البابا تواضروس الثانى يصلى الجمعة العظيمة فى الكاتدرائية بالعباسية..صور    إسكان النواب: مدة التصالح فى مخالفات البناء 6 أشهر وتبدأ من الثلاثاء القادم    أحمد التايب لبرنامج "أنباء وآراء": موقف مصر سد منيع أمام مخطط تصفية القضية الفلسطينية    أمين اتحاد القبائل العربية: نهدف لتوحيد الصف ودعم مؤسسات الدولة    نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة التنمية المحلية.. إنفوجراف    الشكاوى الحكومية: التعامُل مع 2679 شكوى تضرر من وزن الخبز وارتفاع الأسعار    وزارة الصحة توضح خطة التأمين الطبي لاحتفالات المصريين بعيد القيامة وشم النسيم    برواتب تصل ل7 آلاف جنيه.. «العمل» تُعلن توافر 3408 فرص وظائف خالية ب16 محافظة    أبرزها فريد خميس.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدا في الجمعة الأخيرة من شوال    الذهب يرتفع 15 جنيها في نهاية تعاملات اليوم الجمعة    محافظ المنوفية: مستمرون في دعم المشروعات المستهدفة بالخطة الاستثمارية    حركة تداول السفن والحاويات والبضائع العامة في ميناء دمياط    عضو «ابدأ»: المبادرة ساهمت باستثمارات 28% من إجمالي الصناعات خلال آخر 3 سنوات    الاستعدادات النهائية لتشغيل محطة جامعة الدول بالخط الثالث للمترو    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    نعم سيادة الرئيس    السفارة الروسية بالقاهرة تتهم بايدن بالتحريض على إنهاء حياة الفلسطينيين في غزة    المحكمة الجنائية الدولية تفجر مفاجأة: موظفونا يتعرضون للتهديد بسبب إسرائيل    حاكم فيينا: النمسا تتبع سياسة أوروبية نشطة    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    سموحة يستأنف تدريباته استعدادًا للزمالك في الدوري    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    الغندور: حد يلعب في الزمالك ويندم إنه ما لعبش للأهلي؟    مؤتمر أنشيلوتي: عودة كورتوا للتشكيل الأساسي.. وسنحدث تغييرات ضد بايرن ميونيخ    تشافي: نريد الانتقام.. واللعب ل جيرونا أسهل من برشلونة    «فعلنا مثل الأهلي».. متحدث الترجي التونسي يكشف سبب البيان الآخير بشأن الإعلام    "لم يحدث من قبل".. باير ليفركوزن قريبا من تحقيق إنجاز تاريخي    بسبب ركنة سيارة.. مشاجرة خلفت 5 مصابين في الهرم    مراقبة الأغذية تكثف حملاتها استعدادا لشم النسيم    كشف ملابسات واقعة مقتل أحد الأشخاص خلال مشاجرة بالقاهرة.. وضبط مرتكبيها    إعدام 158 كيلو من الأسماك والأغذية الفاسدة في الدقهلية    خلعوها الفستان ولبسوها الكفن.. تشييع جنازة العروس ضحية حادث الزفاف بكفر الشيخ - صور    تعرف على توصيات مؤتمر مجمع اللغة العربية في دورته ال90    لأول مرة.. فريدة سيف النصر تغني على الهواء    فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" يتراجع ويحتل المركز الثالث    الليلة.. آمال ماهر فى حفل إستثنائي في حضرة الجمهور السعودي    في اليوم العالمي وعيد الصحافة.."الصحفيين العرب" يطالب بتحرير الصحافة والإعلام من البيروقراطية    عمر الشناوي ل"مصراوي": "الوصفة السحرية" مسلي وقصتي تتناول مشاكل أول سنة جواز    مواعيد وقنوات عرض فيلم الحب بتفاصيله لأول مرة على الشاشة الصغيرة    دعاء يوم الجمعة المستجاب مكتوب.. ميزها عن باقي أيام الأسبوع    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة.. فيديو    خطيب المسجد الحرام: العبادة لا تسقط عن أحد من العبيد في دار التكليف مهما بلغت منزلته    مديرية أمن بورسعيد تنظم حملة للتبرع بالدم بالتنسيق مع قطاع الخدمات الطبية    بعد واقعة حسام موافي.. بسمة وهبة: "كنت بجري ورا الشيخ بتاعي وابوس طرف جلابيته"    خطبة الجمعة اليوم.. الدكتور محمد إبراهيم حامد يؤكد: الأنبياء والصالحين تخلقوا بالأمانة لعظم شرفها ومكانتها.. وهذه مظاهرها في المجتمع المسلم    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    قوات أمريكية وروسية في قاعدة عسكرية بالنيجر .. ماذا يحدث ؟    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    محافظ المنوفية: 47 مليون جنيه جملة الاستثمارات بمركز بركة السبع    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    وزير الصحة: تقديم 10.6 آلاف جلسة دعم نفسي ل927 مصابا فلسطينيا منذ بداية أحداث غزة    نقيب المهندسين: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طمس الهوية والذاكرة الفلسطينية في    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"اليوم السابع" يكشف وقائع المتاجرة بحياة المرضى فى المستشفيات لتحصيل"الفيزيتا"..المواطنون يناشدون المسؤولين للشعور بآدميتهم دون مجيب.. ووالدة الطفلة"سما"ب"الدمرداش":"فينك يا محلب تشوف حال المستشفيات"


نقلا عن العدد اليومى...
