من يريد أن يعرف حقيقة عظمة نصر شعبنا وجيشنا على العدو الإسرائيلي في السادس من اكتوبر عام 1973 فعليه أن يقرأ ويشاهد كيف اتفق الغرب وإسرائيل بقيادة أمريكا على خداعنا في يونيو 67 كيف أوهموا مصر والعرب أنهم بصدد تحقيق تسوية عاجلة للأزمة في مجلس الأمن والأمم المتحدة في الوقت الذي كانت فيه كل أجهزة العالم الأمنية وأسلحته الحديثة تتحرك الى الحدود المصرية لالحاق أكبر هزيمة بالعرب مجتمعين كانوا يحاصرون مصر وكان النظام السوفيتي القديم المترهل والأكثر بيروقراطية في العالم يحرق قلب وأعصاب ناصر وأبطال الجيش المصري قبل الموافقة على أي صفقة سلاح كان اقتصادنا محاصرا وجيشنا محاصرا وأجهزتنا الأمنية تخضع لأكبر عملية تضليل شارك فيها العالم أجمع ما عدا العرب كانت هزيمة 67 ساحقة ومدمرة ووفقا لقراءة موضوعية لا يمكن لأي أمة تعرضت لمثلها أن تقف على أقدامها إلا بعد مضي 50 عامًَا ولكننا لم نقف على أقدامنا فقط بل انتصرنا على كل هذا التحالف بعد ست سنوات فقط كانوا يدمرون كل محاولة للنهوض وكنا نصر على إبداع آلاف الطرق للصمود، حاولوا كسر كرامتنا وعزتنا بضرب مدرسة اطفال بحر البقر خلطوا جماجم اطفالنا بمقاعد مدرستهم وفصولها وحوائطها في اكبر جريمة حرب لن تسقط بالتقادم ويومها اكتفى العالم ايضا بإبداء قلقه رغم ان الجريمة كانت بعد سيطرتهم على سيناء والجولان والقدس والضفة الغربية وغزة ضربوا بعد 67 نجع حمادي والبحر الأحمر والأقصر وأسوان وأبوزعبل وكل المدن المصرية ونشرت صحفهم أن طياريهم كانوا يتراهنون على قتل أطفالنا وشعبنا وسط فرح وسعادة ما يسمى بالمجتمع الدولي ولكننا نجحنا في بناء وتدريب وتسليح جيشنا في ثلاث سنوات فقط على يد الشهيد قديس الوطنية المصرية عبدالمنعم رياض والفريق محمدفوزي. وكما خدعونا في 67 نجحنا في خداعهم في 73 ولأننا أمة تعرف معنى الشرف والقيم العسكرية والأخلاقية لم نقتل أطفالهم ولم نعتد على نسائهم في البيوت والمدن بل كان ساحتنا التي لم نغادرها أرض المعركة؛ حيث قادتهم وجنودهم وأكبر وأحدث ترسانة أسلحة في حينها وكانت الله أكبر تزلزل أركانهم وتذل غرورهم وكان النصر الذي أعاد دراسة كل الثوابت العسكرية في العالم. وأزال مشهد العبور وتذلل عساف ياجوري وعويل جولدا مائير ومئات المشاهد الأخري كل ما علق بنفوسنا من مرارة الهزيمة لتحل محلها عظمة النصر ويعلق في ذاكرتنا مشهد بطل العبور محمد أنور السادات وهو يعلن للعالم أجمع أن مصر والأمة أصبح لها درع وسيف ومن خلفه يقف شامخًا الفريق الشاذلي وأحمد إسماعيل وعبدالغني الجمسي وحسني مبارك ومن قبلهم عبدالمنعم رياض وفوزي وكل أبطال الشعب من عسكريين ومدنيين.