نائب رئيس جامعة حلوان يقابل الطالبة سارة هشام لبحث مشكلتها    تعرف على أهداف الحوار الوطني بعد مرور عامين على انطلاقه    برلماني: ما يتم في سيناء من تعمير وتنمية هو رد الجميل لتضحيات أبناءها    مساعد وزير التعليم: 8236 مشروعا تعليميا ب127 ألف فصل    البلطى والبورى الأكثر تراجعًا    ساعة زيادة لمواعيد غلق المحال التجارية بسبب التوقيت الصيفي.. لهذا السبب    مشروعات سيناء.. عبور إلى الجمهورية الجديدة    مزاد علني لبيع عدد من المحال التجارية بالمنصورة الجديدة    رئيس COP28: على جميع الدول تعزيز طموحاتها واتخاذ إجراءات فعالة لإعداد خطط العمل المناخي الوطنية    نادر غازي يكتب: الصمود الفلسطيني.. و"الصخرة" المصرية    خبير علاقات دولية: مواقف مصر قوية وواضحة تجاه القضية الفلسطينية منذ بداية العدوان    مسؤول إسرائيلي: بلينكن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث صفقة جديدة    فقرة فنية خاصة للاعبي الزمالك في مران اليوم استعداداً للقاء دريمز    كلوب: سأكون الأكثر ثراء في العالم إذا تمكنت من حل مشكلة صلاح ونونيز    الغيابات تضرب الاتحاد قبل مواجهة الجونة    علاقة متوترة بين انريكي ومبابي.. ومستقبل غامض لمهاجم باريس سان جيرمان    النصر يتعادل مع اتحاد كلباء في الدوري الإماراتي    بسبب سوء الأحوال الجوية.. حريق 5 منازل بالكرنك    بالإنفوجراف والفيديو| التضامن الاجتماعي في أسبوع    كانت جنب أمها أثناء غسيل المواعين.. غرق طفلة داخل ترعة الباجورية في المنوفية    السينما العربية يكشف عن ترشيحات النسخة 8 من جوائز النقاد للأفلام    ملخص فعاليات ماستر كلاس بتكريم سيد رجب في «الإسكندرية للفيلم القصير» | صور    وسائل إعلام إسرائيلية: سقوط صاروخ داخل منزل بمستوطنة أفيفيم    حياتى أنت    شركة GSK تطرح لقاح «شينجريكس» للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    صحة دمياط تطلق قافلة طبية مجانية بقرية الكاشف الجديد    الأوقاف تعلن أسماء القراء المشاركين في الختمة المرتلة بمسجد السيدة زينب    السينما الفلسطينية و«المسافة صفر»    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    نائبة تطالب العالم بإنقاذ 1.5 مليون فلسطيني من مجزرة حال اجتياح رفح    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سرفيس على صحراوي قنا    وكيل وزارة الصحة بأسيوط يفاجئ المستشفيات متابعاً حالات المرضى    مجلس أمناء العربي للثقافة الرياضية يجتمع بالدوحة لمناقشة خطة 2025    ميار شريف تضرب موعدًا مع المصنفة الرابعة عالميًا في بطولة مدريد للتنس    طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي شرقي لبنان    الأمم المتحدة للحق في الصحة: ما يحدث بغزة مأساة غير مسبوقة    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    يحيى الفخراني: «لولا أشرف عبدالغفور ماكنتش هكمل في الفن» (فيديو)    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    مواعيد صرف منحة عيد العمال للعمالة غير المنتظمة    «مياه دمياط»: انقطاع المياه عن بعض المناطق لمدة 8 ساعات غدًا    استقالة متحدثة أمريكية اعتراضًا على حرب إسرائيل في قطاع غزة    بداية من الغد.. «حياة كريمة» تعلن عن أماكن تواجد القوافل الطبية في 7 محافظات جديدة    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    سويسرا تؤيد خطة مُساعدات لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليار دولار    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل العلاقة بين حماس والإرهابيين في سيناء
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 05 - 07 - 2015

اعترافات مذهلة لأحد قادة التنظيم في قضية 'عرب شركس' تكشف الحقيقة هاني مصطفي يؤكد: أيمن نوفل ورائد العطار توليا استقبالنا في غزة وتم تدريبنا علي السلاح والمفرقعاتأبو عبد الله تولي تهريبنا عبر الأنفاق والتدريب تم في معسكر كتائب عز الدين القسام في رفح العلاقة بين حماس والحادث الإرهابي الأخير في سيناء حقيقة لا تقبل الشك عملية استهدفت قناة السويس بسلاح مقدم من حماس لا تندهش عزيزي القارئ، عندما يجري الحديث عن تورط كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس في الهجوم الإرهابي الأخير الذي شمل العديد من الكمائن داخل سيناء وأدي إلي استشهاد 17 عسكريًا وجرح ثلاثة عشر آخرين وسحق أكثر من 150 من الإرهابيين.
القضية ليست وليدة التو أو اللحظة والحديث عن هذه العلاقة لا يحمل أي قدر من التجني ضد حماس وذراعها العسكرية، الحقيقة أن القضية أخطر بكثير، والعلاقة ممتدة بين الإرهابيين وحماس منذ أحداث يناير 2011.
عندما ألقت أجهزة الأمن القبض علي المتهمين في القضية رقم 43 لسنة 2014 'عسكرية' والمعروفة باسم قضية 'انصار بيت المقدس - عرب شركس' أدلي المتهم هاني مصطفي أمين عامر '31 سنة مبرمج كمبيوتر- الإسماعيلية' بمعلومات علي جانب كبير من الخطورة في التحقيقات التي جرت معه أمام نيابة أمن الدولة العليا في مارس 2014.
