أمر الله سبحانه وتعالي، الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالهجرة من مكة المُكَّرَّمة، إلى يثرب يوم الجمعة الموافق27 من شهر صفر سنة 14 من البعثة النبوية الشريفة ( الموافق 13/ 9 / 622 م)، بعد أن أمضى الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مكة المُكَّرَّمة ثلاثا وخمسين سنة من عمره الشريف، ولم تكن الهجرة النبوية المباركة، لسيد الأنبياء والرسل ( صلى الله عليه وآله وسلم ) برفقة صاحبه أبو بكر الصدِّيق ( رضي الله عنه) من مكة المُكَّرَّمة إلى المدينةالمنورة، فراراً من الاضطهاد وخوفاً من ارتفاع وتيرة بطش المشركين، أو بحثاً عن الأمن والأمان والحياة المستقرة الهادئة، ولكن امتثالاً لأوامر الله تعالى بالهجرة المباركة من مكة إلى المدينة، ليتم الانتقال من مرحلةٍ الدعوة المكية السريَّة، والتي كانت محكومة بظروف ومعطيات وآليات وأدوات وظروف خاصة، إلى مرحلةٍ الدعوة العلنية، هذه المرحلة الدعوية الجديدة التي ستتسع وتنتشر فيها الدعوة بدايةً في الجزيرة العربية، استعداداً للجهاد في سبيل الله تعالى، وإعلاءً لكلمته ورايته الشريفة في كافة بقاع الأرض، ولتكريس مكارم الأخلاق وقيم العدالة والمؤاخاة والمساواة والمحبة والرحمة وحماية الكرامة الإنسانية، مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107)، ومصداقاً لقول الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( إنما بُعثتُ لأتمّم مكارم الأخلاق ) . ويهل علينا العام الهجري الجديد بضيائه وبهائه وجماله وبركته، يحمل لنا ذكرى الهجرة النبوية الشريفة المباركة الطيبة العطرة، وماتضَمنته من قِيَمٍ ودلالاتٍ ومعجزاتٍ ودروس وتعاليم وإرشادات ومعانٍ بليغة، تغرس في العقول والقلوب ووجدان الأمة الإسلامية والناس جميعاً، اليقين بسماحة وعدالة ووداعة وإنسانية ووسطية ورحمة الدين الإسلامي، مصداقاً لقوله تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107)، وتهلّ علينا هذه الذكرى الطيّبة العطرة بالتزامن مع الفتن والمؤامرات والدسائس والمكائد المريرة القاسية والمفجعة والمُدمِّرة التي تعيشها الأمة الإسلامية والعربية والشعب الفلسطيني المظلوم، بالإضافة إلى حالة التشَظِي والتشرذم والتمزق والاحتراب ونزيف الدم والحروب الطائفية والمذهبية والعرقية والإثنية والقومية والسياسية المتنقلة من دولةٍ ومنطقةٍ إسلاميةٍ وعربيةٍ إلى أخرى، وفي نفس الوقت مازال يعيش الشعب الفلسطيني المظلوم للعام الحادي عشر على التوالي في ظلال الانقسام المؤسف، بينما هو في أمس الحاجة إلى توحيد صفوفه وجهوده وإمكاناته لاسترداد حقوقه المسلوبه والتصدي للاستيطان والتهويد الصهيوني العنصري للمسجدالأقصى المبارك والقدس الشريف والضفة والمناطق الفلسطينيةالمحتلة عام 1948، ولعمليات تهجير الفلسطينيين وقتلهم على الهوية، ووقف مصادرة وتهويد الأرض والمقدسات والتراث، والتمسك بالعقيدة والأرض والوطن المقدس والدفاع عن حقنا العقائدي / القرآني / الديني والحضاري والتاريخي والواقعي في فلسطين وكافة مقدساتها، وما أحوجنا في ظلال هذه الأيام الصعبة القاسية التي تحاصرنا فيها المصائب والويلات من كل مكان وحدب وصوب، ونحن نعيش نسائم وذكريات وتجليّات الهجرة النبوية الشريفة أن نقتدي بنهج وسنة وهدي سيد الأنبياء والخلق أجمعين، النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم )، وأن نسعى لامتلاك الإرادة القوية والثبات واليقين، وترسيخ الإيمان مثلما فعل الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم )، حينما بدأ وحيداً بالدعوة إلى الإسلام منذ هبط عليه الوحي الشريف ( عليه السلام ) بالرسالة العظيمة لإفراد الألوهّية، وتوحيد الله الواحد الأحد، وإنقاذ البشرية وتخليصها من الكفر والشرك والشقاء والضلال