ندرك أن خيانة جماعة الإرهاب والضلال هي جزء من تاريخها الدامي.. ونعرف تماماً أن جماعة الاخوان، ومنذ نشأت قبل خمسة وثمانين عاما لاتعرف للوطن عنوانا، ولا للانتماء قيمة.. فهي جماعة عميلة، قامت للقضاء علي الاسلام.. باسم الاسلام.. غير أن خسة هذه الجماعة، وخيانتها بلغت مداها الإجرامي في تلك الشماتة التي أظهرتها في استشهاد جنود القوات المسلحة مساء الجمعة الماضي. فور تواتر الأنباء عن التفجيرات الإرهابية التي أدت الي استشهاد وإصابة نحو السبعين من جنودنا الأبطال، راحت عناصر الإرهاب والضلال المنتشرة في ارجاء البلاد تخرج في مظاهرات للفرح، مهللة لمقتل شهداء الوطن، ومعبرة عن بهجتها من ارتكاب القتلة-أمثالهم-للجرائم القذرة في حق جنودنا.. وضباطنا. لم يكن أحد يتخيل، ومهما بلغت درجة الخيانة، أن تخرج عناصر تعيش علي أرض الوطن، لتبدي الشماتة والفرح في أبناء لهذا الوطن، ذهبوا غيلة وغدرا لعمل إجرامي، ارتكبته ثلة من الخونة، والضالين عن طريق الحق.. والذين يعملون بدافع تآمري لعرقلة مسار خارطة المستقبل، والتي رسم شعب مصر العظيم خطواتها وملامحها. وقد حكي لي أحد أبناء حلوان، وقلبه يتمزق من الألم، كيف أن بعضا من خونة الاخوان، ونسائهم يهنئون بعضهم علي الجريمة النكراء، وقال بلغة الحسرة من ممارسات بعض الخونة الذين يعيشون بين ظهرانينا 'ان زوجتي التي كانت تقف في طابور العيش كادت تنفجر من الوجع حين كانت نساء الجماعة الإرهابية يهنئن بعضهن بالجريمة الغادرة'. لهذا الحد وصلت الخسة والنذالة بهؤلاء القتلة، أن يعبروا عن الفرح في الدماء الذكية التي أريقت علي أرض سيناء العزيزة.. وهذا يستدعي من الجميع.. دولة، ومؤسسات، وأجهزة وطنية، وأمنية، وقوات مسلحة، أن يشرعوا من الآن فصاعدا الي التخلي عن سياسة الطبطبة علي تلك الجماعة القاتلة، وأتباعها من الخونة. علي قوات الجيش والأمن أن تضرب بيد من حديد، وبلا هوادة لردع الخونة والمجرمين، ومسحهم من فوق الأرض.. وعدم التهاون أبدا في التخلص من كل من يستخدم أيا من أنواع السلاح في مواجهة الدولة ومؤسساتها.. وملاحقة حاسمة لكل المحرضين والمروجين لتلك الأعمال الإجرامية، مهما كانوا ومهما بلغوا.. وتطبيق الإجراءات الرادعة والمناسبة لمحاسبتهم. وعلي الحكومة، بكافة مؤسساتها، أن تشرع فورا في أكبر حملة لتطهير الجهاز الاداري للدولة من فلول المارقين، والمجرمين، من خونة العصر، وأصحاب الفكر المريض، سعيا لإنقاذ البلاد من أفكارهم الضآلة والمضللة، وسعيهم الدؤوب لتخريب مؤسسات الوطن من الداخل. وعلي رجال الدين وعلماء الفقه والفكر، أن يقودودا حملة واسعة للقضاء علي الفكر المتطرف، والترويج للتكفير في المساجد والزوايا التي لاتزال خاضعة لسطوة عصابات التكفير والإرهاب، وملاحقة أوكارهم، وتدميرها بمن فيها، والسعي التام نحو القضاء علي تلك الطفيليات التي تسللت إلي قاع الوطن. وعلي إدارات الجامعات أن تتحرك بقوة، وفاعلية لبتر عناصر التطرف من طلاب الشيطان، الذين يثيرون القلاقل، ويزرعون العنف، ويدفعون محراب العلم نحو السقوط في أتون التطرف والإرهاب، سعيا لاخضاعه لمشيئة تلك الجماعات الضالة والمضللة. وعلي الاعلام، بمختلف فروعه، خاصة الاعلام الرسمي، أن يقود حرب المواجهة الإعلامية، والفكرية، مع تلك الجماعات الإرهابية، وأن يلاحق تحركاتها، ويحاصرها برؤي فكرية وإعلامية ناجزة، تكشف الحقائق للمغيبين، وترسم واقعا مغايرا، يدحض كل فتن، ودعاوي أهل الشر، ويفند أكاذيبهم، وترهاتهم، ويدفع بشباب الوطن، ومثقفيه لخوض غمار منافسة حاسمة ضد كل دعاة الإفك والضلال. وعلي من يتحدثون عن ديمقراطيتهم المعوجة، وحريتهم الكاذبة، أن يكفوا عن تصديعنا بكلامهم الساقط، والذي يتحدثون فيه دون وازع وطني عن الحريات المستوردة، وقانون تنظيم التظاهر، وغيره من مقولات الغرب المتآمر علي الوطن وحريته ومستقبله. علينا.. إن كنا نريد بناء مستقبلنا، ومواجهة الإرهاب، أن نعيد الشعار القوي الذي وضعه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر 'لاصوت يعلو علي صوت المعركة'.. ونحن بالفعل في معركة.. وأي معركة؟!!..