تركزت هذه المعلومات حول العلاقة بين التنظيم الذي ينتمي إليه والجناح العسكري لحركة حماس وقيامه بتدريب العناصر الإرهابية ومدها بالأسلحة المتقدمة.
لم يكن هاني مصطفي يتحدث من فراغ، فهو واحد من المجموعة التي شاركت في احداث العنف والقتل في مسطرد وغيرها وتم اعدامه ضمن خمسة آخرين في 17 مايو 2015.
لقد مثلت هذه التحقيقات دليلاً دامغًا علي تورط حماس في العمليات الإرهابية داخل مصر، باعتبارها فرعًا لجماعة الإخوان في غزة، تخضع لتعليمات التنظيم الدولي وتنفذ أجندته كاملة.
عندما يسأله المحقق عن تفصيلات اعترافه، لا يجد هاني مصطفي غضاضة في الادلاء بكافة المعلومات دون تردد ودون إجباره.
في البداية يقول المتهم في التحقيقات التي جرت معه يوم 20 مارس 2014: 'أنا شاركت محمد أحمد نصر وكنيته 'الحاج أبو أحمد' في تأسيس تنظيم أسميناه 'كتائب الفرقان' من مجموعات من العريش والإسماعيلية والجيزة والمعادي، وكان الهدف من هذا التنظيم- بعد أن بدأ ينهج النهج العسكري- هو خلق حالة من عدم الاستقرار الأمني التي لا تسمح للأجهزة الأمنية بإحكام قبضتها علي الأوضاع، لأننا كنا متوقعين بعد 'الانقلاب' العسكري اللي حصل هجومًا أمنيًا شرسًا ضد كل الجماعات التي تعمل في مجالات الدعوة، وبالتالي كان لا بد من مواجهتها وتم وضع الاستراتيجية الخاصة بالتنظيم في هذا الوقت علي أساس استهداف مؤسسات الشرطة والجيش والقضاء، علي أساس كونهم من 'الطائفة الممتنعة' عن تطبيق شرع الله، بالإضافة إلي توجيه الضربات إلي الإعلام الذي يبرر تصرفات الجيش والشرطة ويمهد لهما.
وقال هاني مصطفي: بدأت علاقتي بمحمد نصر بعد ثورة 25 يناير، وتعرفت عليه في حملة ترشيح الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل في الانتخابات الرئاسية، لأنني كنت مسئولاً عن الحملة الشعبية لتأييد ترشيحه في الإسماعيلية وقد حضر محمد أحمد نصر أحد مؤتمرات دعم وتأييد حازم أبو إسماعيل في المدينة وكان مسئولاً عن حملة التأييد الشعبي في أنحاء الجمهورية، وكانت تلك بداية اللقاء به، وبعدها حدث خلاف بيني وبين محمد أحمد نصر مع حازم أبو إسماعيل وتركنا الحملة، ولكن علاقتي مع محمد نصر ظلت مستمرة، خاصة أن محمد نصر كان لديه فكرة لتأسيس نموذج دعوي تربوي في العريش، وأنا كنت مرافقًا له لأنني كنت أريد أن أنقل نموذجه إلي الإسماعيلية، وبدأنا في شهر فبراير 2012 نشتغل علي هذا المنهج، وركزنا علي الشباب الذين كانوا يعملون مع حازم صلاح أبو إسماعيل في العريش واعتمدنا علي فكرة هي 'إخوانية' بالأصل لأني أنا ومحمد نصر كنا لفترة ليست بالقليلة، أعضاء في تنظيم جماعة الإخوان.. والفكرة هذه قائمة علي 'الدعوة الفردية' وكنا نستخدمها لضم أعضاء جدد من الشباب وتمكنا من ضم كل من أحمد عزمي وأسامة عزمي وخالد عيد ومحمد عيد ومحمود سمري ومحمد سمري وعبد الله رباع وأحمد الحداد ومحمود شرابي ومحمد صالح الطويل وأخيه ومحمود عبد العزيز وعمر حجاوي وكريم رستم ومحمد غزال وثروت جودة وأحمد مصطفي وإسلام محمد وهذه المجموعة كان دورها يركز علي ضم شباب جدد علي ذات النهج.
ويستكمل هاني مصطفي القول: 'بدأت أنا في الإسماعيلية وكان معنا مجموعة من الشباب هم: عبد الهادي أحمد وحسن جمال ومحمد الشوادفي وهشام المهدي ومحمد فتحي وأحمد سليمان وأحمد الملاح وأحمد مصباح ومحمد غزال وغيرهم.
كنا بنعمل اجتماعات بصفة مستمرة في بيت محمد نصر أو بيتي، وظل هذا الوضع مستمرًا حتي شهر أبريل 2012، وساعتها بدأ محمد نصر يفكر في التدريب علي العمل الجهادي باعتباره ركنًا أساسيًا في العمل الإسلامي، ومن هنا جاءت فكرة التدريب في كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس، والعلاقة مع حماس بدأت منذ عام 2008، أيام الحرب علي غزة، كان محمد نصر بيهرب إليهم معدات وأجهزة تساعد في حفر الأنفاق وشيئًا آخر اسمه 'الخفاش الطائر' كانوا قد طلبوه منه، لكنه لم يستطع توفيره لهم.
وهو مثل 'البراشوت بمروحة، يتم فرده، والمروحة تشتغل ومن يلبسه يستطيع أن يطير' بالإضافة إلي مطالب أخري.
