكن جدا فى نسج الخيال خاصة اذا قرأت روايته الشهيره "عزازيل" التي حصلت على أهم جائزة أدبية في الشرق الأوسط وهي الجائزة العالمية للرواية العربية لأفضل رواية عربية لعام 2009 وقد طبعت رواية عزازيل منذ وقت نشرها سنة حتى الآن أكثر من 36 طبعة متتالية وترجمت لكل لغات العالم تقريبا .... ولكن ... هل قطع الرجل الشعره الفاصله بين العبقريه والجنون وهل اخذته لوثة الفلاسفه الى ان يسقط فى بحر الزيف الخادع ليزداد شهره وبريقا خاصه لدى مدمنى رفض كل ما هو قديم وتاريخى من الشباب الصغير ...!!! بكثير من الحياديه رصدت بعضاً من افكار الدكتور يوسف زيدان التى اثارت جدلا فلم اجده الا شخصاً فارغاً من كل منطق فعندما ينكر واقعة الاسراء والمعراج عن الرسول الكريم ثم ينفى نسب حديث خير أجناد الأرض ويدعى ان مصر لم يكن فيها جيشاً ليقول الرسول ذلك عند فتحها بل انه ينكر اساساً ان المصريين قد دخلوا فى الاسلام بعد الفتح الاسلامى على يد عمرو ابن العاص وانما تأجل ذلك حتى قدوم الفاطميين ثم يجزم بكل ثقه بأن الصراع العربى الصهيونى حول القدس الشريف لا محل له من المنطق لأن المسجد الاقصى لا يوجد اصلاً فى مدية القدس ناهيك عن التطاول على القاده العسكريين عبر التاريخ العربى والاسلامى امثال قطز وبيبرس وصلاح الدين واحمد عرابى ووصفهم بالسفاحين الطغاه ثم يبلغ بالرجل الشطط ليشكك فى القران ورسمه وقراءاته مدعياً ان المصحف العثمانى الذى تربينا على انه منسوب للخليفه عثمان ابن عفان الذى جمع القرأن بعد وفاة عمر ابن الخطاب هو ليس كذلك ولكنه لشخص تركى يدعى عثمان الخطاط ...كل هذه الاقاويل الموضوعه وغيرها من الافكار الغريبه التى تشكك دائما فى كل ما هو عربى واسلامى اصيل .. فهل نحن امام شخص عبقرى قد استطاع بالبحث والتدقيق ان يصل الى حقائق ثابته من دراسته العميقه لعلم المخطوطات والتاريخ الاسلامى تخالف تماما كل ما اجمع عليه الكتاب والرواه عبر العصور ام انه شخص اصابته هلاوس العظمه فسقط فى بحر الادعاء . فى النهايه نذكر الدكتور زيدان بان الشعوب الغربيهوالامم حديثه التاريخ تحاول جاهده ان تبحث لها عن تاريخ ولو كذباً او اصطناعاً ليلتف ابناء هذه الامم حول فكره او زعيم خالد او انجاز عبقرى يقتدون به لبلوغ المستقبل فلماذا يا سيدى تحاول التشكيك دائما وابدا فى معتقداتنا وتاريخنا واقوالنا الثابته فى وقت نحن فى امس الحاجه فيه الى الاصطفاف والثبات على الهويه والاستقرار الفكرى والنفسى لأجيال شابه لم تعد تعرف تاريخها او تتمسك بثوابت مجتمها بفعل هذه الافكار الدخيله المشككه فى كل شىء موروث ..! اللوم ايضا وبشكل مباشر على الساده الاعلاميين الذين يتبارون فى استضافة امثال هذا الرجل ليحققوا مزيداً من السخونه والاثاره فى حلقاتهم وكثيرا من الاموال فى حساباتهم البنكيه هم واصحاب هذه القنوات والمنابر الاعلاميه والذين لا نملك الا ان نقول لهم اتقوا الله فى هذا الوطن فلم يتبقى لنا الا تاريخناً ودينناً وابطالنا عبر العصور .. لك الله يا مصر .. لكم الله يا اجيالنا القادمه .