والظلم والظلمات، وإرساء معايير العدل والعدالة والسماحة والرحمة والمساواة، وإرشاد الناس كل الناس إلى سبل السعادة والخلاص والنجاة في الدنيا والآخرة، وقد واجه ( صلى الله عليه وآله وسلم) جبهة الباطل والكفر والشرك بحقيقة الإيمان وصلابة الحق، وامتلك القوة واليقين والإرادرة الصلبة والصبر على البلاء والأذى، وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوياً بإيمانه ويقينه واعتماده المطلق على الله الواحد الأحد، وصادقاً مع ربه ونفسه وأهله وصحابته والمؤمنين والناس أجمعين، ولقي سيد الأنبياء والخلق أجمعين ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من العذاب والاضطهاد والقهر والظلم والتكذيب والعدوان وحرب الإشاعات والاتهامات الباطلة والأكاذيب والحصار والمؤامرات والإبتلاءات، مالم يَلقَه نبي أو رسول، حتى أُتهم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالجنون والكذب والشعر والشعوذة، بينما هو الذي عرفته العرب جميعاً أنه الصادق الأمين، ومثال الطهارة والشرف والنقاء . وواجه الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الأكاذيب والمكائد والمؤامرات والابتلاءات والفتن والاعتداءات والاشاعات والحصارات والحروب بالصبر والجَلَد والحُلُم، والدعوة بالهداية والرحمة والإيمان بالإسلام والنجاة من الكفر وعذاب النار للخصوم والأعداء، فلقد جاء الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حاملاً السعادة والنجاة والخلاص للبشرية جمعاء في الدنيا والآخرة، وإخراج الناس والعباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وبهذا الدين الرحيم الحنيف، أخرج النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جميع من آمن برسالته السمحاء من العبودية والذل والمهانة والانغماس في الحروب والجهل والتخلف والجاهلية، إلى الحرية والانتصار على النفس والشهوات والانعتاق من أسر الجاهلية والقبلية والحروب العبثية، وعلَّمَّنا النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كيفية الصبر على البلاء والابتلاء، وتحمل الأذى من ذوي القربى والتعالي على الجراح والآلام، والخروج من أَسر هموم واحتياجات النفس والجسد والذات والعشيرة والقبيلة، إلى هموم وآمال وطوحات الأمة والإنسانية جمعاء، ومن المطامع الذاتية والشخصية والقبلية المحدودة للغاية، إلى صناعة التاريخ والحضارة ومستقبل الأمة والبشرية حتى يوم القيامة، وبناء الذات الإسلامية الثورية النموذجية الحضارية المنشودة، وكيف نكون حضاريين في تعاملاتنا وأخلاقنا وقيمنا وعلاقاتنا، حتى في خلافاتنا، وتمكن النبي الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من نقل العرب من حالة الفوضى والتشرذم والبداوة والحروب القبلية والإقتتال العشوائي لأتفه الأسباب، ومن شريعة الغاب التي كان يأكل فيها القوي الضعيف، إلى مجتمع المساواة والمؤاخاة والمحبة والرُقيّ والحياة المدنية والدولة الحضارية المستقرة، وأصبحت الحياة في المدينةالمنورة والجزيرة العربية واليمن وغيرها من البلدان في ظل الإسلام والرسالة المحمّديّة السمحاء هي الحياة الكريمة، والأنموذج الأمثل لكيفية بناء الدولة المتطورة والحضارة الإنسانية والتقدم والرقي والإزدهار، واستطاع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن ينقل المؤمنين الفقراء البسطاء المضطهدين المستضعفين، من حالة الذل والاستعباد والانكسار خلال الجاهلية، إلى أسمى أشكال العز والفخار والكرامة والحرية والمجد. ولم تكن هجرة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مجرد عملية انتقال من مكان إلى آخر، أو من حال الضعف والاستضعاف إلى حال القوة، ومن الدعوة السرية والمتخفيّة إلى الدعوة العلنية والانتشار، إنّما أيضاً كانت هجرة نبوية