في زمن عزت فيه الكتابة للطفل وخاصة في مجال الشعر..تدخل الكاتبة حسنات الحكيم بثقة إلي عالم شعر الطفل فاتحة الأبواب لموسيقي الكلمات لتعبر عن تفاعلات أم مع هذا العالم الذي بقدر بساطته بقدر تعقيده.وذلك عبر إطار بديع صنعته رسوم داخلية جذابة للفنان أحمد عبد النعيم،وإخراج فني متميز وغلاف معبر للفنان طارق عبد العزيز الذي استطاع تلخيص رؤيته للديوان في تلك الصورة الجميلة الجامعة للمسجد والكنيسة وللطفلين المتحابين الذين يجمعهما الكتاب، تطل علينا شاعرة تكتب من واقع امومتها ومعايشتها،فجاءت قصائد ديوانها"أنا ومحمد وصاحبي مينا" شديدة الصدق والواقعية وجاء اختيار الموضوعات مؤثرا يتلامس مع حياة الطفل ويضيف عبر الكلمة الرقيقة بعض مما يصبو الأباء والأمهات إلي تربية اولادهم عليه، من قيم بناءة وتحفيز من اجل الإبداع والتفوق ومعلومات تاريخية، وعلاقات اجتماعية، وهو مايبدو واضحا من عناوين 28 قصيدة ضمها الديوان الصادر عن دار كتابات. ومنها:التوفير، أنا ومحمد وصاحبي مينا،أكتب إقرأ،مصر الحبية،بطل رياضي،صاحبي خاصمني،ليه ياسوسة ليه؟،وغيرها من القصائد التي استطاعت الكاتبة ان تغوص من خلالها في تفاصيل الحياة اليومية للطفل صانعة من أحداثها العادية قصائد راقية اللغة شديدة البساطة والتعبير والجاذبية تعيد إلي الأذهان تلك اللغة التي صنعت بها اغنيات جميلة للطفل عاشت طويلا لفرط بساطتها وصدقها ومن ذلك ماكتبته تحت عنوان "أحلي الألوان":أحلي الألوان يافانوس رمضان.. مع ضي النور بفرح وسرو.. هانلف ندور علي كل مكان.. وبنستناه من العام للعام .. نتمني يدوم طول الأيام..أحلي الألوان..وهو تعامل مختلفة مع المناسبة من خلال تأمل الجمال اللوني للفانوس وانعكاسات الضوء المار عبر تلك الألوان وفي نفس الوقت تربط بين هذا الجمال وجمال الشهر الفضيل في لوحة تشكيلية تبدو شديدة البساطة لكنها شديدة العمق وفي لوحة شعرية اخري بعنوان "في مكتبتنا" في مكتبتنا أحلي القصص.. حكايات بطلها قبطان امير.. وباعيش معاها بين الحصص ..كأني فارس او يوم سفير.. في مكتبتنا كتب كتير، وهو ما يفتح ابواب التخيل وينمي الرغبة في القراءة . ولا تخلو قصائد الكتاب من تفاعلات الحركة التي تبدو واضحة في عدة قصائد ومنها"صاحبي خاصمني"فتقول الشاعرة:خد كراستي وشد ورقها وجري وشخبطها بألوان ..أنا بعد ماشخبط كراستي شخبطت في كراسته كمان"كما تهتم كثيرا بتنوع الألوان والجمال البصري الذي يعد من ادوات الجذب للطفل إضافة إلي استخدام مفردات الطبيعة من شمس وزهور ورمل وقمر وعصافير، بما يضفي الحيوية ويخلق التفاعل مع تلك النصوص .وقد اثري الكتاب وكتب شهادة ميلاد شاعرة الأطفال حسنات الحكيم الشاعر احمد سويلم حيث اكد في مقدمة الديوان أنه رغم خروج بعض النصوص عن فنيات الشعر إلا اننا هنا قد نلتمس للشاعرة العذر امام حماستها وإصرارها علي الوصول إلي المعني مؤكدا أنه يرحب بضم الشاعرة إلي كوكبة الشعراء الذين يخاطبون الطفال بهذا الفن الجميل.