- عنابر وأسرة المؤسسات الطبية انتهت صلاحيتها.. والحمامات تطفح بما فيها.. ومخلفات طبية ودماء تملأ الأرضيات والمرضى يدفعون الثمن بعد إصابتهم بالأوبئة والأمراض
- الإحصائيات الرسمية تكشف عن 2500 مصرى ضحية للإهمال بالمستشفيات سنوياً.. وإغلاق 2134 مستشفى وعيادة ومركز علاج طبيعى و900 قضية إهمال ضد الأطباء أمام النيابة فى 2014
- "جنه الله" آخر ضحايا إهمال المستشفيات الخاصة بعدما تحول فمها مرتعا للدود.. و"أحمد" يفقد يده نتيجة فشل الممرضة فى وضع الإبرة ويعيش بعاهة مستديمة..واحتراق رضيع داخل الحضانة
«ربنا يكفيكم شر المرض».. كلمة سمعناها من مرضى أرهقهم المرض وتكالبت عليهم أوجاعه وآلامه وفتك بهم الإهمال والتقصير أثناء وقوفهم أمام المستشفيات يرجون الرحمة من - ملائكته - سابقاً، منهم من يموت بسبب سوء الخدمة، ومنهم من لا يستطيع من الأساس الحصول عليهم وإذا حالفهم الحظ صادفتهم قسوة القلوب ممن يفضلون الفيزيتا على المريض، فالداخل أصبح للأسف فى كل الأحوال مفقودا. آباء يفقدون أبناءهم فى عمر الزهور، وآخرون يخرجون بأمراض بسبب الإهمال وتدهور الخدمات الطبية، والبعض يتحولون إلى سلعة قابلة للاتجار فتقدم لهم خدمات لا حاجة لهم بها، أما الأسوأ حظا فهم من يخرجون بعاهة تلازمهم طوال حياتهم.
عندما تخطى أيها المواطن المسكين وتطالب بحقك فى أن يدفع المقصر ثمن ما ارتكبه من جرم ضدك يخرج إليك ألف بوق من مسؤولى تلك المستشفيات لكى يحملوك وزر أخطائهم، ويسلبوك حقك بروتينهم حتى تدور فى دوامة لا نهاية لها إلا باستسلامك وتملك اليأس منك.
الأهالى يروون فصول المعاناة: «الحكومى مايفرقش عن الخاص».. والعلاج فى المستشفيات «آخره موت» والد أحد الأطفال: الخدمة المجانية «الوحيدة» بالمستشفى هى الكشف الطبى.. وأم طفل بالحضّانة: «الاقتصادى» لا يختلف عن «المجانى» فكله سواء فى التقصير.. والمعاملة عبارة عن «خد وهات».. ومفيش خدمة أحد المرضى عن «الخاص»: دخلت المستشفى فى عملية كسر ففوجئت بأن الدفع «كاش» والخدمة «بالتقسيط».. ووالدة «نور» من «أبوالريش»: «المشكلة فى المعاملة.. الدكاترة زى ما يكونوا قرفانين.. ولما رحت لواحد منهم العيادة الخاصة كان هيشيلنى من على الأرض»
فى جولة ل«اليوم السابع» رصد محررو الجريدة معدلات هائلة من الفساد والإهمال فى المستشفيات الحكومية والخاصة، وهو ما دفعهم إلى تسجيل تلك اللحظات التى حاولوا خلالها استطلاع نبأ ما يجرى على أرض الواقع فى تلك المؤسسات الطبية التى يفترض أن تقدم للمواطنين الخدمة الوحيدة التى يمكنها أن تنقذ الحياة.
