شارك أكثر من خمسين ألف مواطن من القدس وضواحيها والتجمعات السكانية في الداخل صلاة الجمعة، اليوم برحاب المسجد الأقصي المبارك، رغم حالة الاستنفار الواسعة لقوات الاحتلال في القدسالمحتلة. وقال مراسلنا ان المصلين تدفقوا علي المسجد منذ ساعات الصباح الأولي، وانتشروا في كافة أرجاء وأركان المسجد المبارك، في حين احتجزت شرطة الاحتلال الخاصة عشرات البطاقات الشخصية لروّاد الأقصي من فئة الشبان الي حين انتهاء الصلاة وخروج أصحابها من المسجد المبارك. وكانت قوات الاحتلال نشرت المئات من عناصرها في الشوارع والطرقات داخل البلدة القديمة ومحيط أسوارها التاريخية وسيرت دوريات عسكرية وشرطية: راجلة ومحمولة وخيالة في المدينة، فضلا عن اطلاق منطاد راداري وتحليق مروحية في سماء المدينة لمراقبة المصلين. وشهدت اسواق القدس التاريخية داخل البلدة القديمة حركة تجارية نشطة. من جانبه، نعي الشيخ إسماعيل نواهضة، في خطبة الجمعة بالاقصي، الشهيد زياد أبو عين، وقال ان 'استشهاد أبو عين سيبقي شمعة أمل تنير الطريق أمام أبناء شعبنا من أجل نيل حريتهم واستقلالهم وإقامة دولتهم وتحرير مقدساتهم'. وأضاف: 'إن قوافل الشهداء من أبناء هذا الشعب ماضية دون توقف علي مرأي ومسمع العالم ومن بينهم الشهيد رمز هيئة المقاومة والجدار والاستيطان زياد أبو عين، الذي لبي نداء الواجب يوم الأربعاء الماضي وسقط شهيدًا علي ثري فلسطين التي أحبها وأحبته'، مضيفًا أن أبو عين استشهد وهو يحمل شجرة الزيتون الشجرة المباركة رمز السلام وقد اغتالته يد الغدر والحقد كما اغتالت من شهدائنا الأبرار وبدم بارد. ودعا الشيخ نواهضة إلي القيام بواجب الأرض الفلسطينية بغرسها والعناية بها لمواجهة جميع التحديات والاعتداءات الصهيونية. كما دعا الي وحدة الكلمة ورص الصفوف والاعتصام بحبل الله جميعا والتعاون علي البر والتقوي وشد الرحال إلي المسجد الأقصي والمرابطة فيه. ولفت الشيخ نواهضة إلي أن الشعب الفلسطيني ما زال يتعرض يوميًّا لأقصي أنواع الظلم والطغيان من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، مشيرًا إلي استمرار تهويد مدينة القدس وتغيير معالمها الحضارية والتاريخية والدينية وفصلها بجدار الفصل العنصري. ونوه بما يتعرض له الأقصي المبارك من اقتحامات يومية من قبل المتطرفين اليهود الذين يعتدون علي المصلين والمرابطين بحماية جنود الاحتلال للنيل من قدسيته ومكانته. وأشار خطيب الأقصي إلي استمرار حصار الاحتلال لقطاع غزة، حيث يعاني أهلها فيها الأمرين 'فالمؤسسات والمصانع والبيوت تهدم وتدمر وتحرق وشيوخ وأطفال ونساء يُعتدي عليهم، ومساحات من الأراضي الفلسطينية تصادر وتجرف ويمنع أصحابها الشرعيون من الوصول إليها.'