أكد وزير الخارجية سامح شكري أن مصر تضطلع بمسئولياتها لتوفير الدعم للدول الأفريقية الشقيقة من خلال الوكالة المصرية للتنمية، وأيضا من خلال العلاقات الثنائية وبناء القدرات وتوفير الدورات التدريبية في كافة المجالات. وشدد شكري - في تصريحات للوفد الصحفي المرافق له إلي جوبا علي متن الطائرة في طريق عودته إلي القاهرة مساء أمس - علي أن مصر تضع أولوية من خلال عضويتها غير الدائمة القادمة بمجلس الأمن علي حل القضايا والمشاكل الأفريقية، في الإطار الأفريقي، من خلال آليات مجلس السلم والأمن والاتحاد الأفريقي والعمل علي تزكية هذا التوجه، والعمل مع الشركاء الدوليين في مجلس الأمن علي تدعيم هذا التوجه والتأكيد عليه، وأن يتم التعامل علي مستوي المجتمع الدولي بأكمله في مبادرة من مجلس الأمن بناء علي طلب من الدول الأفريقية، وإذا ما تعثرت الجهود الأفريقية واحتاجت إلي مزيد من الدعم من قبل أعضاء المجتمع الدولي. وفي سياق آخر، أكد شكري أهمية مشاركة مصر في احتفالات ذكري استقلال دولة جنوب السودان، وذلك بالنسبة للبلدين التي ترتبط بعلاقات وثيقة.. مشيرا إلي أنه ومنذ استقلال جنوب السودان قبل أربعة أعوام تقوم مصر بتقديم الدعم لها وتعمل علي تعزيز قدرات جنوب السودان في مجالات التنمية. وقال إن علاقات مصر بالسودان وجنوب السودان هي علاقات تاريخية ولها جذورها، حيث إن العديد من أبناء جنوب السودان تعلموا في مصر.. واصفا العلاقات بأنها 'أخوية'. وردا علي سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط حول اللقاءات التي عقدها الوزير علي هامش مشاركته في احتفالات جنوب السودان، أوضح شكري أنه عقد لقاءات مع عدد من نظرائه الأفارقة ومن بينهم وزيرة خارجية كينيا أمينة محمد، وكانت هناك فرصة للتعبير لها عن الشكر للرسالة التي نقلتها منذ يومين من الرئيس الكيني كينياتا إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي علي خلفية الأحداث التي شهدتها سيناء مؤخرا. وأضاف أن هذه الرسالة - التي وصفها بأنها قوية - تعكس الاهتمام بالشأن المصري علي مستوي العلاقات الشخصية التي تربط الرئيس السيسي بالرئيس الكيني وأيضا اهتمامه بعلاقات وأواصر الصداقة بين الشعبين. وأشار وزير الخارجية إلي أن الرئيس السيسي كلفه بأن ينقل تحياته إلي رئيس كينيا وشكره العميق علي هذه المشاعر واهتمامه بأن يلتقي كينياتا في أقرب فرصة. وقال شكري إنه التقي أيضا مع وزير خارجية السودان في إطار المشاورات الدائمة والسعي المشترك للتحضير للجنة العليا المشتركة، كما تم الحديث مع وزير خارجية إثيوبيا حول الاجتماع الثلاثي الأخير الذي عقد علي المستوي الفني بشأن سد النهضة وأهمية مواصلة وتكثيف التواصل علي المستوي السياسي ليتواكب مع المسار الفني ويكون كل من المسارين مكملان لبعضهما البعض. وأضاف أنه نقل لرئيس جنوب السودان سلفا كير تحيات وتهنئة الرئيس السيسي بمناسبة الاحتفال بذكري استقلال جنوب السودان والاهتمام باستمرار اللقاءات المتبادلة فيما بينهما وتطلع الرئيس السيسي للقاء سلفا كير قريبا بالقاهرة أو في أي من المحافل التي تجمع البلدين