تهدف برامج المنوعات في بلاد الدنيا قاطبة , إلي تقديم الجديد من المعلومات ومناقشة القضايا الجادة بطريقة لطيفة ومشوقة , وهناك برامج عالمية شهيرة تستضيف النجوم الكبار , وتناقشهم في الفنون والآداب والسياسة والقضايا الاجتماعية من خلال مذيعين محترفين .. خفيفي الظل ,فتصبح الحلقة مباراة بين مذيع مثقف لماح ذكي محاور أعد مادته جيدا وبين نجم عاصر وعايش أحداثا سياسية وتاريخية وفنية , وعنده ايضا مايقوله , ليزداد لمعانا أمام جمهوره, ولكي يحدث ذلك , فلابد أن يبرز حجم ثقافته ومعرفته , ليحبه الجمهور أكثر .. وأذكر أنني شاهدت برنامجا إيطاليا مترجماً في إحدي الفضائيات استضاف النجمة (برجيت باردو) وكان الحديث عن خفايا هوليود والأسرار السياسية التي عاصرتها, وتفرغها للدفاع عن « حقوق الحيوان» وأذكر أن المذيع سألها بشكل مباغت .. هل تعتقدين أن حقوق الحيوان أهم من حقوق الانسان؟! وأضاف أقصد لماذا لا تدافعين عن حقوق البشر المعرضين لظلم الحروب والتي تديرها الدول الكبري من أجل استغلال ثرواتهم .. وأجابت – بسرعة بديهة – هناك من الزملاء الفنانين الكبار , والسياسيين من يعارضون الحروب وهم كثيرون , ولكني لم أجد أحد يدافع عن الحيوان , أنا أدافع عن حياة وحقوق الجميع أنا أدافع عن الحق في الحياة , وبالتالي أنا ضد الحروب أيضا, لأنها كما تقتل الناس تقتل الأشجار والحيوان والطيور, إنها تقتل الحياة..». هذا هو حال برامج المنوعات في العالم المتحضر .. أما عندنا فهي مجرد ثرثرات «تافهة» وعبيطة تتناول اي شيء عابر وتافه ومثير وتتناول الصراعات الشخصية في كواليس الفن , بل هي أقرب الي «النميمة» يثار فيها دائما كل ما هو تافه عن طريق بعض مذيعين تافهين يستضيفون أناسا أتفه منهم تخصصوا في تقديم أفلام تافهة وأغان هابطة, ودراما ركيكة .. وكتابات ساذجة والسبب الرئيسي في تقديم هذه «البرامج العبيطة» هو شركات الاعلان التي تسيطر علي سياسات هذه البرامج من أجل الكسب السريع, وتسويد ثقافة الاستهلاك التي تسعي إلي ترسيخها. «الطبقة الطفيلية» التي تمتلك المصانع الاستهلاكية وتوكيلات التسالي المستوردة بل تمتلك واغلب الفضائيات نفسها لتشيع كل ما هو ما هو ضحل وسطحي واستهلاكي لتظل متحكمة في كل شىء.. المال والتجارة والفن والثقافة ومصائر الناس لذلك فهي تصر علي تسييد التفاهة والخرافة وتروج للسحر وتجار العملات وفك الربط وغيرها من خرافات وتفاهات لتظل مسيطرة علي السوق توجهه كما تشاء رغم الأخطار المحيقة بالوطن من كل جانب في غيبه اعلام الدولة الذي يفقد دورة امام منفسة الفضائيات الاستهلاكية وفي غيبة دور مخطط وحقيقي للثقافة الوطنية والاعتماد علي نفس سياسات المهرجانية والاحتفالية التي سادت طوال الاربعين سنه الماضية يا ساده مصر التي تواجه هذا الكم من التحديات يليق بها ثقافة واعلام اكثر وعيا واكثر تعبيرا عن شعبها وهويته لا عن هذه الطبقة الطفيلية التي تتسرب في شرايين الوطن بافكارها العبيطة الخبيثة.