قال مفتي لبنان عبد اللطيف الدريان خلال ترأسه لهذه الجلسة: إنني أعرب عن تقدير وشكري للأزهر الشريف الذي أفتخر بأنني نهلت العلم أنا ومعظم علماء لبنان منه رحابه، وأشكر الدعوة من الازهر الشريف، معربا عن محبته واحترامه للإمام الاكبر فضيلة الإمام الاكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، ليس بتنظيم المؤتمر وحسب، بل بالمبادرات التي اتخذها قبل ذلك وتتمثل في الوثائق الرائدة التي اصدرها الازهر الشريف وهي تمثل نبراسا للمسلمين في مشارق الارض ومغاربها. وأكد أنه لابد من المصارحة لأن المصارحة تؤدي للمصالحة، فمن المهم توطيد العلاقات الإسلامية، لأن توطيد هذه العلاقات تؤكد علي الصفة الاسلامية بأنهم اخوة، فالإسلام دعانا أن نعتصم بحبل الله جميعا وألا نفترق ولم يدع أحدا للاختلاف فالاختلاف سنة كونية، ويمكننا أن نختلف ولكننا نبقي متحدين معتصمين. وأشار إلي أن العلاقات الاسلامية المسيحية مبنية علي المودة والاحترام، فالمودة هي الصفة التي جعلها الله لاقامة العلاقات وكذلك الصفة التي تربط العلاقة في الاسرة، فالعلاقات بين المسلمين والمسيحين هي علاقة أسرية. وأضاف أن ما يتعرض له المسلمون والمسيحيون علي حد سواء يتعارض مع هذه المبادئ السامية التي يقرها الاسلام، فنحن معا نواجه عدوا مشتركا، يرتكب جرائمه باسم ديننا الحنيف، وديننا الحنيف دين رحمة وسلام للبشرية جميعا، لقد عشنا معا سنة وشيعة تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، عشنا كمسلمين ومسيحين تحت راية، لكم دينكم ولي دين، والقوي الظلامية التي وفدت علينا هي قوي ضالة وغضوب علينا وجاءت الينا بأفكار خارجية غريبة علينا. وقال: ليكن اجتماعنا في رجاب الأزهر الشريف ردا إسلاميا إسلاميا وإسلاميا مسيحيا وردا إنسانيا شاملا يقطع دابر الفتنة التي يحيكها الظلاميون يتسجيبون لتعليمات خارجية تهدف لضرب اوطاننا ومجتعاتنا. واوضح أن الاختلاف بين العقيدة الاسلامية والمسيحية يبقي محددا بين اتباع كل دين وأتباع كل طائفة، وعلينا ان نعيش في وطن واحد ضمن هذه الافكار والثقافات المتنوعة والمتعددة، وعلينا ان نحول هذه التنوع الي مصدر ثراء وغني، لا مصدر تناحر وتقاتل، وان نجتمع الي العيش في اطار مفهوم المواطنة، المسيحيون والمسلمون هم في الوجبات والحقوق سواء في اطار دولة المواطنة بلا تفرق ولا تمييز، فالكل والكل مواطنون. الشيخ أحمد المبلغي : يجب علينا ان نتجاوز مرحلة البيانات الي مرحلة التحذير قال: الشيخ أحمد المبلغي إن أدب الاختلاف في الاسلام هو امر قد اهتم به الفقهاء عبر التاريخ ودونا الكتب في ذلك، الا ان الاشكالية التي يمكن طرحها فيما مر علينا، هو ان أدب الاختلاف رغم اهميتها الا انها طرحت بجلسات فردية، بمعني ان مجموعة او اثنين، قد اجتمعوا واصدروا بيانا، ولكن يجب علينا ان نتجاوز مرحلة البيانات الي مرحلة التحذير، ويجب ان تكون لنا نظرية حول ذلك، فإنه لا تغنينا الابحاث النظرية والكلاسيكية، والاختلاف يقودنا الي ثقافة التعايش، والذي اريد بيانه لهذ الجلسة هو ذكر اصول لنظرية التعايش الاسلامي، ولن اذكر جميع الاصول لان الامر يريد دراسة معمقة اكثر ودراسات بالجامعات وغيرها، بل اذكر بعض ماورد في ذهني، فالاصل الاول هو : ابتناءه علي التغافل، فكل مجموعة تبدي حساسية تجاه المجموعة الاخري ووتترك التغافل يؤدي الي جعل الاختلاف سببا للفرقة والتشتت. ومبدأ التغافل كنطلق للتعايش يعني ابقاء الاختلافات الفكرية في حيز الافكار وعدم السماح للخلاف الفكري كي تنعكس علي المجتمع وتشته وتفرقه. الاصل الثاني : التعايش الاسلامي تعايش انساني : اي انه هو التعايش الذي يفهمه الانسان مع قيود تجعله تعايشان انسانيا اسلاميا. وهناك مقدمتان يمكن ذكرهما لاقرار هذا المبدأ، فالاسلام يميل الي التعايش الانساني لا الي التعايش القائم علي المذهب الواحد. ومن خصائص التعايش الاسلامي انه قائم علي الطمأنينه ويرفض الارهاب والعنف، ومن اهم مايوقف اسباب