علي المستوي الأفريقي. وأشار إلي أنه تم أيضا التطرق مع رئيس جنوب السودان إلي جهود سلفا كير لإحلال الاستقرار في دولة جنوب السودان وجهود منظمة الإيجاد في هذا الصدد واهتمام مصر بالعلاقة الوثيقة مع سلفا كير في تقديم أي عون لتحقيق الاستقرار في البلاد والخروج من أزمتها الحالية. وقال وزير الخارجية إن مصر تسعي دائما لأن تكون قريبة من مفاوضات 'الإيجاد' وتحرص علي أن تكون لها ممثل في المفاوضات الجارية في هذا الصدد، والتي تهدف إلي إيجاد حل للازمة. وردا علي سؤال حول دعم مصر الدائم لجنوب السودان وأهم المشروعات المستقبلية المنتظر تنفيذها، قال سامح شكري 'إننا ندعم جنوب السودان في مجال بناء القدرات في العديد من المجالات من ضمنها الزراعة والري والآبار وتطهير مجاري النيل من معوقات الزراعات، ولهذا فائدته لكل من جنوب السودان والسودان ومصر في تدفق المزيد من المياه بشكل يستفيد منه الثلاث دول، بالإضافة لمشروعات في مجال الكهرباء ومنح في مجالات التعليم والتدريب، خاصة الدبلوماسي وفي كل المجالات ذات الأولوية بالنسبة لجنوب السودان، بالإضافة إلي القطاع الطبي، حيث توجد مستشفي وصيدلية تقوم بدور مهم في الرعاية الصحية في العاصمة جوبا. وأضاف شكري 'إننا نسعي لتكثيف التواجد من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وخاصة في القطاع الطبي، وخصوصا في مجالات طب الأطفال والتبرع بالأجهزة الضرورية للمستشفيات في مجال غسيل الكلي والرعاية الصحية بصفة عامة. وفيما يخص التحركات الثلاثية المصرية السودانية الإثيوبية بعد اتفاق الدول الثلاث بشرم الشيخ علي هامش قمة التكتلات الأفريقية علي إنشاء اللجنة العليا المشتركة والإجراءات التنفيذية لها، أكد شكري أن إنشاء هذه اللجنة يأتي في إطار أي قضايا قد تتواجد في التعاون الثلاثي في المجالات السياسية والاقتصادية وأيضا اتصالا بقضايا مياه النيل وهو أعلي مستوي للتشاور للدفع بالعلاقات الثلاثية نحو المزيد من التعاون والتنسيق بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا التي تربطهم مصالح وروابط قوية ومتشابكة وفرص للتنمية وتحسين مستوي المعيشة بين الشعوب الثلاثة، بما يؤدي إلي أن تؤسس علاقة قوية من التعاون للدول. وردا علي سؤال حول الاهتمام الكبير الذي توليه مصر للقارة الأفريقية، أشار وزير الخارجية سامح شكري إلي التحركات السياسية والدبلوماسية الكثيفة للغاية التي جرت في هذا الإطار منذ العام الماضي سواء من خلال تفاعل الرئيس عبد الفتاح السيسي ولقاءاته المتعددة مع الزعماء الأفارقة سواء بمشاركته في القمتين الأفريقيتين اللتين عقدتا في شهر يونيو من العام الماضي بمالابو ثم في يناير الماضي بأديس أبابا، وأيضا متابعة سيادته للقمة الأفريقية الأخيرة بجوهانسبرج، والتي كان قريبا من فعالياتها بحكم انه عقد قبلها مباشرة قمة التكتلات الثلاث بشرم الشيخ، فضلا عن علي التشاور الهاتفي مع الرئيس الجنوب أفريقي زوما اتصالا بالعلاقات الثنائية المصرية الجنوب أفريقية والقضايا التي كانت ستبحث في إطار القمة. وأضاف شكري أن الرئيس السيسي استقبل أيضا في القاهرة