أقام الملحق الثقافي المصري بالكويت نبيل بهجت حفل تأبين للشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي مساء امس الخميس تحت عنوان 'الخال' حضره سفير مصر بالكويت عبد الكريم سليمان وشارك به نخبة من الشعراء والأدباء المصريين والكويتيين. وقال السفير المصري، في كلمته لرثاء الشاعر الراحل خلال الاحتفالية، إن 'الأبنودي كان شاعرا استثنائيا وطاقة شعرية كبري، وقد لا يختلف عن هؤلاء الكبار الذين توهجوا بالشعر لينيروا الوجدان مثل المتنبي وشوقي وحافظ وغيرهم، إلا أنه اختار العامية وسيلة يصل بها إلي البقاء ليساهم في تشكيل الوعي الجمعي للأمة العربية التي امتزج بها وسيلة وذاب في قضاياها'. وأضاف أن الأبنودي 'شاعر شارك بشكل ملحوظ في تشكيل الوجدان المصري المعاصر.. شاعر حمل مصر في ملامحه وكلماته ووجدانه.. شاعر امتزج بطمي النيل، فكانت قصائده دافعا لاستعادة الأمل في مرحلة من عمر الوطن وبث الحماس في عروق جنودنا علي جبهة القتال في مرحلة أخري ليعيدوا الأرض التي كتب شاعرنا من أجلها: أحلف بسماها وبترابها - عدي النهار - ابنك بيقولك يا بطل، وغيرها من مئات الأغاني التي رددها المصريون'. وتابع 'لا يفوتنا أن نذكر موقف الأبنودي وإيمانه بقضية الكويت العادلة أمام العدوان الصدامي الذي تعرضت له، واستطاع بكلماته البسيطة والعميقة في الوقت ذاته أن ينقل حجم المأساة لكل مواطن، لتصبح قضية إنسانية لا تقف عند حدود المكان والزمان'. واختتم السفير كلمته بالقول 'وأخيرا سيظل الأبنودي حاضرا في ذاكرة الأمة العربية، ليس لأنه شاعر عظيم فحسب، ولكن لصدقه واستخدامه للعامية التي احتفظ بها حتي رحيله، ولن يُغيب الموت الأبنودي أبدا، فصوته ما زال حاضرا وقصائده ما زالت وستظل تردد في مصر وكل الأوطان العربية'. من جانبه، قال نبيل بهجت إن الأبنودي خرج من نبض مصر وتشكل بوعي متراكم، فكان من الأوائل الذين اهتموا بما انتجه الشعب من آداب، وكانت تجربته مع الرواة العظام الذين حفظوا السيرة الهلالية يقدمهم ويستمع لهم ويعرف العالم بهم، مؤكدا قيمة كبري هي الإخلاص للمشروع الثقافي الذي حمله تماما كما حمل مع لهجته عبر سنين عمره وجعل مصر تتغني بها.