رغم كل الاجراءات العسكرية والشرطية، غير المسبوقة، للاحتلال بمدينة القدس، إلا أن فلسطينيي المدينة جدّدوا مواجهاتهم العنيفة ضد الاحتلال في معظم أنحاء وأحياء وبلدات وشوارع المدينة المقدسة. وقال مراسلنا بأن مواجهات تمهيدية بدأت قبل ظهر اليوم بأحياء سلوان جنوب الأقصي، ووادي الجوز قرب أسوار المدينة، إلا أن فعاليات الانتفاضة المباركة استعرت، وما أن انتهت صلاة الجمعة حتي انتفضت المدينة مرة أخري بمواجهات عنيفة تركزت أعنفها في محيط معبر 'حاجز' قلنديا قرب مخيم قلنديا شمال القدسالمحتلة، هاجم خلالها الشبان برجاً عسكرياً صهيويناً وأحرقوه، وأمطروا المعبر بالحجارة والمفرقعات النارية والزجاجات الفارغة، في حين أطلق جنود الاحتلال عشرات القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المدمعة والرصاص الحي والمطاطي وتسببت بإصابة عشرات المواطنين باختناقات حادة. واضطر مئات المواطنين من القدس والداخل الفلسطيني أداء صلاة الجمعة في الشوارع والطرقات قرب بوابات القدس القديمة، وسط حشود كبيرة جدا من جنود الاحتلال ودورياتهم العسكرية الراجلة والمحمولة والخيالة، وذلك بسبب إجراءات الاحتلال التي شملت منْع من تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من دخول البلدة القديمة والتوجه الي الاقصي لأداء صلاة الجمعة برحابه الطاهرة. ولفت مراسلنا الي أن مواجهات عنيفة تدور الآن في بلدة سلوان جنوب الاقصي المبارك-مسقط رأس الشهيد معتز حجازي- وتتركز أعنفها بمحيط خيمة الاعتصام بحي البستان. وكانت قوات الاحتلال اعتدت قبل صلاة الجمعة علي المواطنين المحتشدين خارج باب الناظر 'من بوابات الاقصي'، وأطلقت قنابل الصوت الحارقة والغازية السامة وأصابت عدداً كبيراً من المصلين تم تحويل أربعة منهم الي العيادات الطبية بسبب اختناقاتٍ حادة، في حين حاول الشبان في المنطقة كسر الحصار عن المسجد الاقصي وإزالة المتاريس الحديدية الشرطية قرب بوابة المسجد، وسط اعتداء جنود الاحتلال بالهراوات وأعقاب البنادق، واضطر عدد من الشبان الي اعتلاء أسطح المنازل القريبة ومهاجمة جنود الاحتلال بالمفرقعات النارية. كما شهدت حارة باب حطة 'المُفضية والملاصقة بالمسجد الأقصي مواجهات واشتباكات بالأيدي بين المصلين وجنود الاحتلال خلال محاولة المصلين الدخول الي المسجد رغما عن الاحتلال. وأوضح مراسلنا بأن مواجهات عنيفة ما زالت تدور حتي الآن في حي وادي الجوز قرب اسوار المدينة، في ما تجددت المواجهات العنيفة في بلدة العيسوية وسط المدينة، وتتركز بالقرب من مدخلها الرئيسي الشمالي. ونقل مراسلنا عن شهود عيان قولهم بأن عناصر من وحدة المستعربين بقوات الاحتلال تنشط في هذه المنطقة لاعتقال المزيد من المشاركين في المواجهات. وتشهد العيسوية منذ عدة شهور مواجهات يومية تمتد حتي ساعات متأخرة من كل ليلة، أغلقت خلالها قوات الاحتلال المدخل الرئيسي للبلدة بمكعبات اسمنتية قبل أن تعيد فتحه لكن بعد نصب مركزٍ رئيسي لمخابرات وشرطة وضريبة الاحتلال علي مدخل البلدة وإطلاق بالون مراقبة في سماء العيسوية. كما تشهد العديد من البلدات المقدسية، خارج جدار الضم والتوسع العنصري، مواجهات عنيفة ضد الاحتلال تتركز في العيزرية وأبوديس وصور باهر وحي جبل المكبر جنوب شرق المدينة، وعناتا والرام شمالها، في الوقت الذي يشهد فيه مخيم شعفاط وسط المدينة مواجهات بمحيط المعبر 'الحاجز' العسكري القريب من مدخل المخيم، وسط اطلاق العشرات من القنابل الغازية السامة المسيلة للدموع.