العديد من الزعماء الأفارقة والتقي الرئيس بأشقائه الأفارقة في زيارته لنيويورك في سبتمبر الماضي علي هامش اجتماعات الجمعية العامة. كما استعرض شكري الجولات والزيارات المتعددة التي قام بها في القارة الأفريقية بشكل موسع كذلك قيام عدد من الوزراء ومن بينهم وزير الري والموارد المائية ووزير الزراعة ووزير الصحة بزيارات إلي العديد من بلدان القارة. وقال الوزير إن الاهتمام المصري بالقارة الأفريقية تعكسه أيضا زيارات رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب لعدد من الدول الأفريقية والمشاركة في فعاليات من ضمنها قمة الفرانكفونية في السنغال ولقاءات رئيس الوزراء في المناسبات الأفريقية المختلفة واهتمامه أيضا بالتواصل مع نظرائه الأفارقة في الإطار الثنائي والمتعدد. وشدد وزير الخارجية علي وجود اهتمام واستكشاف لكل مجالات التعاون مع الأشقاء الأفارقة من أجل الاستفادة المشتركة، وأيضا مصر تضطلع بمسئولياتها لتوفير الدعم للدول الأفريقية الشقيقة من خلال الوكالة المصرية للتنمية ومن خلال العلاقة الثنائية وبناء القدرات وتوفير الدورات التدريبية في كافة المجالات ومن ضمنها المجالات العسكرية، حيث حضرنا مؤخرا حفل تخرج دفعة تدريبية للحراسات الخاصة للزعماء الأفارقة وكان ممثل فيها عدد وفير من الدول الأفريقية علي مستوي رفيع و لمسنا مدي اعتزاز المتدربين الأفارقة في الفترة التي قضوها بتدريب الجيش المصري لاهتمامهم بالعقيدة العسكرية المصرية المبنية علي العقيدة الوطنية بعيدة عن أي الانحياز للطائفية أو للقبلية وهي التي تحمي كيان الدول أمام التهديدات البالغة التي تشهدها الدول الأفريقية من تهديدات إرهابية أو صراعات داخلية تحيد بهذه الدول عن جهود التنمية والعمل علي رفع مستوي معيشة الشعوب. وفيما يتعلق بالدعم الأفريقي لمصر في ترشحها للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي عن القارة الأفريقية، أكد الوزير شكري أن الاتحاد الأفريقي بالطبع داعم لترشيح مصر وهذا ترشيح ليس فيه منافسة، ولكن حتي علي المستوي الفردي فالدول الأفريقية تؤكد في كل مناسبة علي أنها ستقوم بدعم هذا الترشيح لأن مصر ليست مرشحة إلا عن الدول الأفريقية فهي مرشحة ممثلة عن الدول الأفريقية في مجلس الأمن ومن هنا حرصنا علي أن نتواصل خلال زيارتي الأخيرة لنيويورك للترويج للعضوية المصرية للمجلس خلال الانتخابات القادمة مع المندوبين الدائمين الأفارقة وأيضا خلال اتصالات ولقاءات علي المستوي الأفريقي لطرح رؤية مصر إزاء القضايا الأفريقية وللتأكيد علي اهتمام مصر، وأن كنا نعمل في إطار مجلس الأمن، ولكن أن تكون الأولوية ترتكز علي حل المشاكل الأفريقية، في الإطار الأفريقي من خلال آليات مجلس السلم والأمن والاتحاد الأفريقي والعمل علي تزكية هذا التوجه والعمل مع الشركاء الدوليين في مجلس الأمن علي إزكاء هذا التوجه والتأكيد عليه، وأن يتم التعامل علي مستوي المجتمع الدولي بأكمله في مبادرة من مجلس الأمن بناء علي طلب من الدول الأفريقية، وإذا ما تعثرت الجهود الأفريقية واحتاجت إلي مزيد من الدعم من قبل أعضاء المجتمع الدولي.