رغم عمره.. الصغير نسبيًا.. إلا أن الأمير محمد بن سلمان.. ولي ولي العهد السعودي، أثبت منذ تقلده منصبه، قدرة هائلة علي التعاطي السياسي 'بذكاء' مع أوضاع المملكة، والمنطقة العربية، والعالم.. فالأمير الشاب، والمولود في العام 1985، والذي عين وزيرًا للدفاع في شهر يناير الماضي، هو من أشرف علي الضربة الجوية الأولي علي مواقع 'الحوثيين' فجر الخميس 26 مارس الماضي، وهو الذي قاد عملية 'عاصفة الحزم' التي تقودها 'المملكة السعودية'، حيث يعد من أصغر وزراء الدفاع الذين تقلدوا هذا المنصب في تاريخ السعودية، ويعد أول من تقلد منصبين كبيرين في السعودية.. وقد ساعده نبوغه المبكر في الصعود السريع في بلاط الحكم الملكي، فقد كان 'محمد بن سلمان'.. من ضمن العشرة الأوائل علي مستوي المملكة، وحصل علي بكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود في الرياض، كما حصل علي الترتيب الثاني في دفعته من كلية القانون والعلوم السياسية. في أبريل 2014 صدر أمر ملكي بتعيينه وزيرًا للدولة، وعضوًا في مجلس الوزراء، وتدرج في المناصب حتي اختياره بأغلبية ساحقة 'وليًا لولي العهد في 29 مارس 2015. وقد لا يعرف الكثيرون أن للأمير 'محمد بن سلمان'.. مبادرات اجتماعية، وأعمال خيرية متعددة، فقد أسس مؤسسة خيرية تحمل اسمه، وهي 'مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية' التي يرأس مجلس إدارتها، والهادفة إلي دعم وتطوير المشاريع الناشئة وتشجيع الإبداع في المجتمع السعودي. ومنذ تقلده منصبه.. وليًا لولي العهد السعودي، والأمير 'محمد بن سلمان' يمارس دوره، بنشاط متقد، وتحرك متسارع، ولعل الدور السياسي الذي بات يلعبه 'سرًا لانقاذ الأوضاع المشتعلة في المنطقة، لم يعد خافيًا علي أحد، وهو دور بات يلقي قبولاً ودعمًا كبيرين من أطراف عربية، وإقليمية، ودولية 'فاعلة' خاصة إزاء مجريات الأحداث الملتهبة في كل من 'سوريا واليمن والعراق' وهو دور بناء، وإيجابي، وقطع شوطًا كبيرًا علي صعيد إعادة الهدوء، والسلام، لمناطق عربية واجهت، ولا تزال، إرهابًا غير مسبوق. وعلي الصعيد الخارجي، لعب الأمير 'محمدبن سلمان' دورًا رئيسا في توقيع صفقات للسلاح، واتفاقات عسكرية مهمة، مع دول كبيرة في العالم، وفي مقدمتها روسيا، وهو دور يصب في صالح تعظيم قوة المملكة العربية السعودية، بما يخدم مقتضيات الأمن القومي العربي. لكل ذلك لم يكن غريبًا، أن يحظي الأمير 'محمد بن سلمان' بهذه الحفاوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حفل تخرج الدفعات العسكرية الخميس الماضي، فالزيارة التي قام بها، ومشاركة في هذا الاحتفال الكبير، هي رسالة واضحة لكل ذي كما عبر عن ذلك الرئيس السيسي حين قال إن 'مصر والسعودية' هما جناحا الأمن القومي العربي. وبعيدًا عن الدلالات السياسية للزيارة فإن المغزي الأكثر أهمية هو في إدراك الجميع، أن كل الشائعات التي ترددت عن 'فتور في العلاقات المصرية - السعودية هي مجرد هاتري و'أكاذيب' يرددها بعض ممن في قلوبهم مرض.