وفي هذه الفترة تعرف محمد نصر علي أيمن نوفل ورائد عطار من كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس ومن خلالهما استطعنا الدخول إلي غزة عن طريق الأنفاق الحدودية، وكان الدليل الذي رافقنا هو أحد الأشخاص من رفح المصرية اسمه 'طارق أبو عبد الله' وقد وصلنا إلي غزة واستقبلنا أبو خليل 'أيمن نوفل' وذهب بنا إلي معسكرات كتائب عز الدين القسام في رفح الفلسطينية، وبقينا هناك ثمانية أيام وكان معي في السفر محمد نصر وعبد الرحمن راشد وأحمد سرحان وكنيته 'أبو حمزة' وأحمد سلمي وكنيته 'وليد' ومحمود سمري وكنيته 'عادل' وكريم رستم وكنيته 'هيما' ومحمد فشاوي وكنيته 'غزال'.
وقال هاني مصطفي: 'في هذه الفترة تم تدريبنا علي فنون القتال والتكتيكات العسكرية ومنها تكتيكات الاقتحام والتطهير للمباني وقطع الشوارع في حرب المدن وغيرها، كما جري تدريبنا علي سلاح الكلاشينكوف' وبنادق القنص الروسي، كما تم تدريبنا علي أنواع متعددة من المدافع، وتدربنا علي إطلاق قذائف الهاون والآر. بي. جي، وشملت الدورة إعداد المتفجرات عبر القيام بتوصيل الدوائر الكهربائية بالصاعق في المواد المتفجرة، ولكن لم نأخذ دورات في تصنيع المتفجرات، وأخذنا دورة نظرية في المدفعية وشملت علم الطبوغرافيا وتحديد زوايا الإطلاق وتحديد الاتجاه بالبوصلة، وأخذنا دورة قنص.
وشارك في هذه الدورة خمسة مدربين وأسماؤهم الحركية هي 'أبوصهيب' وأبو أحمد وأبو المعتصم وأبو البراء ولا اتذكر الخامس وليست هذه أسماءهم الحقيقية، وكان أبو صهيب هو الذي يدربنا علي التكتيكات العسكرية وأبو أحمد كان بيدربنا علي السلاح وأبو المعتصم كان يدربنا علي المتفجرات وأبو البراء كان يدربنا علي القنص، وقد ظلت اقامتنا في معسكر التدريب في رفح، وعندما كانت تقوم الطائرات الإسرائيلية بالتجسس كنا نذهب إلي بيت 'أبو صهيب' وكانوا يسمون طائرة التجسس 'الزنانة'.
ويقول 'في نهاية الدورة اجرينا مناورتين الأولي كانت مناورة 'إغارة'، والثانية كانت مناورة 'كمين'، وكانت بالذخيرة الحية، وقد حضرها أيمن نوفل ورائد العطار وكان سلاح التدريب والذخيرة متوافرا عندهم عن طريق كتائب عز الدين القسام، كنا نتدرب علي سلاحهم، وكانت مصاريف الإقامة والمعيشة علي حسابهم.
ويقول هاني مصطفي: 'لقد عدنا إلي سيناء بنفس الطريقة من خلال الأنفاق، عن طريق طارق أبو عبد الله أيضًا، وقال 'قبل هذه الزيارة كانت هناك زيارة أخري واستقبلنا أيضًا أيمن نوفل ورائد العطار، وكان الغرض من الزيارة هو معرفة الإجابة مني علي بعض الاستفسارات العلمية مثل طريقة التشويش علي كاميرات طائرات التجسس 'الزنانة' وكذلك سبل التأثير فيها من عن بعد، والتشويش علي الإشارات اللاسلكية واستشارات عن صب السبائك العسكرية، لأنني كنت معروفًا بتنمية مهاراتي في المجالات العلمية والتطبيقية منذ عام 2007 وحتي 2011 في مجالات الفيزياء الحديثة والاتصالات وأمن المعلومات والبرمجة وتحليل النظم بسبب خلفيتي الدراسية لأنني خريج كلية علوم قسم كيمياء وهذه الزيارة لم تستغرق أكثر من يومين، وهاتان الزيارتان اللتان قمت بهما إلي غزة مع آخرين واحدة تمت في شهر ديسمبر 2011 والثانية في شهر يناير 2012، أما سفرية غزة الأخيرة فقد تمت في شهر أبريل 2013.
لقد كنت في هذه الوقت عضوا في مجلس شوري الدعوة في العريش وهذا المجلس كان مكونًا من محمد نصر وأيمن أنور وعبد الرحمن راشد وأحمد راشد ومعين فهمي وهذه الاجتماعات كانت تتم كل يوم سبت، وكنا نناقش فيها أمور الدعوة والفاعليات التي كان يجري التحضير لها للأسبوع القادم مثل محاضرات في المساجد وجلسات تربوية ودورات رياضية، وكنا نقوم بتدريس الشباب كتبًا مثل 'في ظلال القرأن' لسيد قطب و'أصحاب الأخدود' للشيخ الرفاعي سرور و'مفاهيم ينبغي أن تصحح' لمحمد قطب، ومن ضمن الذين زارونا في لقاء عام للشباب كان كمال سلام ومحمد زكريا من تنظيم '65 إخوان'، وهذا اللقاء اجتمعت فيه مجموعة العريش ومجموعة الإسماعيلية ومجموعة كانت تعمل في الجيزة، حضرها منها في هذا الوقت محمد صبري عبد العظيم وكنيته 'أبوسيف' وكنت أنا ومحمد نصر خلال هذه الفترة نتوقع سقوط حكم الإخوان، وقلنا إنه بعد سقوط حكمهم ستبدأ حملة اعتقالات لكل العناصر وكان لدينا قلق كبير في هذه الفترة، وبالفعل حدث الانقلاب العسكري بعد 30 يونية 2013 وتم ابعاد محمد مرسي وحدث ما كنت أخاف منه أنا ومحمد نصر وبدأنا نشعر بالاضطهاد بسبب اللحية، مما دفعني إلي حلق لحيتي حتي اتفادي التضييق عليّ من رجال الشرطة وكذلك اغلب المجموعة ومنهم محمد أحمد نصر نفسه، وبدأت أفكر في احضار سلاح وتمكنت من الوصول إلي تاجر سلاح في الإسماعيلية كان ساكن عند الكيلو 11 واسمه صالح ومعرفش باقي اسمه، وصالح ده كان بينزل في تأمين مظاهرات الإخوان في الإسماعيلية بالسلاح وكان الإخوان يستخدمونهم لتأمين مظاهراتهم وصالح ده كان بيتعامل في الأسلحة الآلي والجرينوف، وكمان قدرت أوصل لواحد تاني بيبيع طبنجات صوت معدل، لكنها تضرب 'بلي' وهذه صناعة تركي وهذا النوع من السلاح كان بيباع في هذه الفترة علي الرصيف.