شريفة بأمرٍ إلهيّ عظيم، نحو الاستخلاف وبناء الحضارة ومجد الأمة والإنسانية، ولذلك فقد ضربت لنا الهجرة النبوية الشريفة المثل الأعظم في الفداء والتضحية بالنفس والمال وبكلِ ماهو غالٍ وثمين من أجل المبدأ والقيم والرسالة الخالدة، وانتصار الدعوة والعقيدة الإسلامية الصافية الخالصة لوجه الله تعالى، وأظهرت لنا عظمة وروعة النماذج النماذج القرآنية الإسلامية التي نشأت وتربت على يد الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من جيل الصحابة المميز والفريد ( رضوان الله عليهم أجمعين )، وكشفت لنا أيضاَ بعضاً من معجزات وأسرار الغيب والرعاية الإلهية العظيمة للنبي المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وللرسالة السماوية والدعوة النبوية، والوعود الربانية لنبيه الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وللرسالة الإسلامية بالنصر والتمكين والتقدم والإنتشار وفتح البلدان القريبة والبعيدة ودخول الناس في دين الله أفواجاُ، مصداقاً لقوله تعالى، من سورة النصر : }إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) { . ومن المعجزات والإشراقات النبوية الشريفة التي حدثت أثناء الهجرة النبوية الشريفة، وعد الرسول الحبيب (صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو المهاجر المتخفي المطارد المهدد بالقتل، لسراقة بن مالك، الذي أرسلته قريش لرصد ومطاردة وقتل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم )، وصاحبه أبوبكر الصديق ( رضي الله عنه )، بأن يعود دون أن يُخبر المشركين، عن مكانه وله ( سواري كسرى فارس !!! )، ولأن سراقة بن مالك الذي كان مشركاً بالله حتى تلك اللحظة يعرف صدق وأمانة الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم )، فقد كان واثقاً رغم شركه وعدم إيمانه حتى تلك اللحظة، بالرسالة النبوية من صدق الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم )، ومن أنه لوعاد دون أن يُبَّلِّغ المشركين عن مكان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم )، وصديقه الأمين أبوبكر الصديق ( رضي الله عنه )، فسوف ينال الجائزة التي وعده بها النبي الصادق الأمين ( صلى الله عليه وآله وسلم )، وبهذا الوعد تتحقق إحدى المعجزات والدلالات والإشراقات والتجليات العديدة للنبي الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم )، التي تدلل على صدق رسالته، وعلى نزول الوحي الشريف (عليه السلام ) بشكلٍ مستمر على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )، وصلة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الدائمة بالسماء، وهذا الوعد النبوي الشريف تضمن أكثر من بُشرى، وهي: 1 نجاح هجرة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مع رفيقه الصدِّيِّق إلى المدينةالمنورة. 2 الانتقال بالرسالة السماوية والدعوة المحمدية من مرحلة الاستضعاف والسرية، إلى مرحلة العلنية والازدهار والانتصار والانتشار والتمكين . 3 إقامة الدولة الإسلامية النبوية المنشودة في المدينةالمنورة، وتثبيت أركانها، وتأسيس أرقى أشكال المجتمعات الإنسانية الحضارية، وتجسيد الأنموذج الأمثل للمجتمع الاسلامي والإنساني الحضاري، وفق أسس القيم ومكارم الأخلاق والعدل والعدالة والمساواة والمسامحة والإخاء. 4 تمدد الدولة النبوية الإسلامية إلى خارج المدينة، ودخول الجزيرة العربية جميعها في الإسلام، وإيمانها بالله والرسالةالنبوية، وبدء موسم الغزوات والفتوحات الاسلامية . 5 هداية سراقة بن مالك للإسلام وإيمانه بالله والرسالة المحمدية، واشتراكه في الفتوحات الإسلامية، وخصوصاً فتح بلاد فارس. 6 فتح بلاد العراق وفارس، وهزيمة الفرس، والدخول إلى قصر كسرى فارس، واغتنام جميع مقتنياته وممتلكاته، ومن بينها سواري كسرى التي يلبسهما في يديه، وكذلك فتح بلاد الشام ومصر وأفريقيا وغيرها من البلدان، ودخولها في الإسلام . 