السفه في اللغة هو نقص وخفة في العقل, وتشبث وتزمت في الرأي, واضطراب في الفكر والأخلاق لانعدام ملكة الفضيلة، وفي الشريعة فإن السفيه هو الظاهر للجهل والجانح نحو التطرف، وهو عديم العقل ضعيف الرأي رديء الفهم، مستخف القدر، سريع الذم، حقير النفس، أسير الطغيان دائم العصيان لا يبالي بما كان ولا بما هو كائن أو سوف يكون، لا يعترف بنعمة ولا يشكر الناس لشدة جحوده, متأصل على الكذب والخداع والنفاق وإشاعة الفتنة، ميال للبدع في شئون الدنيا والدين يحلل المحرم ويحرم المحلل, ويخدع فقط ضعاف النفوس والعقول، وكل تلك الصفات وغيرها تنطبق على هؤلاء السفهاء الذين يعيشون بيننا ويجحدون ويتطاولون بجهلهم وحقدهم وشرهم على الدين والوطن وعلى المخلصين والعلماء والشرفاء من عامة الناس، وقد ظهروا لنا واكتشفناهم بعد ثورة 25 يناير 2011 وصولا لثورة الثلاثين من يونيو 2013 عندما عزلهم الشعب وانتبه لخداعهم وإفكهم وسعيهم لنشر الخراب والفوضى والجهل والخيانة والتأمر هذا الوطن، ومازالوا وإلى الآن يتربصون ويتآمرون به وينكرون فضله ونعمه, ويشككون في انجازاته وطاقاته عندما لا يتوقفون مع نظائرهم من أعداء الوطن على القتل والتخريب ومحاولة وقف مسيرة الوطن بعد أن تعافى وعاد إلى قوته واستقراره, ولهذا يجب ألا يلتفت المخلصون من أبناء الوطن إلى هؤلاء الخونة من بقايا شراذم الإخوان الإرهابية وغيرهم من السفهاء الذين يروجون ويشيعون الأكاذيب والإحباط والقلق في نفوس الشباب كأبواق الإعلام الفاسد والمغرض, والمسمون أنفسهم بالحقوقيين والنشطاء وغيرهم من أعداء وسفهاء الوطن بالداخل والخارج الذين يصدرون الخوف والرعب للناس خلال كل ذكرى سنوية ليوم 25 يناير الذي تمر علينا ذكراه اليوم، وهم بذلك لا يدركون أن الدولة أصبحت قوية بجيشها ورئيسها وكامل مؤسساتها قادرة على دحرهم وتفعيل القانون الصارم عليهم، كما أن هؤلاء السفهاء غير مقدرين لشدة ثقة الشعب وثقة العالم الآن تجاه مصر لما تشهده من انجازات عظيمة ونعمة الأمن والأمان والاستقرار التي تتمتع بها، وحفاظا على الوطن يجب أن نوحد صفوفنا جميعا للتصدي لهؤلاء السفهاء وأن يحافظ الشباب على الوطن وألا نعطي آذاننا لناشري الفتن والأكاذيب والبدع البعيدين عن الحق والدين والفضيلة, وأن نتصدى لأصحاب الفكر الضال بأن ندخر الجهد والطاقات باحتفالنا بيوم عيد ثورة 25 يناير من خلال أعمالنا الخيرة تجاه الوطن وأن يأتي هذا الاحتفال من خلال أجهزة الدولة الرسمية لتفويت الفرصة على السفهاء الذين يتربصون بنا والتزامنا بالتعليمات وعدم الخروج في مسيرات أو مظاهرات من أجل مصلحة الوطن حتى لا نعطي الفرصة للخونة والإرهابيين وكل هؤلاء السفهاء حفاظا على الوطن، ولا يجب على أبناء الوطن الشرفاء والواعين بألا ينجرفوا في حوارات مع الجهلاء والسفهاء من خلال الصمت والابتعاد عنهم ومقاطعة قنواتهم وإعلامهم لعزلهم ,لأنهم مازالوا يصرون على القتل والخراب وإحداث الشقاق والبغضاء بأبناء الوطن وتسفيه رموزه وعلمائه ومخلصيه ،ومن روائع ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله عن السفهاء هذا الشعر : إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت فإن كلمته فرجت عنه وإن خليته كمدا يموت