في هذا الوقت كلمني محمد نصر علي تليفوني وعرض علي نجيب سلاح تحسبًا للأوضاع الخطيرة في البلد وبعد أن اتفقنا علي ذلك قمنا بشراء 4 بنادق آلية وصندوق ذخيرة من صالح ودفعنا فيهم أربعة وأربعين ألف جنيه، بندقيتين ب 16 ألفا، وبندقيتين ب14 ألفًا وصندوق الذخيرة ب14 ألفًا، واعطاني الفلوس محمد أحمد نصر وقد اعطاني مائة ألف جنيه كي اشتري أيضًا بندقيتين آلي وآر بي جي وأنا ساعتها لم أجد آر بي جي.
وقال هاني مصطفي 'لقد طلب مني محمد نصر شراء الآ ربي جي' حتي نبدأ في استهداف المنشآت الحيوية للدولة ودفع الجيش لأن يترك التأمين في الشوارع وينشغلوا بتأمين المنشآت الحيوية' وكان ذلك أول طريق العمل العسكري المباشر ضد الدولة، وقد اتفقت أنا ومحمد نصر أن يكون أول هدف لنا هو استهداف المجري الملاحي لقناة السويس.
وجاء محمد نصر بكمية هائلة من السلاح عبر كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس، وبالفعل تم تسليمه قاذفتين آر بي جي الخارق للدروع والمباني، ومائة كيلو جرام من مادة تي. إن. تي ومجموعة من سلاح الكلاشينكوف معرفشي عددهم وكميات من الذخائر وقنابل يدوية وصواعق للتفجير وبندقية للقنص كي ننفذ بها عملية استهداف المجري الملاحي لقناة السويس.
ويقول: 'لقد اتفقت مع محمد نصر علي أن استهداف المجري الملاحي للقناة يكون من مدينة الإسماعيلية وأن نقوم بضرب المجري بالآر. بي. جي وقلت لمحمد نصر إن من سيشارك هم مجموعة الإسماعيلية التي هي مسئوليتي، ولهذا نجح محمد نصر في نقل أسلحة إلي الإسماعيلية عبارة عن آر. بي جي 'قذيفتين' وقد وضع القاذف في سيارته اللانسر في مكان ما بين جسم العربة وتانك البنزين، كما وضع القذيفتين في كنبة السيارة عن طريق الحفر تحت السلك بتاع الكنبة ووضعهما ما بين السلك والكنبة من الأسفل، ثم قام بتسليمها إليّ عند البيت في الإسماعيلية وأخفيناهما في كيس مخدة، ووضعتهما في منزلي، ثم بعد ذلك اجتمعت مع الشباب الذين سيقومون بتنفيذ العملية وهم هشام المصري وعبد الهادي أحمد وأحمد الملاح وأحمد سليمان، وقد جري الاجتماع في شقتي وعرضت عليهم السلاح وكانوا يشاهدون الآر. بي. جي لأول مرة، وعرضت عليهم فكرة استهداف المجري الملاحي لقناة السويس وقلت لهم إن الجهاد في هذا الوقت ضروري لممارسة العمل الدعوي ودفع القبضة الأمنية بعيدًا عنا، واقتنعوا بذلك، وبدأ شغلنا الشاغل وهو البحث عن أقرب نقطة من المجري الملاحي لأن أقصي مدي لقذيفة الآر بي جي هو 500 متر، وقمنا بفتح برنامج خرائط 'جوجل' علي الانترنت، وعرفنا أن طول المجري الملاحي حولي 200 كم، وبدأنا ندور علي أقرب نقطة للمجري من داخل مدينة الإسماعيلية بحيث يكون بعد الشط عن نقطة الانطلاق لا يزيد علي 500 متر، وبدأنا ننزل نرصد علي أرض الواقع فنزلت أنا وهشام مهدي وعبد الهادي أحمد وأحمد سليمان كل واحد منهم نزل علي مكان معين، حتي اكتشفنا مكانًا ما بين مساكن الجامعة القديمة والمسماة سكان 'البلاج' وما بين مساكن هيئة قناة السويس المطلة علي المجري الملاحي خاصة أن هذه المنطقة لا توجد بها خدمات أمنية ووجدنا فيها ثغرة، قام المجندون برفع أجزاء من البوابة الحديدية حتي يستطيعوا التحرك براحتهم فيها، وقد وجدنا أن هذه المنطقة هي أقرب مكان، وكان ذلك في شهر أغسطس 2013.
وقد توليت بنفسي استخدام الآر. بي. جي جهة لأنني اتدربت عليه في غزة في التدريبات التي أخذتها في معسكرات كتائب عز الدين القسام ونزل معي في هذا اليوم هشام المهدي وكان يركب سيارته الرمادي وأيضًا عبد الهادي أحمد وأحمد سليمان وكان دورهما هو تأمين العملية وتصويرها، أما أحمد الملاح فقد اقتصر دوره علي الاستطلاع قبل العملية لمتابعة الدوريات الأمنية.
