اعتبر قائد جيش ميانمار، الجنرال مين أونج هلاينج، أن أقلية الروهينجا المسلمة طارئة ولا جذور لها في بلاده، ودعا مواطنيه للاتحاد لمواجهة هذه «القضية»، ومواجهة الاتهامات الموجهة لجيشه بارتكاب تطهير منهجي ضدها. ف أونج هلينج هو بلا شك “الشخصية الأكثر قوة ونفاذا في عموم ميانمار، بل إن حتى الحكومات الأجنبية- بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين- تبدو غير راغبة في الوقوف أمامه. جاء هذا في سياق تقرير نشرته صحيفة “تشاينا ساوث مورنينج بوست” الصينية الصادرة باللغة الإنجليزية والتي قالت فيه إنه وفي الوقت الذي قفزت فيه أعداد اللاجئين المسلمين الفارين من دائرة العنف في ميانمار إلى بنجلادش بوتيرة سريعة إلى 400 ألف شخصا، ثمة علامات ولو قليلة على أن هلينج البالغ من العمر 61 عاما يدرس مسألة وقف الممارسات العدائية بحق المسلمين في البلد الأسيوي. وعلى النقيض من ذلك، تقول جماعات حقوقية دولية مثل منظمة العفو الدولية و”هيومان رايتس ووتش” إن الجيش المعروف محليا باسم ” تاتمادو” – يبدو عاقدا العزم على الاستمرار في حملته الممنهجة الخاصة بحرق منازل الروهينجيين وإجبارهم على مغادرة البلاد. ووصفت الأممالمتحدة في ال 11 من سبتمبر الجاري الهجمات التي تشنها حكومة ميانمار ب ” العملية العسكرية الوحشية” التي ” تبدو مثالا ممنهجا على التطهير العرقي.” ويقول مراقبون إن مثل تلك البيانات الدولية شديدة اللهجة هي التي حركت على ما يبدو مشاعر أونج هلينج الذي يتولي قيادة الجيش البورمي منذ العام 2011. ويحمل هلينج الرتبة الثامنة في التدرج الهرمي للقيادة الوطنية الرسمية في البلاد، لكنه يتمتع مع ذلك بسلطات وصلاحيات واسعة مع هيمنة المؤسسة العسكرية على شتى مناحي الحياة في ميانمار. وظاهريا تتركز السلطة في أيدي زعيمة المعارضة في ميانمار أونج سان سوتشي، زعيمة حزب الرابطة الوطنية المنتخب ديمقراطيا في البلاد، ومستشار الدولة حاليا في ميانمار. وقضت سوتشي عقودا من حياتها خلف القضبان إبان حكم الطغمة العسكرية في ميانمار قبل إطلاق سراحها في العام 2010. وبرغم التحول إلى الحكم المدني، لا تزال المؤسسة العسكرية في بورما تسيطر على ما نسبته 25% من المقاعد البرلمانية إضافة إلى وزارة الدفاع ووزارتي الداخلية والشؤون الحدودية. وتساءل خبير متخصص في المخاطر السياسية ويقيم في العاصمة البورمية يانجن في تصريحات أدلى بها ل “تشاينا ساوث مورنينج بوست”:” لماذا سيتوقف الجنرال فجأة مع نفسه الآن؟ الجيش يرى أن الوضع الحالي يشكل تهديدا خطيرا على سيادة البلاد، والأهم من ذلك أن القليل جدا هم من يملكون سلطة تدفع قائد الجيش إلى التراجع عن قرار يتخذه.” وتابع الخبير في إشارة منه إلى هلينج:” إنه رجل ميانمار القوي.” ويبلغ عدد سكان المسلمين في ميانمار والذين يتمركزون في ولاية راخين الواقعة شمال شرقي ميانمار، قربة 1.1 ملايين نسمة، لكن الحكومة تزعم أنهم مهاجرون غير شرعيون من بنجلادش. كان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوجريك، قد أعلن مؤخرا أن عدد لاجئي الروهينجا، الذين عبروا الحدود بين ميانمار وبنجلاديش منذ 25 أغسطس الماضي “وصل إلى 389 ألف شخص”. وأوضح أن تقديرات مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للمنظمة الدولية أظهرت أن ما يقرب من 40% من سكان الروهينجا اضطروا إلى الفرار من ولاية راخين (أراكان). ومنذ 25 أغسطس الماضي، يرتكب جيش ميانمار إبادة جماعية بحق المسلمين الروهنجيا في أراكان، أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف، حسب ناشطين أراكانيين.