ظلت موائد الرحمن تنتقل من جيل لجيل عبر أصوات العباقرة، لاسيما قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت المستمرة منذ قرن من الزمان بمسجده بالسيدة زينب ولا تزال مستمرة حتي اليوم. وبسبب روعة صوته كان كل أهل السيدة زينب يأتون كل يوم بما لذ وطاب من صنوف الطعام كي لا يخرج الشيخ رفعت من المسجد. وتحيط بالمسجد من كل جانب موائد الطعام منذ صلاة العصر وحتي منتصف الليل وبقيت المائدة التي يأتي إليها نجوم مصر من أهل العلم والسياسية خصوصا سعد باشا زغلول نائب السيدة زينب وعاشق صوت مولانا رفعت. واحفاد مولانا محمد رفعت يحرصون علي المائدة الموجودة في مسجد فاضل إحدى التحف المعمارية في العالم والذي اشتهر باسم مولانا رفعت منذ كان يقرأ فيه وحتي لقي ربه وهناك مائدة أخري لمن يسمي العبقري و الملقب بالقارئ العالم وخبير القراءات هو الشيخ محمد الصيفى وهو واحد من أصحاب موائد الرحمن التي كانت حافلة بنجوم قراء وكبار مشايخ مصر والعالم وكانت في حي العباسية بمسجد فاطمة الزهراء بالعباسية منذ أوائل العشرينيات انتشرت شهرته وشهرة مائدة المسجد ولاتزال حتي اليوم. وهو من أوائل الذين قرأوا القرآن الكريم بالإذاعة في شهر مايو عام 1934 وكانت مائدة مسجد الشيخ محمد الصيفي، تضم نجوم العصر الذهبى للقراء، وذاع صيته، ومنهم مؤسس دولة التلاوة أحمد ندا وعلى محمود وكان معهم الشيخ طه الفشنى، كما تعرف الصيفى على الشيخ محمد رفعت، الذى كانت تربطه به علاقة صداقة قوية وكان مولانا الصيفي يذهب فقط لمائدة الشيخ محمد رفعت بينما رفض الذهاب إلى مائدة الرحمن التي كان يقيمها الملك فؤاد، ويعد الصيفي القارئ الوحيد الذى رفض التلاوة فى قصر الملك فاروق فى شهر رمضان سنوياً، وعندما سأله ناظر الخاصة الملكية عن سبب رفضه، قال له «الصيفى»: «صحتى لا تساعدنى، ومولانا يستطيع سماعى جيداً من الراديو». أو يحضر لي في مسجدي وفعلا حضر الملك فاروق لمولانا الصيفي في العباسية.