وقال هاني مصطفي: 'لقد دخلنا علي المكان فجرا آواخر شهر رمضان وكنا نعرف أنا هناك قافلتين تعبران في هذا الوقت في المجري الملاحي، قافلة قادمة من بورسعيد في الفجر، والأخري تأتي من الجنوب من السويس في وقت العصر وتكون المسافة بين كل سفنية وسفينة حوالي 3 دقائق، ومع أول سفينة بدأت تعبر، كانت المسافة بين وبينها حوالي 800 متر، بدأت في تحضير السلاح ثم ضربت القذيفة والمفروض أنها أصابت السفينة، لكن أحمد سليمان الذي كان يتولي عملية التصوير لم يصور عملية الاستهداف نتيجة أنه كان واقفًا علي نفس الخط بتاعي، وعلي مساحة حوالي 7 أمتار تقريبًا ولذلك فإن لهب القاذف يتسبب في عدم التصوير بشكل جيد ودقيق، وكنا نتوقع أنه بعد هذه العملية، الدنيا ستقوم ولا تقعد، إلا أننا اكتشفنا أن الموضوع مر بهدوء، ثم رجعت إلي البيت واطلعت علي الفيديو، ووجدت أن التصوير قد وقف عند مرحلة تحضير السلاح ال'آر بي جي'، تحدث مع محمد نصر بعد العملية كي يصدر بيانًا، ولكنه جاء إليَّ في اليوم التالي لكي نعد صيغة البيان وساعتها كان لازم نختار اسمًا للتنظيم لكي يتصدر البيان ومن هنا اخترنا اسم 'كتائب الفرقان' وهذه كانت بداية التنظيم وقد نشرنا فيديو العملية من خلال برامج تمنع عليه التتبع وبعثنا به لوكالات الأنباء باسم 'تنظيم كتائب الفرقان'.
وقال هاني مصطفي: 'إن أحدًا منهم لم ينشر 'الفيديو' ولكن فقط الذي نشره هو وائل عباس وبكده يكون تاريخ تأسيس كتائب الفرقان في أوائل اغسطس 2013، الموافق 22 من رمضان.
هكذا بدأنا ننقل مجموعات الشباب التي هي معنا إلي العمل العسكري وأصبح للتنظيم جناحان أحدهما دعوي والآخر عسكري بقيادة محمد أحمد نصر وكنيته 'الحاج' أو 'أبو أحمد' وخرج من هذا التنظيم مجموعة من الخلايا هي مجموعة العريش وضمت محمد نصر ومحمود سمري وأحمد سلمي وكريم رستم وأحمد سرحان وأحمد الحداد وعبد الله رباع وإسلام محمد إسلام 'فلسطيني الجنسية' وكان محمد سمري هو فقط الذي علي إطلاع بالعمليات، ومجموعة العريش كان دورها في القاهرة ما عدا مجموعة عبد الله رباع والتي كانت تضم أحمد سرحان وأحمد الحداد وهذه تم القبض عليها عندما حاولت القيام بعملية في العريش بدون علم محمد نصر، أما المجموعة الثانية فقد كانت تضم مجموعة الإسماعيلية وكنت أنا المسئول عنها ومعي عبد الهادي أحمد وهشام المهدي وأحمد سليمان وأحمد الملاح وحسن جمال ومحمد الشوادفي ومحمد فتحي وهؤلاء الثلاثة الآخرون، لم تكن لهم مشاركات في العمليات، أما مجموعة الجيزة فكان مسئولًا عنها محمد صبري عبد العظيم واسمه الحركي 'أبو سيف' وكان الدور المكلف به محمد نصر هو تأهيل العناصر المنضمة حديثًا من الناحية الفكرية لتقبل فكرة العمل الجهادي كما أسند له دور جمع المعلومات من الأماكن التي يجري استهدافها وترتيبها وفقًا لأهميتها من وجهة نظره، وكانت مجموعته تضم أحمد جاب الله ووالده مستشار، وإبراهيم يحيي ومحمد سيد العربي.
أما المجموعة الرابعة والأخيرة فقد انضمت للتنظيم قبل تنظيم عملية القمر الصناعي في المعادي وهي ضمت أيمن أنور عبد الرحيم وكنيته 'أبو شروق' وأحمد حمدان وشخصًا يدعي عبد القادر ومعهم اثنان أو ثلاثة آخرون لا أعرفهم، وقد التقي بهذه المجموعة محمد نصر ومحمود سمري فقط، لأنه بانضامهم بدأ تغيير شكل التنظيم إلي خلايا عنقودية كل خلية لا تعرف شيئًا عن الخلية الأخري.
التطور الثاني
وقال هاني مصطفي: 'إن التطور الثاني لشكل التنظيم العسكري لكتائب الفرقان هو أن المجموعة لا تعرف مثلا اسم محمد نصر الحقيقي، ولكن تعرفه بالاسم الحركي وقال: إن مشكلة إعداد التنظيم فكريًا وعسكريًا كانت مهمة صعبة لقد كنا نعتمد فكريًا علي أفكار محمد قطب، ولكن بعد فض اعتصام رابعة بدأنا ندعو للعمل الجهادي بشدة، وبدأنا نبحث عن التأصيل الشرعي للعمل الجهادي واعتمدنا فيها علي فكر 'الطائفة الممتنعة' عن تطبيق شرع الله، وشرعية قتالها اعتمادًا علي فتوي لابن تيمية بشأن حكم قتال التتار وما حدث في حروب الردة مع سيدنا أبي بكر الصديق وذلك نقلاً عن كتاب 'البلاغ المبين' للشيخ عبد المجيد الشاذلي واستنادنا فيه إلي كفر طائفة الجيش والشرطة والقضاء لمواجهتهم واستهدافهم علي الهوية.
