رياض السنباطي، موسيقار وملحن مصري، أحد أبرز الموسيقيين العرب، والمتفرد بتلحين القصيدة العربية، وبلغ عدد مؤلفاته الموسيقية 38 قطعة، وبلغ عدد شعراء الأغنية الذين لحن لهم 120 شاعراً. ولد 30 نوفمبر 1903 بمدينة فارسكور التابعة لمحافظة دمياط بشمال دلتا مصر، وكان والده مقرئا تعود الغناء في الموالد والأفراح، استمع الفتي الصغير إلي عبد الحي حلمي ويوسف المنيلاوي وسيد الصفطي وأبو العلا محمد وتتلمذ علي أيديهم من دون أن يراهم، إلا أنه ظل دائما مدينا لوالده الشيخ محمد الذي قام بتعليمه تراث الموسيقي العربية، ومن بينها أغنيات لمحمد عثمان وعبده الحامولي. أصيب وهو في التاسعة من عمره بمرض في عينه، أحال بينه وبين الاستمرار في الدراسة، وهو ما دفع بوالده الي التركيز علي تعليمه قواعد الموسيقي وايقاعاتها، فاستطاع أن يؤدي بنفسه وصلات غنائية كاملة، وأصبح هو نجم الفرقة ومطربها الأول. وفي عام 1928 كان قرار الشيخ السنباطي الاب بالانتقال إلي القاهرة مع ابنه، الذي كان يري انه يستحق أن يثبت ذاته في الحياة الفنية، مثله مثل أم كلثوم التي كان والدها صديقا له قبل نزوحه إلي القاهرة، في ذلك العام بدأ السنباطي مرحلة جديدة من حياته. بدأت شهرته عندما تقدم بطلب لمعهد الموسيقي العربية ليدرس فيه، ولكن عندما أختبرته اللجنه وذهلت من قدراته قررت تعينه أستاذا لآلة العود والآداء وبرز اسمه في ندوات وحفلات المعهد كعازف بارع، وبعد ثلاث سنوات قدم إستقالته من المعهد نتيجة لقرار مسبق بدخول عالم التلحين، عن طريق شركة أوديون للاسطوانات التي قدمته كملحن لكبار مطربي ومطربات الشركة ومنهم عبد الغني السيد، ورجاء عبده، ونجاة علي، وصالح عبد الحي. ومع تطور أسلوب السنباطي وسطوع نجم ام كلثوم في منتصف الثلاثينيات، سهل لهما التلاقي، وكانت البداية بأغنية 'علي بلد المحبوب وديني'، التي قدمت عام 1935 ولاقت نجاحا كبيرا، لينضم السنباطي الي جبهة الموسيقي الكلثومية والتي كانت تضم القصبجي وزكريا أحمد، إلا أن السنباطي كان مميزا عن الآخرين فيما قدمه من ألحان لأم كلثوم بلغ عددها نحو 90 لحنا، إلي جانب تميزه فيما فشل فيه الآخرون الا وهي القصيدة العربية التي توج ملكا علي تلحينها، سواء كانت قصيدة دينية أو وطنية أو عاطفية، ولذلك آثرته السيدة أم كلثوم من بين سائر ملحنيها بلقب العبقري. علاقة السنباطي بالفن لم تنحصر في الموسيقي والتلحين فقط، فقد قدم في عام 1952 فيلما للسينما شاركته بطولته الفنانة هدي سلطان وكان من إخراج المخرج حلمي رفلة. وعلي الرغم من نجاح الفيلم إلا أن السنباطي الذي قدم فيه مجموعة من الاغنيات التي لاقت الاستحسان لدي الجمهور، لم يفكر في تكرار التجربة. من دون إفصاح عن الأسباب إلا انه قال : 'لم أجد نفسي في التمثيل فاللحن هو عالمي'. توفي الموسيقار الكبير رياض السنباطي في سبتمبر1981.