البدايه كانت بمستشفى قصر العينى، فبعد ممر يوهمك بأنك من الممكن أن تتلقى خدمة طبية جديدة، سرعان ما تتلقى الصدمة، فما إن تطأ قدمك بوابة الدخول للمبانى الموجودة بها الأقسام المختلفة حتى تبدأ المعاناة. أول انطباع لأى مريض لا يخرج عن سوء معاملة الموظفين بمكتب الاستقبال، كما أن الأمر يكتسى بمزيد من الاستياء بعد اصطحاب المريض للغرف المتهالكة، فيجد المريض نفسه فى غرف ممزقة المراتب، والوسائد قذرة، والدولاب مكسور. بعدها يتم تسليم المريض إلى العاملات اللاتى يطفن حوله ومن معه للدعاء له، وتغيير الفرش، ووضع كيس فى سلة المهملات، وتلقى المقابل، ليكون الأمر بمثابة كنز فتح لهن ليستنفذنه غير عابئات بحالة المريض الحرجة، فكل ما يهمهن الأموال ولا شىء آخر.
بعد ذلك تبدأ رحلة التمريض، حيث تعمل هناك مجموعة من غير المتخصصين الذى يملكون خبرة ضئيلة تجعلهم لا يقومون بتركيب «الكانيولا» للمريض، وهى من أبسط الخدمات الطبية، دون أن يصابوا بالهلع والتوتر.
الممرضات يُخطِئن أيضًا فى تثبيت المستلزمات الطبية، مما يسبب الكثير من الآلام والأعراض الجانبية للمريض، وأحيانًا ينشغلن عن المرضى بمشاكلهن الشخصية، وساعات من الفضفضة التى لا داعى لها، حيث يتركن المريض دون رعاية، بل يصل الإهمال إلى التأخر فى إعطاء المريض الدواء فى مواعيده المحددة، وعند الضيق من أنين الحالة يبادرن بجملة واحدة: «سنبلغ الطبيب»، وهو ما لا صحة له على الإطلاق.
وقالت والدة الشاب «أحمد» الذى يبلغ من العمر 28 عامًا، والذى تخضع ساقه لجراحة ب«قصر العينى»: «بنشوف المر كل يوم عشان حد يسأل فينا ويعبر ابنى، وكل يوم يقولوا صوم أكتر من 8 ساعات، وفى الآخر ولا يعملوا عملية ولا حاجة، ويطلعوا روحنا، ولو اتجننا وسألنا حد منهم يبصوا بقرف وكأننا بنشحت منهم، بيتعلموا مع ولاد الناس ومفيش فى قلوبهم رحمة».
فيما قال الحاج «صابر» الذى وجد أرضية المستشفى ملجأ له بعد تعبه من الوقوف انتظارًا للفرج وتلقى العلاج: «نعمل إيه، المرض بيذل، وللأسف مفيش حد بيراعى ويقول كبير فى السن، وأنا أهو مستنى ياربنا يشفينى ويحنن القلوب الحجر عليا، يا أموت وأرتاح من القرف اللى شوفته».
أما المشهد الأقسى، فقد كانت بطلته ربة منزل تبكى على أمها، وتموت حزنًا وكمدًا خوفًا من أن تتركها وهى لا حيلة لها بعد أن امتنع أهل الرحمة عن تطمينها وسط روتين لا يعرف كيف يعامل المكلومين والغلابة الذى لا يجدون قوت يومهم.
ومن مستشفى قصر العينى إلى مستشفى الجلاء التعليمى «ياقلبى لا تحزن»، فالشعار نفسه يرفعه الموظفون «الداخل مفقود»، فحتى المبانى الجديدة التى أنفقت عليها آلاف الجنيهات نخرها الإهمال لتطفح حماماتها، وتتهدم مواسير المياه فوق بعضها، وتنتشر فى أرجائها الدماء والأدوات الطبية التى يفترض أنها مخلفات تتطلب الحرص فى التعامل معها.