أما الجانب العسكري فنحن كنا نجري تدريبات بدنية مثل الجري والرياضات الأخري، وفي المنزل كنا نجري تدريبات علي الحركة بالسلاح إضافة إلي أننا كنا ننصح أعضاء المجلس العسكري بقراءة كتاب 'أمن المطارد' الصادر عن حركة حماس، مثل أمن الملاجئ والاتصالات والتحركات وكان الهدف من تأسيس هذا التنظيم هو خلق حالة من عدم الاستقرار الأمني التي لا تسمح للأجهزة الأمنية بإحكام القبضة الأمنية بصفة عامة، بحيث يجري تعطيل هذه الجهات عن مطاردة العسكريين أو رجال الدعوة.
وكان هدفنا هو منشآت الجيش والشرطة والقضاء والمنشآت الاقتصادية للقوات المسلحة، بغرض إشغالها بتأمين المنشآت الحيوية للدولة.
وكان من ضمن وسائلنا أيضًا اغتيال الإعلاميين مثل وائل الإبراشي وإبراهيم عيسي ولميس الحديدي وعمرو أديب وغيرهم، ولم تكن لدينا كفاءة رصد المعلومات عنهم، أما بالنسبة للقضاة فنحن لم نحدد أسماء أشخاص نسقط عليهم حكم الكفر واعتمد التنظيم في تمويله علي دعم من كتائب عز الدين القسام بالسلاح والمال بالإضافة إلي التدريب كما شرحت قبل ذلك وقلت إنهم سلمونا آر بي جي ومجموعة قذائف ومائة كيلو من مادة 'تي إن تي' ومجموعة من الكلاشينكوف وقنابل وصواعق تفجير وبندقية قنص وذخائر، وقد رأيت محمود سمري وهو يحضر مجموعة كلاشينكوف بذخائرهم، وكانوا سملونا قبل ذلك 28 ألف دولار ودول اللي أنا علي علم بهم، بالإضافة إلي أنه كان رجل أعمال صاحب شركة 'زكي جروب' واسمه محمد زكي، وده كان بيدعم الجانب الدعوي للتنظيم وكان يرسل أموالًا كثيرة من خلال محمد أحمد نصر التي استغلها في العمل العسكري، لكن أنا معرفش إذا كان محمد زكي علي علم بالكلام ده أم لا، ومبلغ مائة ألف جنيه أعطاها لي محمد نصر لشراء بنادق من صالح تاجرة السلاح كانت من فلوس محمد زكي، إضافة إلي بعض العمليات التمويلية التي كان الغرض منها أن نحصل علي فلوس علشان نشتري مزرعة نتدرب فيها ونخزِّن السلاح، وكان المخطط يقضي بأن تجري العمليات في شهر ديسمبر 2013، وشهر يناير 2014، ولم نكن قد حددنا أهدافًا بعينها، وكان للتنظيم مقران أساسيان: واحد لتخزين السلاح ونستخدمه لإيواء العناصر والترتيب للعمليات، وهذا المقر موجود في منطقة الشروق في نهاية شارع حسان بن ثابت عند كافيتريا اسمها 'نانيدا'، وكان أمامها سوبر ماركت كبير، وكانت الشقة في الدور الثالث بعد الأرضي، ومكانها علي شمال الطالع من علي السلم، وأنا كنت عارف إن شقة الشروق فيها سلاح وذخيرة وماكينة طباعة ودوائر كهربائية، وكان معنا عربيتان نيسان أخذناهم من مسيحيين، لأن إحنا كنا شايفين إن الكنيسة الأرثوذكسية واخدة موقف ضد التيار الإسلامي، وبالتالي قررنا استحلال أموال المسيحيين دون دمائهم لعدم وجود داعٍ للتصعيد معهم في هذا الوقت.
أما المقر الثاني فكان في عمارة أحمد عبد الهادي في أرض الجمعيات في الإسماعيلية، وهذه هي الشقة التي قُتل فيها أحمد عبد الهادي، وكنا نستخدم هذه الشقة لإيواء محمد نصر ومقابلة الناس الذين كان يود مقابلتهم، وهي شقة كان مؤجرها أحمد عبد الهادي لمحمد نصر.
وقال: 'إن محمد نصر كلف التنظيم بالقيام بمجموعة من العمليات مثل استهداف محطة الأقمار الصناعية بالمعادي، وهذه العملية كان يتم التخطيط لها، وهذه العملية تم التخطيط لها من قبل فض اعتصام رابعة، ونزل ساعتها أحمد سليمان من الإسماعيلية وقابل مجموعة المعادي منهم أيمن أنور عبد الرحيم وكنينه 'أبو شروق'، وطلب منه أن يخرج هو والمجموعة التي معه من اعتصام النهضة، ويقومون بتنفيذ عملية القمر الصناعي في المعادي، خاصة أن أيمن أنور ومجموعنه تدربوا علي السلاح وضرب النار داخل الاعتصام، وكان يعرف أن معهم أسلحة 'كلاشينكوف'، وفي هذا الوقت رفض أيمن ومجموعته تنفيذ العملية، وبعد فض اعتصام رابعة والنهضة ضاع الغرض من العملية، فتم تأجيلها إلي أول شهر أكتوبر 2013، لأننا كنا نتوقع أن يقوم الأمن بعمليات ضد مظاهرات الإخوان والتيار الإسلامي المعارضين ل'الانقلاب' في 6 أكتوبر، وساعتها نزلت مجموعة أيمن أنور إلي الإسماعيلية بناء علي تليفون مني ومن أحمد سليمان كي نضمه هو ومجموعته لتنظيمنا، وكان الأساس في الضم أن يكون منهجه هو نفس منهج 'كتائب الفرقان'.
