أكد وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في موقف قوي، رغم الاضطرابات السياسية في العراق، مرجعا ذلك إلى أسباب عدة، من بينها نجاحاته الميدانية والتزامه بأن تكون الدولة متعددة الطوائف. ونقل راديو (سوا) الأمريكي اليوم الثلاثاء، عن كارتر قوله، للصحفيين الذين كانوا يرافقونه قبل قليل من هبوط طائرته في ألمانيا للمشاركة في اجتماع لبحث جهود القضاء على تنظيم داعش، يبدو أن العبادي في موقف قوي للغاية نحن ندعمه بقوة طبعا بسبب ما يؤمن به. وأكد أن ما عزز موقف العبادي الإنجازات التي يحققها الجيش في ميدان المعركة والتزامه بالدولة غير الطائفية. وأضاف أن العبادي يمثل شريكا في كل الأمور المهمة لمستقبل العراق والمتعلقة بالحفاظ على بقاء الدولة موحدة وألا تنجرف إلى فتنة طائفية. ويمثل موقف كارتر تجاه العبادي أحد أكثر المواقف الداعمة لرئيس الحكومة العراقية، بعد أشهر من التوتر السياسي في العراق. وقال كارتر يؤمن العبادي بكل الأشياء المهمة لمستقبل العراق، وكان شريكا فيها أية دولة متماسكة وليست مجرد دولة تدور في دوامة الطائفية، مضيفا لهذا السبب من المهم أن يساعد المجتمع الدولي الحكومة العراقية ويدعمها في هذا التوقيت. ويشهد العراق منذ أسابيع عدة موجة من الاحتجاجات تطالب العبادي بإجراء إصلاحات في البلاد، واقتحم متظاهرون قبل يومين المنطقة الخضراء ودخلوا إلى قاعات البرلمان. وحاول العبادي استبدال الوزراء المنتمين للأحزاب بوزراء تكنوقراط في إطار حملة لمكافحة الفساد، وأخفق البرلمان المنقسم في الموافقة على الاقتراح وسط مشاجرات واحتجاجات. وباتت مكافحة الفساد قضية رئيسية بعد انهيار أسعار النفط العالمية منذ عامين، وتقلص ميزانية الدولة في الوقت الذي تحتاج إلى دخل إضافي لشن حرب على تنظيم داعش. وتراجع مسلحو داعش منذ ديسمبر الماضي، عندما استعاد الجيش العراقي الرمادي كبرى مدن المنطقة الغربية، وفي الشهر الماضي استعاد الجيش السيطرة على منطقة هيت القريبة ودفعهم إلى الشمال على طول وادي الفرات. وتقود الولاياتالمتحدة تحالفا لمساعدة العراق على دحر التنظيم المتشدد، لكن المسؤولين الأمريكيين يقرون بأن المكاسب العسكرية بما في ذلك استعادة العراق السيطرة على الرمادي وهي ليست كافية.