وقالت «منال. ك» المريضة فى المستشفى: «ثمن التذكرة ليس بمشكلة، ولكن المصيبة فى أنك تتلقى علاجًا شفويًا، وإذا فكرت ودخلت لتقضى فترة داخل المستشفى تعامل كالسبوبة.. ادفع تتعالج. والحال على قده، وبره العلاج غالى، وأدينا بتطلع روحنا بس هنعمل إيه.. الموجود»
وقالت والدة الطفل الذى يرقد داخل إحدى الحضّانات، وتدعى «خديجة. ك»، والتى تعمل بهيئة التأمينات الصحية: «أهل مكة أدرى بشعابها، ورغم علمى بمدى السوء داخل المستشفيات أتيت بطفلى الصغير ليحجز داخل الحضانة بسبب تدهور صحته، وللأسف لا يختلف الاقتصادى عن المجانى فكله سواء فى التقصير، والمعاملة عبارة عن خد وهات، ولكن للأسف خد أكتر، مفيش خدمة مقابل ده».
ومن «الجلاء التعليمى» إلى «أبوالريش» ومعاناة الأطفال والبراعم الذين يفترض أن ينالوا أفضل رعاية، فبالرغم من المظهر الخارجى للمستشفى، فإن ما خفى كان أعظم، بعد أن رأينا معاناة والدة الطفلة «سما»، والتى حدثتنا وهى تفترش وعائلتها الأرض قائلة: «دى تالت مرة تحصل انتكاسة لبنتى، رغم تضارب كلام الأطباء من داخل المستشفى والتشخيص الخطأ الذى أثبته 3 تحاليل، مما سبب مضاعفات لها إلا أنه لا يوجد من يقر بخطئه، ولا حتى يحاول أن يصلحه».
وأضافت: «نحن للأسف لنا مع الإهمال الطبى حكايات، فوالد طفلتى مات أيضًا داخل المستشفى الحكومى دون أن يقدم له أى من الأطباء النجدة والتدخل الطبى.. حسبى لله ونعم الوكيل فى المقصرين، فينك يا محلب تشوف المستشفيات؟!».
فيما قال «حسن. ك»، والد أحد الأطفال الموجودين بالمستشفى: «الخدمة المجانية الوحيدة بالمستشفى هى الكشف الطبى الذى يجريه الطبيب على مرضاه، ولكنه يتم بطريقة عشوائية»
ومن «الحكومى» إلى «الخاص» يتشابه الأداء باختلاف أن المرء سرعان ما يتحول إلى خزينة متحركة، فالكلمة لابد أن تدفع مقابلها الآلاف، ورغم كل ذلك تخرج جثة فى كيس أسود، وهذا ما رأيناه فى أحد المستشفيات الخاصة، والذى رصدنا كيفية التعامل فيه منذ الدخول من الباب وحتى الخروج.
وقد سيطر التعامل مع الحسابات و«التكييش» على إدارة المستشفيات، ففى البداية تدخل الطوارئ وتحجز وتبدأ وتيرة السحب على المكشوف منك، فعامل «الأسانسير» إذا تبسم يكلفك مبلغًا، والمسؤولة عن النظافة والممرضة إذا ضربت لها الجرس لابد أن تجهز ما يجعلها تصمت وإلا لن ترى وجهها مرة أخرى، أما عن الطاقم الطبى فأنت لا ترى الأطباء مطلقًا إلا إذا وصلت لدرجة الموت، أو وأنت تعانى من آثار البنج خلال العملية، وبعدها يُكلف الأطباء المتدربون بحالتك، وإما أن تنتكس وتدخل دوامة المرض و تموت، أو يحالفك الحظ وتنجو وتعيش باقى عمرك تسدد أقساط علاجك الباهظ.
وقالت والدة «أمجد» التى تقيم بأحد المستشفيات منذ شهر، إنه لا يوجد فرق بين المستشفيات الحكومية والخاصة، مضيفة: «المعاناة واحدة للحصول على الرحمة من الأطباء، فأى مريض بييقى آخره الموت وليس العلاج».
وبداخل مستشفى قصر العينى دخل المواطن «سيد. م»، موظف بوزارة الزارعة، إلى المستشفى وهو يعانى من تقلصات شديدة ومغص، وبعد أن صرح طبيب «النبطشية» بأنه يعانى من تسمم غذائى، وبعد ساعات قضاها من تحويل من قسم لآخر، وتشخيص مختلف من 3 أطباء، كاد خلالها أن يفقد حياته بسبب خطأ الأطباء فى تشخيص حالته، اتضح أنه يعانى من التهاب شديد فى الزائدة الدودية، ولولا لطف الله ووساطة أتت له لكى يهتموا به، لكان فقد حياته بسبب قرب انفجارها، وعدم معرفة الأطباء سر آلامه الشديدة.
