أؤمن بأن كل المهن فى المجتمع المصرى تضم حالات فردية مريضة بالتلذذ فى تعذيب المواطنين بما يفضى أحيانا إلى الموت.. وهنا لا استثنى أحدًا بدءًا من ضابط الشرطة مرورًا بالصحفى والاعلامى والمهندس والطبيب ورجل الأعمال، والموظفين الفسدة فى الأحياء، بل وبعض العاملين فى الدفاع عن حقوق الانسان الذين لا يتورعون عن الكذب فى تقاريرهم من أجل حفنة من الدولارات، وإلى آخره من المهن، فكل يعذب بطريقته! فلكل قاعدة شواذ، فهناك الطبيب الذى يهمل فى رعاية مريضه بما يفضى إلى موته، وحوادث بعض الأطباء ليست ببعيدة وآخرها الطبيب الذى خرج من غرفة العمليات لمريض قلب كى يطالب أهله بضرورة تسليمه عشرة آلاف جنيه حالا وإلا قولوا على المريض السلام، بل هناك من الأطباء من يخضعون مرضاهم للتجارب ك«الفئران» فى برتوكولات العلاج بما يزيد من آلامهم.. ويجعلهم عرضة للموت فى أى لحظة. وهناك الصحفى الذى يدعى على الآخرين بالنشر كذبا، بما يفضى إلى موت المجنى عليه كمدا، بل هناك الصحفي من أصحاب الضمائر الخربة الذى لا يتورع عن المتاجرة بمستندات فساد ببيعها لأصحابها، بل ويتطوع بالإبلاغ عن مصدره، الذى سرعان ما يلقى جزاءه من الفاسد! نفس الأمر ينطبق على بعض الإعلاميين الذين يتطوعون بعمل حملات إعلامية ضد أشخاص بأعينهم لأغراض ومصالح خاصة، أو لصالح الغير، فى الوقت الذى لا يستطيع الشخص المستهدف الرد فيصاب بجلطة ! أيضا بعض المهندسين المدنيين من ضعاف النفوس الذين يقبلون التقليل فى نسب مواد البناء فى إنشاء العقارات للتوفير على المالك، ولا يهمه التعذيب الذى يتعرض له السكان عند ظهور تصدعات فى العقار، بل وميله، بما يهدد حياتهم، ومن الممكن أن ينهار العقار بما يفضى إلى موتهم! وقس على ذلك جميع المهن التى لا يراعى بعض العاملين فيها «ضعاف النفوس» من اتباع المواصفات القياسية والقانونية فيما ينتجونه، أو يشرفون عليه بما يؤدى إلى تعذيب المواطن، وأحيانا يفضى إلى موته.. ومع هذا يوجد الكثير من الشرفاء فى هذه المهن الذين يراعون الله فى أعمالهم. وضباط الشرطة مثلهم مثل باقى شرائح المجتمع المصرى.. منهم الشريف – وهم كثر – ممن يحملون أكفانهم على أكفهم فى سبيل الواجب الوطنى وإعمال القانون، ومنهم – وهم قلة شاذة – ممن يضربون بالقانون عرض الحائط، ويعملون شريعة الغاب ويتلذذون بتعذيب ضحيتهم بما يفضى إلى الموت دون سند من القانون. وكما يقول المثل العامى: «لا تعايرنى ولا أعايرك الهم طايلنى وطايلك».. فجميع المهن دون استثناء تضم مرضى يتلذذون بتعذيب المواطن المصرى، وكما قلت «كل على طريقته» ولمواجهة هؤلاء يجب إعمال العدالة الناجزة فى تطبيق القانون، على أن يتساوى حجم الاهتمام الإعلامى على الجميع من هؤلاء المرضى دون استثناء.