المستشار يحيي قدري نائب رئيس حزب الحركة الوطنية كان أحد قادة الجبهة المصرية التي ضمت العديد من الأحزاب وأحد الذين بذلوا جهدا كبيرا من أجل الوصول إلي قائمة مدنية موحدة تخوض الانتخابات البرلمانية القادمة واستغرق الأمر مفاوضات امتدت لشهور ثم فجأة انهار كل شيء وخرجت الجبهة من قائمة "في حب مصر" واتجه بعض قادتها إلي تشكيل قائمة مشتركة مع تيار الاستقلال وأعلن المستشار يحيي قدري عدم خوضه الانتخابات مع أي قائمة بل وأعلن تجميد موقعه في حزب الحركة الوطنية.. ماذا حدث وكيف حدث..؟! هذا ما سنجده في تفاصيل هذا الحوار: * ماذا حدث وكيف آلت الأمور إلي ما نحن عليه؟! ** الحكاية باختصار انه منذ أن بدأ الحديث عن الانتخابات البرلمانية ومنذ أن دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي في لقاءاته مع رؤساء وقادة الأحزاب لتكوين قائمة موحدة كنت أحد المؤمنين بهذا والداعمين له والمصممين عليه لأقصي درجة وتبادلت الحديث مع رؤساء الأحزاب والمسئولين عن القوائم في الشارع السياسي واتفقنا علي انه يجب في هذه المرحلة أن نتناسي المصالح الشخصية والحزبية وان نسعي لتكوين قائمة مدنية موحدة.. هذا الكلام اتفق عليه رؤساء الأحزاب وقادة " في حب مصر" ولكن عند التطبيق العملي سقط كل هذا الكلام لم أجد التصميم عند الآخر.. وجدت كل واحد يفكر في نفسه وفي مصلحته الشخصية وفي مصحلة حزبه بل وجدت خلافا بين الحزب ونفسه.. اختلطت المسائل.. الكل نسي المصلحة العامة وفكرة التوحد.. لذا قررت الانسحاب من المشهد وعدم خوض الانتخابات علي أي قائمة بل وابتعدت عن حزب الحركة الوطنية وقررت اعتبار "مجمد" إلي حين تنفيذ الفريق أحمد شفيق مؤسس الحزب لمطالبي بضرورة إعادة هيكلة قيادات الحزب ومساءلة كل من اخطأ في حق الحزب أو كان يبحث عن مصلحة شخصية علي حساب مصلحة الحزب. * وما هي المشكلة مع قائمة "في حب مصر"؟ ** للأسف المسئولون "في حب مصر" كرروا معنا ما حدث أيام قوائم د.كمال الجنزوري.. اتفقوا معنا علي كل شيء ووقت الجد لم نجد أسماءنا داخل القوائم بالرغم من أننا عندما بدأنا المفاوضات قلنا لهم ان لدينا في الجبهة المصرية قوائم قوية جدا ومع ذلك لدينا الاستعداد لأن نتخلي عن بعض الأسماء الكثيرة من أجل الوصول إلي قائمة موحدة قوية تعبر عن الجميع.. ووعدونا خيرا وبعد ان تنازلنا عن قوائمنا فوجئنا بهم أي المسئولين عن قائمة "في حب مصر" يتخلون عن كل الوعود والاتفاقيات ويعرضون علينا الفتات.. مقعدا أو مقعدين وهم لا يريدون ترك أي اسم من أسمائهم.. ثم وجدنا شخصنة كبيرة للأمور وإساءات وبذاءات وخناقات وما إلي ذلك من أعلي درجات الخروج عن العمل السياسي.. للأسف اكتشفت من خلال هذه التجربة ان البعض يعتقد ان السياسية هي الأكاذيب والعمل من تحت الترابيزة.. البعض وهؤلاء كثيرون يقولون ما لا يؤمنون به ويعلنون ما لن يفعلوه.. البعض يؤمن بأن السياسة لا يجب أن يكون بها حصة كبيرة من المصداقية.. للأسف كل الكلام النظري سقط عند أول تطبيق وما حدث لم يكن أتصوره حتي في الخيال للأسف الشديد أقول اكتشفت انه لا توجد لدينا في مصر حياة سياسية حقيقية أو حزبية وان البعض يريد إعادة استنساخ تجربة ومرحلة سيئة ومرفوضة. * وماذا عن انضمام باقي أحزاب الجبهة إلي تيار الاستقلال؟! ** لا تعليق. * إذن ما هي صورة المشهد القادم وأي برلمان ستفرزه الانتخابات؟ ** سيكون لدينا برلمان لكنه ليس المجلس المأمول وأنا متخوف من عدم اقبال الناخبين علي التصويت لأن هذا سيعطي الفرصة للسلفيين وتيار الإسلام السياسي للاستحواذ علي المجلس والرهان علي أن ينحي المواطنين هذه التراكمات السيئة جانبا ويحاولون اختيار الأفضل لمصر أو علي الأقل "أفضل الوحشين" وهذا لا يمنع من وجود بعض العناصر الجيدة ولكن الأمر يحتاج إلي البحث عن طريق لمعالجة الأزمة التي نحن فيها حتي تكون لدينا حياة سياسية حقيقية بعيدا عن الإقصاء.