وعندما وصل أيمن إلي الإسماعيلية وقابل محمد نصر، وبدأ يتحدث معه في عملية القمر الصناعي ووافق علي تنفيذ العملية، وتم تحديد موعدها في 7 أكتوبر 2013، وكانت العملية متخطط لها بأن يتم استهداف محطة القمر الصناعي وكنا نعرف أن هذه الأطباق ليس الهدف منها فقط هو قطع البث، ولكن إحداث صدي إعلامي كبير وخصوصًا أنها حدثت في قلب القاهرة، وتم رصد الأطباق التي ستضرب بمعرفة أحمد حمدان، وقام بتصوير عملية الرصد كاملة، وكانت لدينا إشكالية أن أيمن ومجموعته لا يعرفون استخدام الآر.بي.جي، ولهذا نزل محمود سمري المدرب علي هذا السلاح معانا في كتائب القسام في غزة لتنفيذ هذه العملية ونقل السلاح والقذائف في العربة اللانسر بتاعة محمد نصر.
ويقول هاني مصطفي: 'في يوم التنفيذ 7 أكتوبر 2013، كان وقت أذان الفجر نزل محمود سمري وأحمد حمدان وعبد القادر وعناصر أخري من مجموعة المعادي، وفي هذا التوقيت بالضبط تم ضرب القمر الصناعي بقذفتين من الآر.بي.جي، إحداهما أصابت طبقًا والثانية لم تصب لأنها أخطأت التصويب'.
في هذا الوقت الدنيا كانت 'ضلمة' وتم تصوير العملية بالكامل وتم إرسال التصوير لمحمد نصر في الإسماعيلية، وكتب محمد نصر البيان، وأنا نزلت الفيديو بتاع العملية علي النت، وأرسلته لوائل عباس 'ناشط سياسي' قريب من مجموعات 6 إبريل، وأرسلت الفيديو له وحده فقط، كنوع من المكافأة له علي نشره الفيديو الخاص باستهداف المجري الملاحي لقناة السويس.
أما العملية الثانية فكانت عملية سطو مسلح علي مكتب بريد في القاهرة الجديدة في نهاية أكتوبر، وكان هدفها تمويل التنظيم، وفي يوم التنفيذ قام محمد نصر بتكليف محمود سمري وإسلام محمد إسلام وكريم رستم وأحمد سلمي بتنفيذ العملية، ويوم التنفيذ انقسموا في سيارتين، واحدة كان فيها محمد نصر وحده للاستطلاع والثانية كان فيها المجموعة المحددة وكان معهم بندقيتان كلاشينكوف واثنان منهم قاما بتأمين العملية، أما الشخص الذي سيسرق فلن يكون معاه أي سلاح، وإحنا كنا فاكرين 'الجوال' اللي تم رصده فيه فلوس مش طرود، وسبب الخطأ.
إن مكتب البريد كان بيعمل عمليات تمويه ساعات ينقل طرود وساعات فلوس، وكان مفروض علي المجموعة اللي بترص تكون متأكدة متي يتم نقل الطرود ومتي يتم نقل الفلوس.
وكان إسلام هو اللي ثبت سواق عربة البريد، وأخذ السؤال والعملية كانت في مكتب بريد التجمع.
وحكي هاني مصطفي عن عمليات سرقة سيارات المسيحيين لاستخدامها في العمليات الإرهابية، ورصد العديد من السيارات التي تم ايقافها في الشارع والاستيلاء عليها.
وقال: إن التنظيم استهدف ضرب كمينين للشرطة الأول عند مول طيبة بمدينة نصر والثاني قبل جامع رابعة العدوية وذلك لضرب المدرعتين المتواجدتين هناك وقام برصد المنطقة محمود يسري وبتكليف من محمد نصر ولكن العبوات لم تنفجر في السيارات المفخخة بسبب عيوب فنية.
وقال إن آخر عملية حاولنا نقوم بها هي استهداف بنزينة وطنية علي طريق القاهرة -السويس، ووضعنا العربة أمام محطة البنزين من الخارج ولكن العبوة لم تنفجر أيضًا لنفس السبب، وبعدها بدأ الأمن يؤمن كل محطات البنزين.. وقال هاني مصطفي: في اطار استهدافنا لوسائل الإعلام رصدنا وقمنا بتصوير مدينة الإنتاج الإعلامي وشارك في عملية التصوير كريم رستم وقام بتصويرها من المداخل والمخارج ورفعنا مدينة الإنتاج الإعلامي بحيث لو اتفقنا مع جماعة أنصار بيت المقدس علي هذا الهدف نكون قد تعرفنا هنعمل إيه، إلا أن العملية لم تتم لأن أنصار بيت المقدس اصروا علي أنهم لابد أن يعيدوا رصد مدينة الإنتاج الإعلامي بأنفسهم، وهذا أحدث خلافًا بينا.
وقال: كانت أهداف أخري عديدة كنا ننوي ضربها مثل ضرب رادار في مطار القاهرة ومركز بيانات إحدي الشركات في 6 أكتوبر خلف شركة حازم حسن إلا أننا لم نتخذ إجراءات لتنفيذ هذه العمليات وكشف النقاب عن القيام بضرب مدير أمن الإسماعيلية بقذيفة آر بي جي بالتنسيق مع جماعة أنصار بيت المقدس، وبدأت من وقتها العلاقة بين محمد نصر من كتائب الفرقان وهاني أبوشيتة في شهر مارس 2013 وتم الاتفاق علي العمل العسكري والقيام بعمليات ضد الجيش والشرطة والقضاء وخارج سيناء حيث سيكون تأثيرها أكبر.