7 سقوط كافة الامبراطويات المعاصرة للنبي الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم )، ولخلفائه من بعده ( رضوان الله عليهم )، وعلو وارتفاع راية الاسلام والتوحيد . وكانت نبوءة الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لسراقة بن مالك ( رضي الله عنه ) إحدى أهم النبوءات والمعجزات التي تدلل على صدق وعظمة نبوته، وعلى بدء مرحلة التمكين والسيادة لراية الحق والتوحيد وللدعوة الإسلامية، وانتهاء وسقوط الامبراطوريات ومعها راية الكفر والشكر، وأن العرب هم العمود الفقري للدولة الإسلامية التي ستتمدد وتنتشر، وعلى أكتافهم ستقوم الفتوحات وستتحقق الانتصارات : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) .(105سورة البقرة ) . وكانت للهجرة النبوية الشريفة أبعاد كثيرة ونتائج غاية في الأهمية، ليس فقط على مستقبل الإسلام والمسلمين، إنما أيضاً على مستقبل البشرية جمعاء، وأكدت الهجرة النبوية الشريفة أن دعوة وإرادة الحق والايمان، لايمكن أن تقف أمامها أيّ قوة أوباطل أوجبروت، ولابد لها أن تنتصر باذن الله تعالى ، ومثلما حوصر وطورد وشُرِد وأوذي وحُورِبَ وهُجِرَ النبي الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم )، فقد حُوصِرَ وطورد وشُرِدَ وأؤذي وهُجِرَّ وتعّرضَّ شعبنا الفلسطيني المظلوم الصابر المرابط ، للظلم والأذى والعدوان والبغي المستمر منذ أكثرمن مائة عام، وطُرِدَ من أرضه ووطنه واغتصبت مقدساته ومقدسات المسلمين والمسيحين في فلسطين المقدسة والمباركة، ونحن على ثقة بتحقيق الوعدالإلهي والنبوي بالنصر والتمكين واستعادة وطننا المسلوب، وطرد المغتصب المحتل لبيت المقدس وفلسطين ، وتحرير قبلة المسلمين الأولى ومسرى النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم )، مصداقاً لقوله تعالى : ( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ، وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا، فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)، (7 سورة الإسراء )، وكذلك مصداقا لحديث الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم ) : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( تُقَاتِلُكُمْ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يَقُولُ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ ) . رواه البخاري . وفي الترمذي : حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (تُقَاتِلُكُمْ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ). والحديث النبوي الشريف : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ )، رواه مسلم . وفي ظل الظروف المأساويّة التي يعيشها الشعب الفلسطيني المظلوم والصابر والمرابط، والتي تمر بها الأمّة الإسلاميّة والعربية حريٌّ بنا ونحن نحتفل بالعام الهجري الجديد أن نُخلص النيّة والعمل لله تعالى، ونلتزم بتعاليم الإسلام، وأن نقتدي بسنن وهدي الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم)، وخصوصاً توحيد صفوف شعبنا الفلسطيني، والأمة الإسلامية والعربية، دفاعاً عن الحق في مواجهة الباطل، ومناصرة كافة قضايا وحقوق المظلومين وخصوصاً الشعب الفلسطيني المظلوم الصابر، ويتوجب على الأمة الاسلامية والعربية وشعبنا الفلسطيني التوحد والتصدي للمؤامرات والمخططات الصهيونية التي تهدد شعبنا وأمتنا ومقدساتنا ............................................................... مؤرخ ومفكر إسلامي ..رئيس الحركة الإسلامية الوطنية في فلسطين، ومركز القدس للدراسات والإعلام والنشر البريد الإليكتروني [email protected]