بملابسه البالية ، وقطع الجير والطباشير ، يجلس "أشرف" بإحدى الطرق السريعه ينقش رسوماته الجميلة على الجدران ، ولا يبالى بما يحدث حوله ولا يشغله سوى ممارسة موهبته التى يحبها ولا يجد نفسه إلا فيها بعد أن فقد القدرة على التحدث . "أشرف محمد شحاته " بن قرية "ريدة" بمحافظة المنيا ، لم تمنعه إعاقته من وقف موهبته والتى إستطاع بها إثارة مشاعر الإنبهار لدى المارة ، فيمسك قطع " الجير والطباشير " ويرسم على جدران الطرق السريعة والتى امتلأت برسومات تصور " سيارات نقل وعربات صغيرة بما تحمله من معدات أو أية أشياء أخري ، بالإضافة إلى الميكروباصات والسيارات الملاكى فور مشاهدتها للوهله الأولى تكمن فى دماغه شكلها وما بها وماعليها .
وعندما حاولت التحدث معه لمعرفة ما يريد وأمنياته فى المستقبل ، قام بعمل إشارات على مكان عمله " البنك " ، وبإبتسامته الجميلة أراد توصيل رساله بسعادته بأنه يريد المساعدة ولكن لا يجدها .
وقال "خلف حسن أحد أهالى القرية أن " أشرف " أنه كان يعمل "شيال قمح" أثناء الموسم بأحد بنوك القرية ، ولكن رغم تعبه الشديد لا يجد معاملة حسنة من أهله الذين يقومون بآخذ ما معه من أموال ويتركونه دون أدنى أهتمام أو رعاية .
وأضاف " حسن " أن أشرف لا يستطيع الرسم بالقلم على الورق حيث حاول معه الكثير من الأشخاص فى رسم لوحات لهم مقابل جزء من المال ولكن لم يعرف فهواياته الرسم على جدران الطرق فقط . ومن هنا نجد أن الفن والإبداع ليس لهما شروط ، ومن يريد عرض موهبته لا يهمه المكان الذى يرسم به ، ولذلك نناشد المسئولين بقصر الثقافة بالنظر لمثل هذه المواهب والعمل على تدعيمها .