التعايش في المجتمع هي الطائفية والارهاب الفكري، الذي يستحيل معه العيش ويتنافي، ومن اهم المبادئ التعايش الاسلامي قيامه علي مبادئ الاختلاف والتوع. الدكتور/ محمد السماك.. الشرق لا يكون الا بمسلميه ومسيحيه معا و حينما يكون للأزهر موقف فلا كلام بعده قال د/ محمد السماك إنه صدر في اسطنبول منذ اربعة ايام بيان من بابا الفاتيكان، قال فيه نصا اننا لا نقبل شرق اوسط بدون مسيحين، ونحن المسلمين رفعنا منذ زمن طويل الشعار الوجودي الذي قلنا فيه لا شرق اوسط من دون المسيحيين، وهناك فرق كبير بين أن لا نقبل شرق اوسط بدون مسجيين و لا شرق اوسط من دون المسيحيين. وأضاف أنه طالما رددنا الشعار الثابت في ثقافتنا بأننا نكون معا او لا نكون، فالقضية اليوم ليست قضية الحقوق فقط بل هي كيف نعيد معا بناء مجتمعاتنا و اوطاننا ووقف عملية تمزيق هذه المجتمعات واسقاط هذه الدول، وهذا الامر سبق ان طرحناه في مؤتمر بفيينا برعاية مؤسسة الملك عبد الله للحوار بين الثقافات، واتفق المشتركون فيه علي ايجاد صيغة وجودية بين المسلمين والمسيحيين، هذا عمل جاد وليس مجرد وقت للتلاقي، فنجن ندرك ان مستقبلنا يقوم علي معا، والمسحيون يريدون ان تعلن هذها الموقف مرجعيات اسلامية كبري ويأتي الاعلان مستندا للشريعة الاسلامية وان يكون ذلك بصوت عادل، واليوم في رحاب الازهر الشريف فإن هذا الصوت قد ارتفع فعلا علي لسان الدكتور احمد الطيب، وحينما يكون للازهر موقفا فلا كلام بعده، لأن الازهر الشريف هو المرجعية الاسلامية. وأكد أن ثلث مسلمي العالم، أي حوالي 550 مليون انسان يعيشون في دول ومجتمعات غير اسلامية، فأي مصير سيواجه هؤلاء اذا تكرست الصورة بان الاسلام لا يتعايش مع الآخر، فاذا كان الارهابيين باسائتهم للاسلام بارتكابهم الجرائم باسمه فإن المسيحيين بتركهم أوطانهم ولو مجبرين يكمل هذه الرسالة، لذلك نحن نقول ان الشرق لا يكون الا بمسلميه ومسيحيه معا، ونحن اذ نقول ذلك لا نقول شعر، بل بذلك نحن ندافع عن مجتمعاتنا وعن اوطاننا بل وعن ديننا. وتساءل كيف نتصدي معا للتطرف والارهاب للتعايش معا؟مجيبا أننا في رحاب الأزهر الشريف لا نحتاج الي عادة الاكتشاف، فلقد وضع الأزهر الشريف وثائق حول المواطنة والتعايش، وتشكل هذه الوثائق اسس للتعايش والمواطنة. محمد علي ابطحي : التصدي للعنف أمر مشترك بين المذاهب أشادمحمد علي أبطحي رئيس مجمع حوار الأديان السماويةباهتمام الأزهر الشريف بعقد هذا المؤتمر خصوصا في الظروف التي تمر بها الكثير من البلدان وأشار أن التطرف والارهاب لا ينبغي أن ينسب للاسلام، معتبرا أن مكافحته ضرورةمثنيا علي دور الأزهر الشريف في مكافحة الإرهاب معتبرا أن المراكز الفقهية والدينية قادرة علي التصدي لظاهرة الارهاب والحيلولة دون انتشارهواصفا مؤتمر الأزهر الشريف بأته تاريخي وكبيركونه يتبني فكرة محاربة الارهاب كما قال أن المؤتمر هو الصوت الأعلي الذي يقول أن الإرهاب ليس من الإسلام. قال إنه للأسف ازداد الارهاب الذي يرتكب باسم الاسلام في الآونة الأخيرة، لكن ليس المهم فقط هو أن المسلمين في العالم يعارضون الأفعال الارهابية، لكن المهم هو أن العالم اقتنع بأن الاسلام يدعو الي التطرف, لذا وجب علينا أن نعرف العالم أجمع ان علماء الامة الحقيقيون يعارضون هذه الافكار المتطرفة، مع انقاذ الذين يقتنعون أنهم بهذه الاعمال يقومون بالجهاد وأنهم إذا ماتوا يذهبون الي الجنة مباشرة. وأضاف أننا نؤمن أن مبدأ التصدي للعنف هو أمر مشترك بين المذاهب، فلا يجب ان يوظف الارهاب من السنة ضد الشيعة او من الشيعة ضد السنة، فالمتطرفون من الجانبين يستغلون الدين لتحقيق مذاهب سياسية, والمخيف هنا ان تصبح هذه اللقاءات مكان للخلافات والانقسامات بان يرمي كل منا السبب علي الآخر، حينها سيصبح مكاننا هنا مكانا للارهاب مرة اخري بدل مواجهته. وأوضح أن هناك شيعة متطرفون لا يألون جهدا في تهجير أهل السنة، والمتطرفون الشيعة والسنة يستفيدون سياسيا من هذا التطرف.