ولد جمال عبد الناصر في 15 يناير 1918 في 18 شارع قنوات في حي باكوس الشعبي بالإسكندرية . كان جمال عبد الناصر الابن الأكبر لعبد الناصر حسين الذي ولد في عام 1888 في قرية بني مر في صعيد مصر في أسره من الفلاحين، ولكنه حصل علي قدر من التعليم سمح له بأن يلتحق بوظيفة في مصلحة البريد بالإسكندرية، وكان مرتبه يكفي بصعوبة لسداد ضرورات الحياة جمال عبد الناصر فى المرحلة الثانوية: عبد الناصر اثناء دراسته فى مدرسة حلوان الثانوية التحق جمال عبد الناصر في عام 1929 بالقسم الداخلي في مدرسة حلوان الثانوية وقضى بها عاماً واحداً، ثم نقل في العام التالي – 1930 – إلى مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية بعد أن انتقل والده إلى العمل بمصلحة البوسطة هناك . وفى تلك المدرسة تكون وجدان جمال عبد الناصر القومي؛ ففي عام 1930 استصدرت وزارة إسماعيل صدقي مرسوماً ملكياً بإلغاء دستور 1923 فثارت مظاهرات الطلبة تهتف بسقوط الاستعمار وبعودة الدستور. ويحكى جمال عبد الناصر عن أول مظاهرة اشترك فيها: "كنت أعبر ميدان المنشية في الإسكندرية حين وجدت اشتباكاً بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين قوات من البوليس، ولم أتردد في تقرير موقفي؛ فلقد انضممت على الفور إلى المتظاهرين، دون أن أعرف أي شئ عن السبب الذي كانوا يتظاهرون من أجله، ولقد شعرت أنني في غير حاجة إلى سؤال؛ لقد رأيت أفراداً من الجماهير في صدام مع السلطة، واتخذت موقفي دون تردد في الجانب المعادى للسلطة. ومرت لحظات سيطرت فيها المظاهرة على الموقف، لكن سرعان ما جاءت إلى المكان الإمدادات؛ حمولة لوريين من رجال البوليس لتعزيز القوة، وهجمت علينا جماعتهم، وإني لأذكر أنى – في محاولة يائسة – ألقيت حجراً، لكنهم أدركونا في لمح البصر، وحاولت أن أهرب، لكنى حين التفت هوت على رأسي عصا من عصى البوليس، تلتها ضربة ثانية حين سقطت، ثم شحنت إلى الحجز والدم يسيل من رأسي مع عدد من الطلبة الذين لم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية. ولما كنت في قسم البوليس، وأخذوا يعالجون جراح رأسي؛ سألت عن سبب المظاهرة، فعرفت أنها مظاهرة نظمتها جماعة مصر الفتاة في ذلك الوقت للاحتجاج على سياسة الحكومة. وقد دخلت السجن تلميذاً متحمساً، وخرجت منه مشحوناً بطاقة من الغضب" والد جمال عبد الناصر تعلم عبد الناصر حسين القرآن في كتاب قرية بني مر ثم سافر إلي الإسكندرية مع خاله محمد عتمان في 18 فبراير 1904 والتحق بالمدرسة الابتدائية. وفي العام التالي، وبعد وفاة والدته، التحق بالمدرسة الأمريكية التبشيرية في أسيوط، وكان يسافر يومياً من قرية بني مر إلي المدرسة. وقد ساعده مدرسه القسيس الأمريكي Chaplain Blyth في تقوية لغته الإنجليزية. وفي أول أكتوبر 1907 انتقل عبد الناصر حسين إلي مدرسة الأقباط بأسيوط، وكان يعمل في الإجازة الصيفية حتي يستطيع أن يوفر نفقاته أثناء الدراسة. وفي عام 1908 حصل علي الشهادة الابتدائية ثم سافر إلي الإسكندرية والتحق بمصلحة البريد. وفي 15 فبراير 1917 تزوج عبد الناصر حسين في الإسكندرية من فهيمه حماد وأنجب ابنه الأول جمال في 15 يناير 1918. وفي 21 أبريل 1926 رحلت والدة جمال عبد الناصر تاركة أربعة أبناء أكبرهم جمال، وكان عنده ثمان سنوات ثم عز العرب والليثي، وأصغرهم شوقي الذي كان عمره يوماً واحداً فقط. بعد خمس سنوات، وفي 3 مايو 1931 تزوج عبد الناصر حسين للمرة الثانية من عنايات صقر ورزق منها بستة أبناء، مصطفي وحسين ورفيق وعادل وطارق وعايدة.