كثير من رموز السياسة والأحزاب، التقيناهم عبر مسيرتنا المهنية والوطنية والسياسية.. كان الهم الأكبر الذي شغلنا علي مدار سنوات طوال هو 'مصداقية' رجال الأحزاب والسياسة مع ما يقولونه، وما يرفعونه من شعارات.. وبأمانة شديدة.. ومن خلال رحلة طويلة من المشاركات السياسية، والوطنية.. بدأناها منذ كنا 'صبيانًا' في الحركة الوطنية.. فإن المحصلة طيلة هذه السنوات تكاد تنحصر في شخصيات 'محدودة' وجدنا فيها مصداقية 'الفعل'، مع 'القول'.. واستشعرنا ملامح الصدق فيما تقوم به من مجهودات، تضع مصلحة الوطن في المرتبة الأولي، والرئيسة. ومن بين هؤلاء الذين تعاطينا معهم بصدق، وشعرنا بتآلف معه كان المستشار 'يحيي قدري' النائب الأول لرئيس حزب 'الحركة الوطنية'، وهو الحزب الذي يترأسه الفريق 'أحمد شفيق'.. فالرجل 'خبرناه' صادقًا، مخلصًا، ساعيًا بكل السبل لأن يكون معبرًا عن نفسه، صادقًا مع ذاته، مؤكدًا علي ثوابته.. محترمًا 'وهذا هو الأهم' لكلمته الواحدة. فعلي مدار عام كامل ومن خلال مشاركات قريبة مع المستشار 'يحيي قدري' في اجتماعات، ومؤتمرات، ولقاءات عامة وخاصة.. إزداد احترامنا للرجل، والذي كانت كلمته الواحدة بمثابة 'حد السيف' يسعي بكل ما يؤمن به، لأن يؤكد علي مواقفه، في كل الأوقات، والمناسبات. وبرز موقف المستشار 'يحيي قدري' خلال أزمة تشكيل 'القائمة الوطنية الموحدة' فقد كان واحدًا من القلائل الذين أثبتوا مصداقية كاملة في التجاوب مع دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتشكيل قائمة وطنية موحدة في ظل أوضاع تحتاج لوحدة الصف، وتلاحم السواعد، للخروج بمصر من المأزق الذي تمر به حاليًا.. وقد تعرض لاختبارات 'عنيفة' من بعض 'من في قلوبهم مرض' ليخرج عن موقفه الواضح، والحاسم.. في محاولة لإرغامه علي تبني 'الصالح الخاص' علي حساب 'الصالح العام' ولكن المستشار 'يحيي قدري' بعلمه، وفكره، وانتمائه الوطني، غلب 'صالح الوطن' علي 'صالح الأفراد' مهما كانوا.. وخاض مواجهات 'حادة' مع البعض، ممن راحوا يقلبون الحقائق، سعيًا وراء إحراز مكاسب 'آنية' ولو علي حساب الوطن ومستقبله. وعند الاختيار الأعظم، اختار المستشار 'يحيي قدري' الوطن، والتاريخ، ممثلاً في 'مصر' معلنًا رفضه، للتمزق الذي يسعي البعض لإحداثه، ومطالبا بإصلاح 'النفوس والعقول' ومعلنًا عن 'تجميد' مواقفه، ومواقعه، ترجمة لكل ما يؤمن به من أفكار ومعتقدات، تصب جميعها في مصلحة الوطن. هي رسالة بعث بها المستشار 'يحيي قدري' للمجتمع المصري، ولشباب مصر، تبرهن علي أن هناك من بين من يدورون في 'فلك السياسة' من هم أحرص علي مصلحة الوطن، ويعلون من الصالح العام فوق كل اعتبار آخر.