ومنذ هذا الوقت جري التنسيق بين التنظيمين، وقال: 'في هذا الوقت تحدثت مع الحاج يسري وهو من قادة أنصار بيت المقدس واتفقنا علي اللقاء علي طريق الصالحية في الإسماعيلية وتم اللقاء الذي لم يستمر أكثر من خمس دقائق، واتفقت علي مقابلته مرة ثانية، وتقابلنا بعدها بمدة بسيطة عند بنزينة أولاد طايع بالإسماعيلية وكان معه في هذه المقابلة 'أبو عبد الله' وساعتها أبلغني أبو عبد الله أنهم قرروا النزول بشغلهم في الوادي وطلب مني أن يقابل محمد نصر، ثم اتضح بمضي الأيام أن 'أبو عبد الله' هو نفسه أمير تنظيم أنصار بيت المقدس، وأبلغت محمد نصر بذلك، وبعدها بيومين أو ثلاثة التقي مع أبو عبد الله وبعدها حكي لي أنهما اتفقا سويًا أنه اقنع أبو عبد الله أن يقوم بعملية مثل عملية كتائب الفرقان بضرب مجري قناة السويس من مكان خارج الإسماعيلية، وبعدها وجدت محمد نصر بيكلمني ويقول إن 'أبو عبد الله' محتاج قاذف الآر بي جي لاستهداف سفينة داخل الممر الملاحي لأنه لا يوجد لديهم آر بي جي، وتاني يوم جاء إليَّ واحد من أنصار بيت المقدس وكان عرفني به 'أبو عبد الله' علي أنه مسئول العمليات في الإسماعيلية، وأحضر لي سلاح الآر بي جي واحضر لي فيديو العملية ووضعنا عليه شعار كتائب الفرقان ونزلته علي الإنترنت، ومحمد نصر كتب بيان العملية ودي كانت أولي خطوات التنسيق بين كتائب الفرقان وأنصار بيت المقدس، وبعد فترة بسيطة قابلني أبو محمد واكتشفت ساعتها أنه مسئول الإمداد في التنظيم وليس مسئول العمليات في الإسماعيلية وقال لي إنهم سيحضرون صواريخ كاتيوشا وسعر الصاروخ ستة آلاف جنيه وطلب مني عرض الموضوع علي محمد نصر لمعرفة إذا كان يريد شراء صواريخ أم لا، وعرفت أن الشحنة دخلت مصر عن طريق السودان وتم تخزينها في منطقة الصف في الجيزة وطلب منا 'أبو عبد الله' أن نحضر عربة دفع رباعي كي ننقل الصواريخ، وبعدها طلب من محمد نصر حوالي مائة ألف جنيه لأن الشحنة تكاليفها زادت فعرفت بعد هذا الموضوع أن محمد نصر سافر العريش وهناك قابل هاني أبو شيتة، ولما رجع طلب يقابلني ضروري علشانن يتكلم معايا في ضرورة أن يقوم محمد نصر بمبايعة أبو عبد الله علي السمع والطاعة فقلت له نوافق ولكن بشرطين - الأول: هو أن يتولي محمد نصر الإدارة التربوية في تنظيم أنصار بيت المقدس، والثاني: هو أن يكون عضوًا في مجلس شوري التنظيم، ولكن أبو عبد الله رفض عندما سمع الشرط الثاني، علي الرغم أنه وافق علي الشرط الأول'.
وقال: كانت هناك عملية في القاهرة وذهبت إلي شقة الشروق وفي إطار التعاون بين كتائب الفرقان، وأنصار بيت المقدس تم تنفيذ عملية مشتركة ضد ضباط الجيش مثل واقعة قتل العقيد محمد الكومي والنقيب خالد زكي والملازم أول محمد عبد الكريم والملازم أول أحمد إبراهيم ومساعد قوات مسلحة عطية عبده، كما تم استهداف حافلة نقل دبابات وطلبوا من محمد نصر أن يتم الإعلان عن هذه العمليات باسم وهمي وهو 'كتيبة النصرة' التابعة لكتائب الفرقان حتي يتم الترويج إعلاميًا بأن هناك عددًا كبيرًا من الجماعات تعمل ضد السلطة في مصر.
وقد وافق محمد نصر علي ذلك، وقد قام أنصار بيت المقدس بنشر الفيديو علي الإنترنت واشترط محمد نصر ألا ينشر بيان باسم كتائب الفرقان وانما يكتب أمام الضابط 'استهداف جيش الردة'، لأن فكر كتائب الفرقان هو تكفير الطائفة دون تكفير المعين منهم، وظل هذا هو شكل العلاقة بين كتائب الفرقان وأنصار بيت المقدس علي أساس التنسيق في العمل وعندما قام محمد نصر بسؤال أبو عبد الله عن صواريخ الكاتيوشا التي دفع ثمنها قال: له أبو عبد الله إن أغلب الشحنة كانت مخزنة في مخزن في الشرقية وإن المخزن قد احترق ومعه الصواريخ وأنه لا يستطيع أن يرد إليه الفلوس في الوقت الراهن.
وكانت المشكلة الثانية سببها أن إصرار أنصار بيت المقدس علي رفع مدينة الإنتاج الإعلامي بأنفسهم مما أغضب محمد نصر.
وقال: إنه من ضمن العناصر التي تعرفت عليها كان شخص اسمه 'شريف' وعرفت أنه المسئول العسكري في تنظيم أنصار بيت المقدس وهو ضابط جيش سابق، وقال: إن العملية التي اشترك فيها أحمد الملاح وعبد الهادي أحمد استهدفت تفجير مبني المخابرات الحربية في الإسماعيلية.
وقال: إنه بعد الأزمة التي حدثت بين محمد نصر وأبو عبد الله انقطعت الاتصالات بين تنظيم الفرقان وأنصار بيت المقدس، وقال: لقد طلبت من محمد نصر أن أكون مسئولاً عن إدارة إنشأها واسماها تصنيع وتطوير المواد المتفجرة وذلك من واقع خبرتي حيث إنني حاصل علي بكالوريوس علوم قسم كيمياء، وقال: إن عملي استمر حتي تم القبض عليّ في وقت لاحق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.