وقالت الزوجة «منى. م»، معلمة فى مدرسة ثانوى بنين بالجيزة، زوجة المريض: «طوال عمرى أتمنى ألا نصاب بالمرض بسبب قلة دخلنا، وعدم استطاعتنا التكفل بالعلاج فى العيادات والمستشفيات الحكومية، لأنهم بلا رحمة، فهم يريدون الحصول على الأموال فى عياداتهم، ووصل الأمر بأحد الأطباء خلال ألم زوجى الشديد إلى عرض الذهاب لعيادته بدلًا من أن يعالج زوجى فى المستشفى، كدت وأولادى نموت من الرعب من المشهد الذى رأيناه ومدى البشاعة التى وصل إليها الموظفون عديمو الضمير».
وكانت حالة «منار. ث»، الطالبة بالسنة الثالثة بكلية الآداب، جامعة القاهرة، والتى دخلت بعد إصاباتها بحروق من الدرجة الأولى، أشد وطأة بعد أن مكثت طوال 3 أسابيع تعانى الإهمال، وقالت ل«اليوم السابع» خلال مكوثها بمستشفى قصر العينى: «أنا بشتغل فى الإجازة فى شركات الأغذية لأساعد أسرتى وأكون نفسى، وبعد رجوعى للمنزل وخلال تحضيرى وجبة العشاء تسرب الغاز من الأنبوبة وانفجرت فى وجهى، وقضيت أيامًا من العذاب دون مراعاة نفسيتى وصغر سنى ومحاولة إنقاذى، فكنت أنتظر بالساعات لكى يعطونى أدوية تخفف الألم أو يعاملوننى بصورة آدمية، هذا بخلاف قلة النظافة بداخل المستشفى، والإهمال فى الرعاية الطبية، ووصل الأمر بالممرضة أن تسال أبى أن يساعدها فى تركيب «الكانيولا» لى، باالإضافة إلى إعطائها الحقنة لى مرتين بشكل خطأ مما تسبب فى تورم يدى».
وقال عجوز يبلغ من العمر 65 عامًا، ويعانى من مضاعفات إصابته بفشل كلوى خلال حجزه لتلقيه العلاج: «الألم مفيش أشد منه، ولكن الكلمة الطيبة بتساعد المريض وأنت تتألم، ومتلقيش حتى جنبك ولا دكتور يسأل فيك، ولو حاولت تسأل على حاجة كأنك بتشتمهم أو تطلب طلب حرام، عشت طوال فترات تلقى العلاج داخل المستشفى بهذا الشكل حتى أننى طلبت من زوجتى فى إحدى المرات ترك المستشفى والموت بكرامتى داخل منزلى، لكنها رفضت وطالبتنى بالتحمل عشان خاطر ولادى»، وتابع ل«اليوم السابع»: «هو الغلبان فى البلد دى حرام يتعالج.. منهم لله اللى خلوا الطب تجارة فى بلدنا، والصحة للفقراء حرام».
ومن داخل مستشفى الهلال كانت هناك حالة المواطن «ص. ز» الذى تحفظ على ذكر اسمه قائلًا: «مفيش حاجة هتتغير، وأنا مش عايز حد يأذينى، كفاية المر اللى شايفينه»، وتابع: «قمت أنا وزوجتى بالذهاب إلى العيادة الخارجية لأمراض النساء والولادة وذلك بعد شعور زوجتى بآلام فى الرحم، وبعد الإشاعات والتحاليل تبين أن حالتها متأخرة تستدعى التدخل الطبى وإجراء عملية ولادة قيصرية بسبب مشاكل فى وضع الجنين».
وتابع: «بعد أسبوعين من التسويف وتأخر الحالة كل ذلك جعلها تصاب بنزيف حاد خلال الوضع، مما استلزم إعطاءها كيسين دم بسبب تدهور صحتها كنا نقابل ببرود حاد من قبل الموظفين، فلا يوجد اهتمام حتى بعد أن طلبنا أن نحول إلى القسم الاقتصادى لعلنا نجد رعاية أفضل».
