تمر اليوم الذكري ال 204 لمذبحة القلعة التي انتصر فيها محمد علي علي المماليك لذلك نقدم اليوم لمحة عن حياته وكيف انتصر عليهم وكذلك اسهاماته في مصر. حكم محمد علي مصر من الفترة 1805 الي 1848بعد أن ثار الشعب علي سلفه خورشيد باشا و بايعه أعيان البلاد ليكون واليًا عليها كان يلقب بعزيز مصر فقد مكّنه ذكاؤه واستغلاله للظروف المحيطة به من أن يستمر في حكم مصر لكل تلك الفترة، ليكسر بذلك العادة العثمانية التي كانت لا تترك واليًا علي مصر لأكثر من عامين. خاض محمد علي في بداية فترة حكمه حربًا داخلية ضد المماليك جاءت لمحمد علي باشا دعوة من الباب العالي لإرسال حملة للقضاء علي حركة الوهابيين في نجد، دعا زعماء المماليك إلي القلعة بحجة التشاور معهم وتكريم الجيش الذاهب للحملة، وفي يوم الحفل '1 مارس 1811' استعد 'محمد علي' للحفل وجاء زعماء المماليك بكامل زينتهم يركبون علي أحصنتهم. بعد أن انتهي الحفل الفاخر دعاهم محمد علي لكي يمشوا في موكب الجيش الخارج للحرب. يتقدم الموكب جيش كبير من الأحصنة التي يركبها جيش محمد علي باشا بقيادة ابنه 'إبراهيم بك'، ثم طلب محمد علي من المماليك أن يسيروا في صفوف الجيش لكي يكونوا في مقدمة مودعيه. بالطبع نحن نعلم أن أرض القلعة الآن ليست مثل عام 1811 فكانت الأرض غير ممهدة ويصعب السير عليها وكانت الرؤية صعبة ومحجوبة علي أمراء المماليك حيث كان يسير أمامهم جيش كبير من الرجال. وفي هذه اللحظة خرج الجيش من باب القلعة وأغلقت الأبواب، أما الحراس الذين كانوا يعطون ظهورهم للمماليك استداروا لهم، وانطلقت رصاصة في السماء، ولم ينتبه المماليك إلا بعد فوات الأوان ! فقد كانت هذه هي الإشارة لبدء مذبحة لن ينساها التاريخ يوماً، وانهال الرصاص من كل صوب وحدب علي المماليك. والسر وراء اختيار باب 'العزب' ليكون مسرحا لمذبحة القلعة والتي راح ضحيتها أكثر من خمسمائة رجل من رؤوس المماليك وأعيانهم هو أن الطريق الذي يؤدي إلي باب العزب ما هو إلا ممر صخري منحدر تكتنفه الصخور علي الجانبين، حيث لا مخرج ولا مهرب، لقد كان الأمر خدعة انطلت علي المماليك ونفذتها مجموعة من جنود محمد علي باشا بإحكام