بعد اتهامهم بقطع أذن قبطي، ثم المخاوف التي أثارتها مزحة الشيخ محمد حسين يعقوب التي وصف فيها تأييد الأغلبية للتعديلات الدستورية في استفتاء مارس/آذار الماضي بغزوة الصناديق، يواجه التيار السلفي المصري اتهاما جديدا بأنه يدعو إلي سوق للرق والجواري والاستعباد لعلاج الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر. وفي حديث مع قناة فضائية دينية أكد الشيخ أبو إسحق الحويني أن مقطع "الفيديو" الذي بثه موقع صحيفة "اليوم السابع" المصرية مقطوع من سياقه ويعود لمحاضرة قديمة عمرها 18 سنة، مدتها ساعة ونصف، كانت عبارة عن تأصيل شرعي لنوعين من الجهاد في كتب الفقه وهما جهاد الدفع وجهاد الطلب. وقال الحويني وهو من أكبر أقطاب السلفية في مصر، إن ذلك يأتي في إطار الهجمة علي السلفيين، وهو أمر ليس جديدا، متسائلا: كيف تختصر محاضرة طويلة قلتها من 18 سنة في مقطع فيديو علي طريقة "لا تقربوا الصلاة". وأضاف في مداخلة مع قناة "الحكمة" أن القصد من ذلك هو الاستبشاع، بنزع السياق ليبدو الكلام قبيحا "لقد كنت أقدم تأصيلا شرعيا عن الجهاد وهو مصطلح إسلامي خالص، لا يرادفه القتال أو الكفاح أو النضال". وأوضح أبو إسحاق الحويني أن المحاضرة لم تكن تدعو إلي الرق والجواري، وإنما تؤكد أن الإسلام جعل عتق الرقاب من القُرَب إلي الله وسببا لدخول الجنة، وهناك كفارات مرهونة بعتق الرقاب. وأشار إلي أنه في معرض تأصيله الشرعي قال إن السبايا والغنائم كان يتم توزيعها علي المقاتلين "فتنعقد حينئذ سوق النخاسة التي تباع فيها الحريم والجواري، وهن ملك اليمين، وتشتريها وتصبح كأنها زوجتك بلا عقد ولا ولي". وقال أبو إسحاق الحويني معاتبا الذين هاجموه بناء علي المقطع المجتزأ إنه "ليس من الإنصاف أن يأخذوا كلاما من أفواه خصومنا، فكيف تأخذ التهمة من خصمي وتسلم بأنني قلتها. كان يجب أن يطلبوا الشريط ويسمعوه إلي آخره". من جهته أوضح الدكتور محمد الشحات الجندي أمين المجلس الأعلي للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية، بأن محاضرة الحويني تتحدث عن واقع كان موجودا في العصر الإسلامي الأول، نظرا لأن الطرف غير الإسلامي كان يعادي الإسلام ويقف ضد نشره بالحكمة والموعظة الحسنة، لذلك شرع الله الجهاد لمنع فتنتهم والحيلولة دون قضائهم علي الإسلام والمسلمين. وقال إن الوضع اختلف تماما الآن بعد أن أصبح من حق المسلمين أن ينشروا دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة، والحديث عن إباحة الإسلام للرق في الوقت الحالي غير جائز، نظرا لأن الأصل في إباحة الإسلام للرق من قبل هو أن غير المسلمين كانوا يتعرضون للرق والسبي أثناء الحروب، وبالتالي كانت المعاملة بالمثل. وأكد الدكتور الجندي أن الإسلام لم يشرع الرق ابتداء، لكنه وجد هذا النظام وتعامل معه كمرحلة انتقالية في إطار قاعدة المعاملة بالمثل، وسعي في الوقت ذاته إلي تجفيف منابع الرق، حيث دعا المسلمين إلي عتق الرقاب، وشددت التشريعات الإسلامية علي أن بعض الذنوب لا يجوز التكفير عنها إلا بعتق رقبة، وهو ما يعني أن الرق كان تشريعا وقتيا في الشريعة الإسلامية.