فيما قال والد الطفل «آسر» الذى يمكث فى الحضانة منذ ما يقارب من 5 أيام: «أنا عامل بسيط قليل الحيلة، وبعد أن قالوا لنا لا يوجد مكان فى الحضانات المجانى بخلاف الحقيقة، بسبب طمع الإدارة فى مبالغ أكثر، قمنا بنقله إلى الحضانات بالقسم الاقتصادى، وبعدها بأيام لتأخرى عن دفع مبلغ هددت الممرضة بذات القسم بإخراجه دون أن تراعى حالتى، واضطررت إلى تقبيل أيديهم لإعطائى فرصة لدفع المبلغ المتأخر».
وعن مستشفى «أبوالريش» للأطفال، والذى يقع فى السيدة زينب، قالت والدة الطفل «نور» الذى يتلقى العلاج منذ أسبوعين فى المستشفى: «المشكلة فى المعاملة الدكاتره زى ما يكونوا قرفانين، فى حين لما رحت لواحد منهم فى العيادة الخاصة فى باب اللوق كان هيشلنى من على الأرض».
وتابعت: «لما بطلب من الممرضات حاجة لازم أغمزهم بمبلغ كل ساعة، وعلى أقل طلب.. أنا هجيب منين أكفيهم، ومفيش حد بيرحم ابنى كان يومين ورا بعض هتطلع روحه وأصوت بالليل يقوللى الدكتور النبطشى مش هنقدر نصحيه والولد كويس بخلاف الحقيقة».
فيما اشتكى «رزق» من عدم النظافة العامة فى المستشفى، والتكدس، وفتح الزيارات فى عنابر السيدات للرجال، وقال: «فى فترة زى اللى إحنا فيها والحر بيموت الناس مفكروش حتى يركبوا مراوح بدل اللى باظت، مقلناش تكييف، ولا طلبنا حاجة صعبة، ولكن لو ابن الباشا اللى بيتعالج بيجيبوا له لبن العصفور».
آخر ضحايا الإهمال الطبى.. فم «جنة الله» لاعبة الجمباز يتحول إلى مرتع للدود داخل العناية المركزة.. وطفل يصاب بعاهة مستديمة بسبب «إبرة».. ورضيعة تحترق فى الحضانة الخبير القانونى رفعت مازن: الأطباء يجيدون الهروب من العقاب حال التورط فى خطأ طبى ولابد من تغليظ الجزاءات الموقعة على «المهملين»
لا يمكن إنكار تفشى ظاهرة الإهمال الطبى فى مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، فمن مصيبة إلى مصيبة لا يوجد فارق زمنى يمكن اعتباره بمثابة محطة للراحة، فقد سجلت غرف العمليات أعلى معدلات الأخطاء الطبية بشكل غير مسبوق، وهو ما يتجلى فى الحالات التى أظهرها رصد لكارثة تأكل فى جسد المنظومة الطبية التى باتت مهددة بالانهيار التام.
آخر ضحايا الإهمال طفلة صغيرة تبلغ من العمر 8 سنوات وهى بطلة تمثل مصر فى لعبة الجمباز ورغم أنه كان يفترض أن مستقبل مصر فى تلك اللعبة إلا أن الإهمال حصدها مبكرا بداية من سائق لا ضمير له، إلى مستشفى خاص شهير يتقاضى آلاف الجنيهات، وفى النهاية عانت من غياب النظافة بعد أن مكثت داخل العناية المركزة اياما دون أن يسأل أحد فيها، وبالمصادفة وجدت والدتها داخل فمها «الدود»، وعندما أبلغت المستشفى حاولوا التعتيم عن الحالة بينما توجه «ياسر» والد الطفلة ل«النائب العام» ووزارة الصحة وحرر بلاغات وشكاوى ليحاول الحصول على حق طفلته الصغيرة التى لقيت مصرعها.
طفل يصاب بعاهة مستديمة نتيجة فشل الممرضة فى وضع «الإبرة» بالوريد
أحمد طفل صغير لم يتجاوز السنة الأولى من عمره توجه به والده إلى أحد المستشفيات الطبية بمدينة نصر، نظرا لمعاناته من مرض انسداد معوى وأجرى له جراحة طبية.
