اعلنت القيادة الفلسطينية الأحد عن عزمها التوجه إلي الأممالمتحدة في سبتمبر/ أيلول القادم، للحصول علي اعتراف بدولة فلسطين وحدودها الفاصلة عند خطوط عام 1967، وهو تحرك تعارضه الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وقالت القيادة الفلسطينية، في بيان لها عقب اجتماعها برام الله، الأحد، "إن هذا الموقف ينطلق من حرص الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية علي تحقيق سلام عادل وشامل، تقوم بموجبه دولة فلسطين المستقلة، التي تعيش بسلام وأمن مع جيرانها، والتي تلتزم بجميع المواثيق والقرارات الدولية." ودعا البيان، الذي تلاه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، "كافة الدول بدون استثناء إلي دعم هذا التوجه الذي يعزز المساعي الهادفة إلي استئناف المفاوضات علي أسس جدية ولا تتعارض معه، وهي الأسس التي أكدت عليها مبادرة السلام العربية، وقرارات اللجنة الرباعية الدولية وأفكار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وبيانات الاتحاد الأوروبي وسواها،" وفق وكالة الأنباء الفلسطينية وفا. هذا وقد أكد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، مجددا، الأحد، أنه سيتوجه إلي الأممالمتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل لطلب عضوية كاملة لدولة فلسطين في المنظمة الدولية. وقال عباس، في بيان تلاه في بداية اجتماع القيادة الفلسطينية برئاسته في مقر الرئاسة برام الله، بأن الذهاب إلي الأممالمتحدة أمر لا بد منه إذا فشلت المفاوضات، مضيفاً: "حتي الآن لم يأتنا مشروع مقبول لاستئناف المفاوضات علي أساس الشرعية الدولية وعلي أساس حل الدولتين ووقف الاستيطان،" حسب ما أورد المصدر. ويأتي القرار الفلسطيني بعد تحذير من الحكومة الإسرائيلية هددت فيه بأنها "ستكون في حل من أي اتفاق" حال توجه الفلسطينيون إلي الأممالمتحدة للحصول علي اعتراف دولي بدولة فلسطينية مستقلة علي حدود 1967. واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، خلال اجتماع مع مفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، في وقت سابق من الشهر الجاري، أن أي خطوة فلسطينية بهذا الصدد معناها "خرق لجميع الاتفاقيات الموقعة، وإعلان وفاة اتفاقية أوسلو،" بحسب الإذاعة الإسرائيلية. إلا أن ليبرمان أعاد التأكيد علي استعداد الحكومة الإسرائيلية استئناف مفاوضات السلام مع الجانب الفلسطيني، رغم ما وصفه ب"مواقف أبو مازن المتعنتة"، في إشارة إلي رفض رئيس السلطة الفلسطينية، استئناف المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان الإسرائيلي. وتابع الوزير الإسرائيلي قائلاً إن "محمود عباس يفضل المواجهة علي التسوية، تحقيقا لمصالحه الشخصية المناقضة لمصالح شعبه"، داعياً المسؤولة الأوروبية، إلي عدم الاعتراف بدولة فلسطينية من جانب واحد. وبدوره وصف الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، الأسبوع الماضي، ذهاب الفلسطينيين إلي الأممالمتحدة لإعلان دولة مستقلة خارج إطار اتفاقية سلام ب"الخطأ" والخطوة المتسرعة. ومن جانبه رفض الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في وقت سابق، علانية التحرك الفلسطيني، قائلاً خلال مؤتمر صحفي عقده حينها مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن "التوجه للأمم المتحدة لن يفضي إلي دولة فلسطين." وفي السابع من يونيو/حزيران الجاري، كرر أوباما موقفه أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل في أعقاب محادثاتهما في البيت الأبيض، قائلاً إنهما اتفقا علي ضرورة تجنب أي جهود فلسطينية سعيا لاعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية. وتابع: "لقد اتفقنا علي ضرورة أن يتخذ الجانبان خيارات صعبة وتجنب الخطوات أحادية الجانب، مثل سعي الفلسطينيين إلي تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة علي دولة فلسطينية، وهو أمر ينبغي تجنبه." وكانت بعض الدول الأفريقية والآسيوية واللاتينية قد أعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة، بينما تعارض ذلك مجموعة من الدول، في مقدمتها الولاياتالمتحدة، ودول أوروبية، تري أن إعلان الدولة الفلسطينية يجب أن يكون ضمن تسوية نهائية مع إسرائيل.