يستيقظ أهالي الإسكندرية للمرة الثانية خلال شهر واحد، على واقعة إهمال طبي جسيم بمستشفى خاص، فبعد واقعة "حرق طفل" داخل حضانة مستشفى "عبد المنعم جابر"، وتشميع المستشفى، إستيقظ أهالي منطقة العجمي اليوم على وجود قوات من الشرطة والجيش تحاصر مستشفى "فاطمة الزهراء" بعد تهشيم واجهات المستشفى. ومن الواضح أن ملف الإهمال الطبي لم تنفد أوراقه بعد وإنما تضخمت بشكل مؤسف، حيث لقيت السيدة "ندى حسني السيد" وشهرتها "هند" مصرعها، والتي لم تبلغ عامها الحادي والعشرين بعد، إثر دخولها المستشفى لإجراء عملية ولادة قيصرية بداية الأسبوع الماضي ، لتدخل في غيبوبة حتى أعلنت إدارة المستشفى أنها لفظت أنفاسها الأخيرة مساء أمس الأحد. إلتقت "الأسبوع" بعدد من أهالي "المتوفية" ، بادرتنا السيدة "شادية أبو ضيف" بنت خال الضحية وسط دموعها ، قائلة : "ندى" كانت صحتها زي الفل ودخلت المستشفى يوم الأحد الأسبوع اللي فات لإجراء عملية ولادة قيصرية، أعطوها بنج كلي ودخلت أوضة العمليات، وجابت ولد ، كانت عايزة تسميه "عادل" ، ولما أخرجوها من أوضة العمليات فتحت عينها بصعوبة وقال جملة واحدة : "عايزة أشوف إبني" ، ثم أغمضت عينيها للأبد ، أخبرنا الأطباء أنها دخلت في غيبوبة وتحتاج نقلها للعناية المركزة. وأضافت "شادية" ل "الأسبوع" : كنا نأتي لزيارتها يومياً ، وكان زوجها المسكين "محمد عادل" يأتي معنا نتابع حالتها، بعد أن أودع رضيعه عند والدته "جدة الطفل" لرعايته ، حتى جئنا للزيارة في موعدها اليومي يوم الخميس الماضي ، لاحظنا أن جسم "ندى" متورم ولونه أزرق، وفوجئنا أن الأطباء وضعوا "شاش " على عينيها ، اندهشنا وسألناهم عن السبب ، قالوا لنا : إحنا عارفين شغلنا كويس ، كنا نقترب من فتحتي أنفها ولا نشعر بأنفاس ، ونحاول أن نقترب بآذاننا من صدرها فلا نسمع نبض!! ، وكانوا يطردوننا من غرفة العناية المركزة كلما أصدر "جهاز القلب" أصوات صفارة طويلة، وتكرر الحال يومي الجمعة والسبت ، وكان الشك يتزايد في قلوبنا. واختتمت بقولها : حتى جاء موعد الزيارة مساء أمس الأحد، فوجئنا بالمستشفى مغلق ووجدنا مدير المستشفى يخرج إلينا قائلاً : شدوا حيلكو ، البقاء لله!، فلم نتمالك أعصابنا، لأننا نشعر أن ادارة المستشفى خدعتنا وأخفت خبر الوفاة لعدة أيام لأسباب لا يعلمها إلا الله. والتقطت طرف الحديث السيدة "أنعام رمضان"، وشهرتها "رضا" زوجة إبن عمة الضحية ، قالت ل "الأسبوع" : إن الأسرة منهارة تماماً ، الضحية "ندى" ما زالت عروس شابة صغيرة وجميلة، أمها متوفية، ووالدها بالمعاش وأعصابه منهارة تماماً ، الضحية "ندى" لها 3 شقيقات بنات لم يتمالكن أعصابهن بعد سماع الكارثة ، وتتساءل "أنعام" عن سر عدم إبلاغ ادارة المستشفى للأهل عن وفاة "ندى" ومن المتسبب في ضياع الشابة التي بلغت العشرين من عمرها ولم يمهلها القدر لاحتضان أو حتى مجرد رؤية رضيعها المسكين "عادل" ؟؟ ، والمسكينة رقدت جثتها لأكثر من 24 ساعة في مشرحة كوم الدكة دون أن يسمحوا لنا بدفنها ، مثلما نشك أنها رقدت جثة بلا روح لعدة أيام بالعناية المركزة بالمستشفى. ومن جانبه، قال هشام عبدالحميد المتحدث الرسمي باسم مديرية الصحة بالاسكندرية : إن واقعة الوفاة أصبحت قيد تحقيق النيابة العامة، وأن مديرية الصحة لم تتخذ أي إجراءات حول المستشفى حتى الآن ، لأنه لم يتم التأكد بعد من سبب الوفاة بالظبط ، وهل هو خطأ من طبيبة التوليد أم التخدير، أم في إجراءات التعقيم للمستشفى ذاتها. وما زالت الأرواح تزهق تحت مقصلة الإهمال الطبي بالاسكندرية.