وعقب إجراء الجراحة نقل إلى مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر، وهناك وضعت له الممرضة «إبرة» فى الشريان بدلاً من الوريد بطريق الخطأ، وعقب مرور يومين على تلك الحادث، فوجئ والد الطفل بتغير لون كف نجله إلى اللون الأسود، فهرول به إلى المستشفى وبعد توقيع الكشف الطبى عليه، علم أن حالته سيئة وتجب معالجته حتى لا تصل الغرغرينا إلى باقى اليد وأن الحالة تستوجب البتر، فحرر والد الطفل محضرا بقسم الشرطة واتهم فيه الممرضة والمستشفى بالتسبب فى إصابة نجله بعاهة مستديمة، وأمرت النيابة بعرض الطفل على الطب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى عليه.
مصرع طفلة بعد احتراق حضانتها بمركز طبى خاص بالهرم
كان «عمرو. ع» يحمل طفلته الصغيرة التى وضعتها زوجته منذ عدة أيام، ليضعها داخل أحد الحضانات الخاصة بالمركز، نظرا لعدم استقرار حالتها الصحية واكتمال نموها وإمدادها بالأوكسجين اللازم، وبعد مرور عدة ساعات على وضع الطفلة داخل الحضانة، فوجئ والدها بحالة طوارئ وحركة غير طبيعية داخل المركز، وتبين فيما بعد أن حريقا نشب بغرفة الحضانات، وأن حضانة ابنته قد احترقت ولقت الطفلة مصرعها، حرر والد الطفلة محضرا ضد المركز الطبى والمسؤولين عن غرفة الحضانات، وكشفت التحقيقات أن انفجارا حدث فى أنبوبة الأكسجين الخاص بالحضانة، ما أدى إلى اشتعال النيران بها ومن ثم مصرع الطفلة الرضيعة.
إصابة طفل ب«غرغرينا» نتيجة خطأ طبى
محمد إكرامى أحد الضحايا الذين طالهم الإهمال الطبى، توجه بصحبة والده لإجراء عملية «الفتق» بأحد المستشفيات بمحافظة الإسكندرية، وأثناء إجراء العملية ونتيجة لخطأ طبى، حدثت مضاعفات للطفل من تورم كيس الصفن وزرقة أعلى العضو، وحدوث غرغرينة بالعضو الذكرى له. تقدم والد الطفل بشكوى لمحافظ الإسكندرية وتبنت المحافظة مخاطبة المسؤولين داخل المستشفى الذين تابعوا الحالة الطبية للطفل وعملوا على علاجه فى أسرع وقت وعلى نفقة المستشفى، وأوضحت المحافظة فى بيان لها أنه تم وقف الطبيب مجرى العملية عن العمل وتحويله للتحقيق بمعرفة النيابة العامة.
الطفل «كريم».. توفى نتيجة جرعة بنج زائدة
كريم صلاح الدين طفل صغير بلغ من العمر 5 سنوات، قررت أسرته أن تجرى له عملية «اللوز»، وعلى الرغم من أن العملية لم تكن بالخطورة التى تودى بحياة الطفل، إلا أن الإهمال جعلها كذلك، فنتيجة ل«جرعة بنج زائد» لقى الطفل مصرعه بمستشفى الأقصر الدولى، واتهم والده أخصائى التخدير والمستشفى بالمسؤولية الكاملة عن وفاة نجله الذى لم يكن يعانى من أى أمراض بحسب كل التحاليل والفحوصات التى أجريت قبل دخوله المستشفى.
قانون العقوبات غير كاف ويدفع المهملين للاستمرار فى جرمهم
وقال الخبير القانونى «رفعت مازن» إن قانون العقوبات المصرى فى مادته ال 238 قرر الحبس لمدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة لا تجاوز مائتى جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين فى جرائم القتل الخطأ بسبب الإهمال وعدم مراعاة القوانين اللوائح. وتابع: «تصل العقوبة لخمس سنوات إذا ما وقعت تلك الجريمة نتيجة إخلال الجانى بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو كان متعاطيا مسكرا أو مخدر عن ارتكاب الجريمة، وتصل إلى 7 سنوات فى حالة تخطى عدد الوفيات ال3 أشخاص». وأضاف: «للأسف فى الغالب ينجح الأطباء والمستشفيات فى الهرب من العقاب كما أن العقوبة غير كافية وتدفع المهملين فى الاستمرار فى جرمهم فى حق المصريين ويجب تغليظ العقوبة من قبل من يهتم بالرعاية الصحية ووضعها».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.